الأقباط متحدون - متى نغنى «المصريات أسعد الكائنات»؟
  • ١٧:٥٧
  • السبت , ١٧ مارس ٢٠١٨
English version

متى نغنى «المصريات أسعد الكائنات»؟

مقالات مختارة | بقلم خالد منتصر

١٤: ٠٩ ص +02:00 EET

السبت ١٧ مارس ٢٠١٨

خالد منتصر
خالد منتصر

أترك مساحتى فى يوم المرأة العالمى لصديقى المستنير د. حامد عبدالله، الأستاذ بقصر العينى وأبوالبنات. كتب د. حامد:

يهل علينا مارس من كل عام حاملاً معه الأعياد؛ عيد الربيع وعيد الأم فى العالم العربى، بالإضافة إلى عيد المرأة الذى نشترك فيه مع العالم الغربى تيمناً بذكرى المظاهرات التى قامت بها الأمريكيات فى نيويورك فى مطلع القرن العشرين حاملات «الخبز والورد» مطالبات بحقوقهن فى العمل والانتخابات! فماذا عن المصريات أصل كل الحضارات والتى حكت لنا «إيزيس» و«حتشبسوت» و«نفرتيتى» المكرمات كيف أن المصرى القديم قد جعل منهن الآلهة والملكات! فهل ما زالت المصريات معزّزات ومكرّمات نحمل إليهن فى مارس الزهور والباقات؟!

١- منذ مطلع القرن العشرين شاء القدر للمرأة المصرية أن تتنازعها عواصف تخلف الخلافة العثمانية ممتزجة برياح السموم البدوية الوهابية فى مقابل نسمات التقدم والحرية الأوروبية حتى أوشكت أحياناً أن تقتلع جذورها الحضارية الفرعونية!

٢- شاركت المرأة المصرية لأول مرة فى ثورة ١٩١٩ الخالدة، وأتبعت ذلك الرائدة «هدى شعراوى» ورفيقاتها بثورة فى مجال آخر وهى خلعهن الجماعى لـ«البرقع التركى»، المعروف أيامها بالحجاب، بناء على فتاوى مستنيرة للإمام الأكبر العظيم «محمد عبده» أن الإسلام لم يحدد أبداً زياً موحداً وأن الزى يختلف باختلاف الزمان والمكان طالما لم يخرج عن إطار الحشمة أو أثار فتنة، وأصبحت المصرية على مدى عشرات السنين لا تقل رقياً وجمالاً وحضارة عن نظيرتها الأوروبية.

٣- ومع ذلك فقد بقيت آثار التخلف «العثمانلى» فى حرمان المصرية من التعليم والعمل! ولكن المصرية قاومت وتحملت الكثير حتى انتزعت حقها، بعد سنوات طويلة، فى نور العلم واستقلال العمل! ومع ذلك فإن الكثيرات منهن يعانين وكأن عملهن جريمة كفّارتها الخضوع لاستغلال وابتزاز أزواجهن! فما أتعس المصريات العاملات!

٤- ثم عانت المصرية أعواماً طويلة -ولا تزال- من جريمة بربرية لم تتعرض لها نساء العالمين، وهى جريمة «البتر أو التشوية التناسلى»، واشترك كثير من المشايخ فى تلك الجريمة واخترعوا لها أحاديث ضعيفة وفتاوى مشينة وسموها زوراً بالختان! وما زالت تلك الجريمة تمارَس حتى الآن من الأطباء وغير الأطباء ينتهكون بها الأجساد ويهدرون حياة وكرامة وسعادة المصريات!

٥- ولم تنتهِ بعدُ تعاسة المصريات، إذ بدأ من سبعينات القرن العشرين تحالف خسيس غير مقدس بين نظام الحكم من ناحية وبين الرجعية الدينية من مشايخ وإخوان وسلفيين من ناحية أخرى، فلم تعد المصرية إنسانة، بل عورة ومصدر فتنة، فإن تعطرت فهى زانية، وإن كشفت شعرها فهى متبرجة، وإن كشفت وجهها فهى سافرة، وإن طلت أظافرها فهى غير طاهرة، وإن تم التحرش بها فهى المجرمة، وتم تقنين الانتهاك الجنسى لها باسم زواج القاصرة، أما عن بيتها فتهدمه كلمة تخرج من فم زوجها! وعندما حاول الرئيس توثيق الطلاق كالزواج لحفظ حقها اعترض المشايخ وعايروا مصر بفقرها!

إذاً، أى شىء فى العيد نهديه لها بعد أن ظلمناها وبخسنا حقها!؟

٦ - لا شىء أجمل فى عيدها من أن ننحنى احتراماً لها ولأجدادنا الفراعنة الذين قدّروها حق قدرها وأن نستعيد معها حلمها الذى حلم به مبدعوها وشعراؤها، فهى عند «حافظ» مدرسة الشعب! وعند «نزار» مدرسة الحب! وعند «عبدالوهاب» ست الحبايب! وعند «فوزى» أحنّ قلب! وعند «الأبنودى» فؤادة قاهرة عتريس! أما عند «جاهين» فالبنت زى الولد/ ماهيش كمالة عدد! وما أجمل شعوره ورقّته عندما رأى فى الحبيبة أمه وابنته: «راحوا الصبايا والصبايا جم/ أجمل ما فيهم مين غير (بنتى)/ وأجمل ما فيكى يا (بنتى) إن انتى/ فى عينيكى ننّى فيه حنان (الأم)! فهو الحالم الأكبر والملهم الأعظم مبدع شخصية «زوزو» الفتاة المصرية التى تقهر الظلم وتقاوم نشأة قاسية لا ذنب لها فيها بالحلم والعلم ومساندة الزملاء رغم أنف الزميل الإخوانى «جمعاء»! إلى كل أم وابنة وأخت من المصريات.. تحية لكنّ يا حفيدات الآلهة والملكات! ومهما تكاثر الظلم والظلمات فلا تظنن أن الحلم مات! بل اهتفن معاً: «جاهين» ما مات! صحّى البنات! علّمهم ثورة! منحهم زهرة! أهداهم بشرى: البنات البنات/ أجمل الكائنات! والمصريات عائدات/ أسعد الكائنات!
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع