الأقباط متحدون - توبنى يا رب فأتوب
  • ٠٨:٠٩
  • الخميس , ٢٢ فبراير ٢٠١٨
English version

توبنى يا رب فأتوب

سامية عياد

مع الكرازة

٢٩: ٠١ م +02:00 EET

الخميس ٢٢ فبراير ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية
22/2/2018
عرض / سامية عياد
الله يبحث عن الإنسان لكى يتوبه ويرجعه إليه فالله يهمه مصير الإنسان الأبدى وخلاصه ولو اقتضى الأمر أن يضرب هذا الإنسان لكى يستفيق فيرجع الى محبته فهكذا فعل الله مع يونان النبى..
 
المتنيح الأنبا شنودة الثالث فى مقاله "الله يبحث عن الإنسان" وضح لنا أن الله لجأ الى طرق متنوعة عديدة فى البحث عن الإنسان كما جاء فى سفر يونان ، منها التخويف ومنها العقاب ومنها الاقناع ومنها العتاب ومنها العقوبة المهم عنده أن يصل الى قلب الإنسان ويجد له موضعا فيه ، إن رأس الله تريد أن تستريح فى قلب هذا الإنسان المتعب لكى تريحه من تعبه وتحول تعبه الى راحة ، كان بحث الله عن يونان بحثا يحمل معنى الإصرار على إرجاعه بأية طريقة.
 
ومن الأمثلة لطرق العقاب التى استخدمها الله مع يونان النبى الإنذار والتهديد لمدينة نينوى "بعد أربعين يوما تنقلب نينوى" ولم تنقلب المدينة لأنها خافت من عقوبة الله فتابت ، أيضا أصدار أوامر للزوابع أن تلطم السفينة حتى تكاد تغرق ولكن وضع حدودا للضرب بحيث لا تدخل المياه داخل السفينة ولا تمس أحد من الركاب بسوء ، فالضربة من الخارج لكنها سببت بعض الخسائر إذ أضطر الناس أن يطرحوا الأمتعة التى فى السفينة الى البحر ليخففوا عنها" ، وهناك عقوبة أخرى أشد استخدمها الله مع يونان حيث صدر الأمر الى الحوت أن يبتلعه فوجد نفسه فى بطن الحوت .
 
هذه طرق مختلفة للعقاب يستخدمها الله ليرجع الإنسان إليه ، والناس تختلف فى مدى استجابتهم لصوت الله منهم من يشير إليه الله من بعيد مجرد إشارة فيحن ويستجيب ، منهم من أصابته أقل إصابة أو أقل لطمة يتذكر خطاياه ويتوب ويرجع الى الله قبل أن يتطور الأمر الى أسوأ ولكن هناك نوع من الناس لا يأتى إلا بالعنف وبالضربة الشديدة .
 
كن صريحا مع نفسك أيها الإنسان ومع الله إن كنت لا تأتى إلا بضربة شديدة تصبيك ، قل له "اضرب يا رب كما تشاء ، ولا تشفق ,.. المهم أن أصل إليك" ، وإن كانت التجارب والضيقات هى التى تقربك من الله قل له ".. أن أحاطت بى الضيقات ، أعيد صلتى بك .. يكفى أن تسمح لى برئيس متعب أو مشكلة فى البيت أو بمرض لكى تجدنى تحت قدميك وتجد قلبى معك" ، واحترس من أن تقودك طرق الله الى العكس فبدلا من أن تكون سبب لخلاصك تكون سبب لهلاكك وتصيبك بالتذمر والتجديف على الله والقول لماذا يفعل الله بى هكذا ولماذا يضطدنى . 
 
ارموا من سفينة حياتكم كل ما يعطلكم عن محبة الله من شهوات ومحبة العالم ، ولا تبقوا داخلكم سوى محبة الله ، ليتكم تستجيبون الى طرق الله اللينة البسيطة ولا تلجئوه الى العنف لأنه يريد خلاص الجميع ..