الأقباط متحدون - يشعر بالعار
  • ١٩:٢٣
  • الأحد , ٤ فبراير ٢٠١٨
English version

يشعر بالعار

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ٠٤ م +02:00 EET

الأحد ٤ فبراير ٢٠١٨

وزير خارجية بريطانيا
وزير خارجية بريطانيا
د. مينا ملاك عازر
 

 استقال وزيراً بريطانياً لأنه تأخر خمس دقاق عن جلسة مجلس العموم البريطاني، واكتشف بعد وصوله أنه أُثير سؤال يخصه ويخص وزارته في غيابه لتأخيره الخمس دقائق هذه، فوقف وقال أشعر بالعار لأن هذا حدث، ولذا أتقدم باستقالتي!!!

استوقفني في هذه المسألة أنه شعر بالعار لتأخره خمس دقائق، ولأنه  لم يكن موجود أثناء طرح السؤال مع أنه كان بإمكانه التعليق على السؤال أو الاعتذار أو كليهما لكنه شعر بالعار لتأخره ولغيابه ما هذا العار الذي شعرت به أيها الوزير؟ يا من تعيش على نياتك فهل تعرف أن هناك حكومات تتأخر سنوات على برلماناتها ولا تعبئ لجلساتهم وتعطل الجلسات لأجل حضور الوزير!!!
 
المدهش لي أكثر من هذا أنه  تقدم باستقالته على الفور دون مراجعة رئيسالوزراء ولا رئيس الجهاز الذي رشحه قدم استقالته بقرار من رأسه مباشرة دون الرجوع لأحد، وكأنه حر ألا يعلم هذا الوزير الشاعر بالعار أن ثمة وزراء ورؤساء وزراء أتوا لكراسيهم ولا يفعلوا شيء، ويعرفون أنهم فشلة وسيخربون بلادهم ولا يستطيعون التخلي عن كراسيهم لتركها لمن أجدر بها منهم لأنهم يخشون إغضاب الأجهزة والسادة الذين اتوا بهم كما أنهم من الأصل لا يعرفون لماذا أتوا؟ ومتى يذهبون؟ وإذا ذهبوا فلماذا ذهبوا!!؟
 
هؤلاء الوزراء الفرافير الشاعرين بالعار والذين يستقيلون دون إذن الكبير هم من يأتون ببلادهم للوراء، ويخربونها ويخرجون عن النص، ويجعلون شعوبهم يشعرون بالاحترام ويحترمون القانون-الشر بره وبعيد عنا-هم السر الحقيقي في موجات الفوضى، وادعاء البحث عن الحرية في بلاد العالم المتخلف إذ تعتبر بعض الشعوب أن من حقها أن تنعم بوجود وزير كهذا في حكومة تحكمها، فيتطاولون ويقومون بانتفاضات أو ثورات فتؤدي لفوضى تغضب أسيادهم منهم فينتفضون ويكشرون عن أنيابهم، ويظهرون العين الحمراء ليربون تلك الفئة الضالة التي تبحث قال إيه عن الحرية والديمقراطية واحترام القانون والبتاع التاني اللي اسمه الدستور.
 
العار الحقيقي  يا سادة، هو أن تحلم بأن تعيش في دولة أو  شبه دولة بها دستور محترم تصونه أجهزة تلك الدولة ومؤسساتها التشريعية، في حين أنه عندما اقترحت المعارضة عمل سياسي يجوز للكل الدعوة له تهاجم وتوجه لها تهم إهانة الدستور وتعطيل العمل به، مع أن من العار أن مؤسسات تشريعية لا تطبقه في قوانينها التي تسنها ولا تعمل بها، واحترام أحكام القضاء القاضية بطرد نائب من نوابها من تحت قبتها وإدخال آخر يستحق المنصب أنه حقاً العار.
 
اشعروا بالعار يا سادة لأنكم فوضاوين لا تستحقوا سوى السجون والاعتقالات أو الاختفاء أو إطلاق البلطجية عليكم لضربكم ومحاولة خطفكم وربما قتلكم لأنكم عارضتم، أنه حقاً العار.
 
المختصر المفيد سلام لسيادة الوزير الشاعر بالعار، وتحية لسيادة الشعب الشاعر بالألم.