الأقباط متحدون - القلب الكبير
  • ٠٦:٣٧
  • السبت , ١٠ مارس ٢٠١٨
English version

القلب الكبير

مقالات مختارة | حمدي رزق

١٧: ٠٧ ص +02:00 EET

السبت ١٠ مارس ٢٠١٨

حمدي رزق
حمدي رزق

اللقب الذى ينقص محمد صلاح هو «القلب الكبير»، يناله عن جدارة واستحقاق، فلم يكتف صلاح بأن يكون فرحة المصريين، بل اتسع قلبه كثيرا لأحلام صغارهم، صلاح يتربع على قلوب الكبار والصغار، بل يتربع بسطاء المصريين فى قلبه، لا يغادرونه أبدا.

لمسات صلاح الحانية ليست كروية فحسب بل إنسانية تماماً، وما فعله مع أطفال مستشفى وسط الدلتا نهاية الأسبوع الماضى، يؤهله للقب «القلب الكبير»، والقصة إنسانية تماماً، والمهم أن صلاح لم يسع أبدا لنشرها، ولا صدر بها بيان، ما يُنشر عن قلب صلاح الطيب نبضة من نبضات حب الناس، صلاح لا يمن على أهله وناسه أبدا، وصدقته لله فحسب، لا يتبعها أذى أبدا بالنشر.

والقصة روتها الدكتورة «نيرفانا صلاح» بقسم المعامل بمستشفى الأطفال الجامعى بالمنصورة لـ«المصرى اليوم»، وتقول: قام صلاح بالاتصال بأحد الأطفال مصاب بالسرطان منذ أسبوع للتخفيف عنه ودعمه فى مراحل علاجه الصعيب، صلاح يفعلها كثيرا، وما إن علم بقية أطفال المستشفى، وعلى طريقة «اشمعنى الطفولية»، طالبوا مديرة المستشفى بالاتصال بصلاح حتى يتحدث معهم مثلما فعل مع طفل السرطان، وإلا سيمتنعون عن تناول الأدوية.

تقول الدكتورة الرائعة «نيرفانا» إنها أصبحت فى ورطة بعد إلحاح الأطفال بأن يتصلوا بصلاح أو الامتناع عن العلاج، وبعد جهود مضنية استطاعت أن تصل إلى أحد أقارب صلاح من الدرجة الأولى، وهو من الشخصيات المرموقة ويحظى بثقة صلاح ووعدها بإبلاغ صلاح فى الحال.

بصدق أنها لم تكن تتخيل أنه بعد ساعات قليلة ستتلقى اتصالا من صلاح بالرغم من ارتباطه بمعسكر فريقه ليفربول استعداداً لمباراة مانشستر يونايتد، وتابعت فى غبطة: «فوجئت باتصال من هاتف والدته التى تقضى إجازة مع نجلها وأبلغتنى أن محمد يريد التحدث مع الأطفال».

مكالمة القلب الكبير مع القلوب الصغيرة استمرت لأكثر من ساعة، وطلب منهم أن يفتحوا الكاميرا ليشاهد الأطفال ويشاهدوه وهو ما تسبب فى حالة من الفرحة العارمة وبرقت أعينهم من السعادة، كم كان عطوفا وهو يتمنى عليهم أن يتناولوا الدواء فى مواعيده حتى يتموا شفاءهم ووعدهم بزيارتهم فى أقرب وقت، وأكد لهم أنه فرحان وسعيد وفخور بهم وسيسعى إلى تشريف مصر فى كأس العالم.

الملاك الطيب هبط على مستشفى الأطفال الجامعى المنصورة، بابا نويل حمل هداياه وطار إلى المستشفى البسيط، الأطفال بعدها احتفلوا بمكالمة صلاح ورقصوا وغنوا «مو.. صلاح» احتفالا بأبوصلاح، وأعلنوا عن مفاجأة لصلاح لم يبلغوه بها، سرهم الصغير، سيرسمون أكبر «جرافيتى» فى مصر على أسوار المستشفى الجامعى بالمنصورة الذى يتلقون فيه العلاج بمساعدة مدربتهم التى ساعدتهم على إتقان الرسم، وأعربوا عن أمنياتهم أن يدخل الجرافيتى الخاص بهم موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية.

توقع إذا رفع صلاح فانلة «ليفربول» فى الملعب ستجد علم مصر مرسوما على القلب، وإذا غصت أكثر فستجد قلبا كبيرا ينبض بحب مصر، صلاح قلب يجرى على قدمين، نبض قلب صلاح يلهج باسم مصر، صلاح ابن الناس الطيبة، يعرف الفضل لأهل الفضل لأنه ذو فضل، وكان فضل الله عليه عظيما، ولا ينسى الفضل لأهله.

ما فعله صلاح مع أطفال المستشفى الجامعى بالمنصورة يفعله أصحاب القلوب الكبيرة التى تحمل كل الحب، يفعله السير مجدى يعقوب فى أسوان، والعلامة محمد غنيم فى المنصورة، قلوب معلقة بالسماء، وتقتات على حب البسطاء، من أحبه من فى السموات حبب فيه من فى الأرض، حبا بحب أحبك يا صلاح.. أنت القلب الكبير.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع