الأقباط متحدون - ليس بالحب وحده
  • ٠٠:٢٣
  • الاربعاء , ١٤ فبراير ٢٠١٨
English version

ليس بالحب وحده

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٥٤: ٠٨ ص +02:00 EET

الاربعاء ١٤ فبراير ٢٠١٨

محمد صلاح
محمد صلاح
د. مينا ملاك عازر
يقول العظيم شكسبير لحظات الحب هي اللحظات التي تخلد في أذهاننا تحمل كل معاني السعادة فلا تندم على لحظة حب حتى لو صارت ذكرى تؤلمك، فإذا كانت الزهرة قد جفت وضاع عبيرها ولم يبقى منها غير الأشواك فلا ننسى أنها منحتك يوماً عطراً جميل يسعدك،  لذا وبرغم ما قد تحمله سيرة الحب من أشواك لبعضنا وذكريات مؤلمة لكثير منا حتى ولو داراها، فقد قررت الحديث اليوم عن الحب في عيده. والحب هنا هو ذلك الشعور الغامض الذي يجعل القلب شاباً والعقل فتياً والنفس صحيحة متسامحة، لذا أعود لشكسبير وأنصحك صديقي القارئ بألا تكسر أبداً كل الجسور مع من تحب، فربما شاءت لكم الأقدار لقاء آخر يعيد ما مضى ويصل ما انقطع، فإذا كان العمر الجميل قد رحل فمن يدري فربما ينتظرك عمر أجمل، لذا الحب هو بوابة الأمل لقلوبنا التي قد تكون قد توقفت يوما عن نبض الحب وضخه في شرايين النفس والجسد، ولذا فدائماً ينصح شكسبير أيضاً بأنك إذا قررت أن تترك حبيباً أو صديقاً فلا تترك له جرحاً فمن أعطانا قلباً لا يستحق منا أن نغرس فيه سهماً أو نترك له لحظة تشقيه، فما أجمل أن تبقى في روحي كما دائماً لحظات الزمن الجميل فإن فرقت بينكم الأيام فلا تتذكر لمن تحب غير كل إحساس صادق.
 
وإذا كنا من خلال أشواك الخطر نحصل على زهور السلام، فالأمر ينطبق على الحب فمن خلال أشواكه نحصل على أزهار السعادة، ويا بخته من يجد حبيب يأنس له، ويستدفئ بحبه، ويطمئن لقلبه، ويثق في أنه لن ينساه، وسيبقى وفياً له فكما يقول شكسبير أيضاً ساعاتنا في الحب لها أجنحة ولها في الفراق مخالب لأنه وببساطة وكما يقول شكسبير أن من يحاول إشعال النار بالثلج كمن يحاول إطفاء نار الحب بالكلمات، فالحب لا تنطفئ ناره ولا تخمد بسهولة، فاحرصوا على إبقاء جذوته دائماً مشتعلة لمصلحتكم، ولا يمكنني أن أصل للحديث عن نار الحب ولا أعطيك النصيحة الذهبية، ألا تقيس نار الحب،فما أتعس الحب الذي يمكن أن يقاس، ولكي تتجنب نار الفراق ومخالب الحب وألم غياب الأمل ولوعة الغياب، فاعلم أنك إذا أردت أن تضمن بقاء علاقة حب مدى الحياة فقط ابدأها بالصدق.
 
والحب لا يوجد فحسب بين الرجل والمرأة والعكس، ولكن هناك بعض الحكومات والحكام الفاشلين الذين يريدون تصبير شعوبهم على فشلهم والضحك عليهم باسم الحب يستخدمونه كأساس للعلاقة بينهم، لذا يقول البعض أن ليس بالحب وحده يحيا الإنسان ولكن بوظيفة ومسكن وسرير في مستشفى، وهذه رسالة لكل حكومة تتاجر بالحب لأن آخرة التجارة فيه بيعها.
 
ويقول العملاق جلال عامر أن في بلادي الكراهية تجمع، والحب يفرق، فانظر للملايين الذين جمعتهم كراهية مبارك، وفرقهم حب الوطن أحزاب وأختلف معه، فلا يفرق حب الوطن الناس لأحزاب، ولكن ادعاء حب الوطن هو الذي يفرق فلو كان هؤلاء لهم حقاً أيدلوجية يتبنونها ويسعون لتحقيقها، ولا يحبون ذاتهم ويقدرون الوطن، لاتفقواعلى عدد معقول من الأحزاب التي تبني، ولكن عذراً وحيداً لهم فبعض الأحزاب شكلتها الأجهزة الأمنية لتلتقط منهم مرشحين لانتخابات ال...