الأقباط متحدون - الأقباط متحدون بين الماضى والحاضر!
  • ٠٣:٣٣
  • الأحد , ٢٥ مارس ٢٠١٨
English version

الأقباط متحدون بين الماضى والحاضر!

د. ماجد عزت اسرائيل

مساحة رأي

٤١: ١٢ م +03:00 EEST

الأحد ٢٥ مارس ٢٠١٨

الأقباط متحدون بين الماضى والحاضر!
الأقباط متحدون بين الماضى والحاضر!

 د.ماجد عزت إسرائيل

     موقع الأقباط متحدون أو المصريون متحدون،يرجع الفضل فى أنشائه إلى المهندس عدلي أبادير، الذي يعود إليه الفضل فى وضغ هموم ومشاكل وقضايا الأقباط أما الرأى العام الداخلى والعالمى، ولذلك يجب علينا أن نقول:"أن موقع الأقباط متحدون يخدم القضية القبطية خصوصاً والشعب المصري عموماً،ولعب دور رئيسى في ثورتى25 يناير2011م،وثورة 30 يونية2013م، ولايزال حتى كتابة هذه السطور نهر يتدفق يقدم ويتطور من خدماته ومن نفسه يوم بعد يوم،وهدفه فى النهاية بناء مجتمع قبطى ومصري متماسك، ليحقق بناء مصر الحديثة أو إذا جاز لنا التعبير مصر ما بعد 30 يونيو 2013م،فتحية تقدير لكل القائمين على هذا العمل الوطنى العظيم".
 
والآن يجب علينا عزيزى القارىء الكريم التعرف على المهندس عدلى أبادير (1920-2009م) مؤسس موقع الأقباط متحدون.
 ولد عدلى أبادير يوسف نعمان فى16 فبراير 1920م،فى قرية"شرموخ" التابعة لمركز ملوى محافظة المنيا بجنوب مصر، لأسـرة قبطـية وطنــية  ميسـورة الحال مادياً وعلمياً؛فــوالده كان أحد رجـال القضاء  فى مصر فى منتصف القرن العشرين،أمــا والدته فهى السيدة "سنية كيرلس حزين" التى تنحدر أصولها إلى آل كيرلس أحـدى كبار العائلات فى عصر الباشـوات حيث أمتلكت العـائلة نحو 700 فداناً من أجود الأراضى الزراعية ،فى مركز دير مواس، بذات المحافظة، وهى العـائلة التى تصدت لسلطات الاحتلال البريطـانى (1882-1956م)  فى صعيد مصر 
وفي قــرية شرمـوخ عـاش عدلى أبادير طفولته فى قصر والـده ،وسط والـديه وأخــوته،وتلقى تعليمه فى مدارس مركز ملوى،وبعــــدها إلتحـق بكـــلية الهندسة جـامعة فؤاد الأول (فيما بعد جامعة القاهرة) وتخرج فى عـام 1941م، ومارس حيـاته العملية بعدها مباشرة،وفى وقت الحرب العـالمية الثانية (1939-1945م)، شهدت مصر أحداثا سياسية تـــــركت آثارهـــا فيما بعد على تكـوينه الفـكرى و السيـــاسى؛ والتى كان منها أنتفـاضة 1935م،ومعــاهـدة 1936م، وتــولى الملك" فـاروق الأول حكــــم مصر"(1937-1952م)،واغتيـال رئيس الوزراء المصرى" النقراشى باشا"على يد جماعة الإخـوان المسلمين،حتى قيام ثـورة 1952م.
 
 على أية حال،أسس عـدلى أبادير فى عام 1944م شركة عرفت بـ "ناسيــتا" وهى متخصصة فى منتجـات الكـاوتشوك،وكانت تحتـــل مكانه كـبيرة فى عالم الصناعة فى مصر،ولكن بعد قــيام ثورة 23 يوليــــو 1952م، تضررا إقتــصادياً من قـانــون التـأميم والإصلاح الزراعى الــذى أصدره الـــرئيس "جمــال عبد الناصر" (1956-1970م)، فهاجر إلى دولة سويسرا فى أواخر الخمسينيات،وبــــدأ حياته من جديد فى العــمل وتأسيس بعض الشركات وبعد نجاحه عاد إلى وطـنه فى أوائـــــل السبيعنيات لمتابعه شركته بمصر وظل يعمل بها حتى عام 1986م،حيث لفـقـت له تهـمه الرشوة فى قضية الصناعات الكبرى،وغـادر على آثرها البلاد عـــائداً إلى سويسرا،وفى 16 يوليو 1990م ،أصدرت محكمة أمن الدولــة العليا (حكماً) ببـرائته وهو ومن معه، ولكنه لم يعــد مرة آخرى لمصر ــ وبد وفاته دفن  فى سويسرا .
 
     أما عن موقفه من القضية القبطية فى مصر،فيعد من أوائل المدافعين عن حقــوق الأقبــــاط،ففى  سبتمبر2004م دعى إلى عقد مـــؤتمر دولى فى مدينة "زيـــــوريخ" السويسرية "مسيحيون تحت الحصار العالمى" لمناقشة همـــوم الأقباط فى مصر،ونال هجـوم من شتى أنـــواع وسائل الأعلام المحلية والعربية، وكانت البداية عندما قام الحقوقى " شوقى كــــراس" برفع قضية للمطالبة بحقوق الأقـــباط ولكن باءت المحـاولات بالفشل. ولم يكتف المهندس "عـدلى أباديــر" بذلك، بل عــــقد مـؤتمراً فى واشنطن فى نوفمبر عام  2005 م شـارك فيـه نخـــبة من السياسيين، وحضره بعض رجال الكونجرس الأمريكى.
 
   لم يكن أهتمامه بالأقباط وحدهـم بل امتد للأقليات المضطهدة بشكل عام نذكر على سبيل المثال: الشيعة، والآشــــوريين،والــقرآنيين،والأكـراد،والسريان،والأرمـن،واليزيديين،والصابئة والمندائيين،ونظم لهـم مـــؤتمرا عالمياً فى مدينة"زيــــوريخ" لمناقشة قضايا المهـــمشين فى الشرق الأوســـط،أما عن نظرته إلى الإخــــوان المسلمين فى مصر فوصفهم بـ"الغـربـــــان"فىعام 2006م فى مـــؤتمر بعـنوان"علمــــنة الــدولة "الذى عقد بالقاهرة وفى كلمته التى إلقاها نيابة عنه "عزت بولس"مدير موقع الأقباط متحدون، والتى على أثرهـا اعترض بعض الإخوان الحـــاضرين وأنصرفـوا من المـؤتمر،كما تنبأ أبـــادير بثورة 25 ينـاير2011م ،وتـــوابعها فى منطقة الشــرق الأوسط.
    عرف عن أبادير حبه الشديد لمصر،واشتهر بالعطاء للكنيسة القبطية فتنازل عن قصره بمدنية دير مواس كــوقف لمطرانية المــدينة،ووضع وديعــة مالية بأحــد بنوك سويسرا لخدمة القضية القبطية، التى كان من ثمارها؛قناة فضائية تعرف بـ "كيمى" على القمر الأوروبى ،وموقع الأقباط متحدون ومقره فى منطقة المعادى بمصر،وساهم فى طبع ونشر وتـــوزيع الموسوعة القبطيـة باللـغة الأنجليزية مجاناً التى أعدها الراحل الدكتور"عزيز سوريال عطية "وأيضاء شارك عـدلي أباديـرفي تأسيس جريـــدة وطني فى عـــام 1958م ــ يذكر أن جريــــدة وطنى كرمته  فى عام 2008م ــ مع يوسف سيدهم وعدد من أراخـــنة الأقبـــاط وكان اهتمامه الوحيد بالخدمة ونشر الوعي لـدى المصريين، وساعد العديد من الطلاب المصريين فى مواصلة تعليمهم بالجـــامعات الأوروبية على نفقـــته، ولم ينقطــع عن عطائه لأخـــوة الرب من مسلمى مصر وأقبــاطها داخل مصر وخارجها،وفى آخر أيامه بمصرعام 1986م، كان يحلم بإنشـأء مصنع بمدينة قـوص لصناعة الـورق، للمساهمة فى حل مشكلة البطالة بصعيد مصر. وظل المهندس عدلى يقدم ويعمل حتى رحل عن عالمنا الفانى فى 3 ديسمبر 2009م، عن عمر يناهز 88 عاماً. 
 
الأقباط متحدون بين الماضى والحاضر
  موقع الأقباط متحدون نشأ من أكثر من 13 عاماً،إى فى عام 2005م،وكان هدفه الرئيسى مشاكل وهموم الأقباط في مصر، فتناول قضايا تعين الأقباط بالمناسب السيادية بمصر،وأيضًا قضايا يناء الكنائس ولا أبالغ في القول فى دعوته المستمرة في أصدار قانون العبادة الموحد،والذي تغير بعد ذلك إلى قانون بناء الكنائس،كذلك اهتم  بقضية ازدراء الأديان وغيرها من مشاكل ومتاعب الأقباط،وفي ذات اللحظة كان الموقع عينه على قضايا المصريين بشكل عام،وكان هدفه إعلاء شأن الوطن والمساهمة فى حل مشكلاته وطرح القضاياعلى الرأى العام.
 
  على أية حال،ساهم موقع الأقباط متحدون في طرح وضع مصر في أثناء ثورة 25 يناير 2011م، وقدمت صفحته الإلكترونية يومياً كل ما كان يدور في الميدان،كما عقد الندوات لمناقشة الدستور وتغيره والأستفتاء عليه،وأيضًا ناقش من وجهه نظره مطالب المصريين،وعندما جاء الرئيس السابق "محمد مرسى"،تصدى الموقع لأفكار جماعة الشر وعرض نماذج من خلال الأخبار السريعة والمقالات ومع دعم هذه المنشورات بالوثائق والمستندات وخاصة من خلال عرض الصور والفيديوهات،ولهذا حقق هذا الموقع مصدقية لدي المتابعين والمشاهدين. 
 
   وفي الوقت الحاضر تطور الموقع من نفسه تدريجياً ليصبح صحيفة إلكترونية يومية لها مكانته في الشرق الأوسط والعالم، حيث يركز على هموم الوطن،وهموم الأقباط ومشاكل الأقليات فى مصر والعالم،كما أن الموقع يعقد العديد من الندوات،ويسجل موضوعات ومادة حية ليثت صدق أهدافه لدي المتابعين فلي المساهمة في حل جذور بعض المشكلات،وأيضًا يبث برامج مباشرة عبر شاشته ويقوم بدعوة العديد من السياسيين والمفكريين والفنانيين وغيرهم لطرح قضايا ومشاكل الأقباط ووطننا الحبيب مصر،كما أن الموقع قد العديد من الشباب والشابات من المقدمين والمقدمات للبرامح،أو الصحافيين أو المحررين وغيرهم، وأصبحوا اليوم في مجتمعاً ذات خبرة في مجال العمل الأعلامى.
 
  وأخيراً،لابد من نظره إلى الكتاب والصحافيين وتقدير جودهم وما يقدموه من مادة من خلال طرح قضايا المجتمع أو تنمية الحياة الثقافية – خاصة المتميزين-،وذلك من خلال طباعة كتب لأعمالهم،على أن يقوم الموقع بأصدراها في أحدى دور النشر، أو تكريمهم بمنح الجوائز سواء العينية أو المادية كنوع من التشجيع على استمرار جودة العمل، على أن يتوج هذا العمل بحلقات يبثها الموقع مباشرة على شاششته، وربما لا مانع من تفكير الموقع في إصدار جريدة ورقية ولو في البداية شهرية ثم أسبوعية. نتمنى لموقع الأقباط ورئيس مجلس إدارته بمصر المهندس عزت بولس، ومعاونه من المحررين والصحافين والإدارين كل التوفيق والنجاح،حتى يستمر في تقديم رسالته التى أنشاء من أجلها،وهذا ما نتمناه.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد