الأقباط متحدون - الانتخابات والفيس وعزاء والدة جون بالمنيا
  • ١٥:٢٥
  • الأحد , ٢٨ يناير ٢٠١٨
English version

الانتخابات والفيس وعزاء والدة جون بالمنيا

سليمان شفيق

حالة

٥٦: ٠٨ م +02:00 EET

الأحد ٢٨ يناير ٢٠١٨

ارشيفية
ارشيفية

سليمان شفيق
في خضم الكتابات "العنترية الفيسبوكية "، وغياب الحقيقة ، وسيادة الاعلام "التطبيلي، او التهويلي" ، تركت المحروسة متجها نحو المنيا في عزاء الناشط والصديق المهندس جون بشري لانتقال والدتة ، جون شاب متوسط العمر ولكنة في الانتخابات النيابية الماضية استطاع ان يكون الحصان الاسود ، شخص رائع وقيادة اجتماعية وسياسية ، أضافة لكونة يخدم الكنيسة والمسجد ، تجلي ذلك بأنني فوجئت بأن سرادق العزاء بجوار مسجد الجهاد بأرض سلطان ـ كان المسجد من
مساجد المتشددين من قبل ـ ، سألت جون :" هل استأذنت ؟

اجاب في أبتسامة رغم الحزن :
"حينما توفت والدتي فوجئت ان فضيلة امام المسجد الشيخ اشرف  قد اذاع  الخبر فور سماعة النبأ علي المصلين بعد صلاة الصبح بما في ذلك مكان الصلاة بكنيسة الانبا أنطونيوس ، وحينما ذهبت لشكرة رفض في احترام وسألني هل احتاج اي شئ من المسجد ؟ ميكروفنات او قاعات او .... ؟ شكرت الشيخ اشرف في احترام ووائام  لتلك النخوة العظيمة ".

السرادق كان منارة للمنيا التي لايعرفها كثيرين ،نعم المنيا عند كثيرين هي "أمارة الارهاب" ، وهذا حقيقي ، ولكن المنيا التي لا يعرفها احد هي مدينة المتناقضات ، اذا سرت في احياء مثل (ارض سلطان او شلبي او المنيا الجديدة ) فأنت في مصر الجديدة والزمالك ، واذا سرت علي الكورنيش ستعتقد ان في الاسكندرية ، واذا دخلت مقاهي تلك الاحياء فكأنك في المهندسين ، واذا جلست في منتديات فنادقها فأنت في بيروت ، ورغم ذلك اذا دخلت الي اغلب القري والعزب والنجوع فأنت تقريبا في كابول ؟!!

في السرادق كان الشيوخ يوعظون  مثلهما مثل الكهنة ، عن الحياة الاخري ، تأملت كلماتهم وكيف استطاع المهندس جون تجميع هؤلاء حولة في معاركة الانتخابية ثم الاستمرار في العمل الاجتماعي للجميع رغم انة معروف كخادم كنسي ، هذة التجربة لم تكتمل الا بشباب الضباط الذين اتوا للعزاء بعد انتهاء فترة عملهم ، ثلاثة ايام كان عزاء والدة جون يمثل ـ لمن يريد ـ منيا جديدة يمكن الوصول اليها ، رغم كل الالام والتمييز والاضطهاد الذي ينال قطاع حقيقي من أقباط المنيا .
 
 لاحظت ان الجميع ينظرون الي المستقبل من خلال ادوات وفاعليات تهدف بالاساس الي الدفاع عن القوات المسلحة والدستور والشعب ، وعدم المساس بروح الامة ، وان كان هناك من يختلفون حول بعض السياقات الا انهم لا يختلفون حول دعم مسيرة السيسي في المرحلة القادمة من أجل مصر وطنا مدنيا ديمقراطيا ودستوريا ، هكذا مضت اربعة ساعات امتدت من تأسيس محمد علي باشا للجيش المصري وحتي 30 يونيو 2013 ، وكيف ان استهداف مصر الحقيقي يبدأ من الجيش ويمتد الي حياتة الدستورية ، وكيف كافح المصريين في ثورة 1919 حتي حصلوا علي تصريح 28 فبراير ودستور 1923 ، وامتد الحوار ليشمل كفاح الشعب المصري بقيادة حزب الوفد من 1930 وحتي 1935 ، من أجل اسقاط دستور اسماعيل صدقي باشا 1930، وأعادة دستور 1923 ، ومن جيل الي جيل كانت معارك مصر اغلبها ينصب دفاعا عن القوات المسلحة من احمد عرابي وحتي ناصر وصولا للسيسي وكذلك دفاعا عن الدساتير المصرية من دستور الي اخر، وتلك هي مصر المدنية التي تعيش علي النيل والمؤسسات الدينية (الكنيسة والازهر) والشعب والقوات المسلحة ، كفاح شعبنا الذي كان دائما يواجة بتدخلات خارجية من لقد سبب انتصار الجيش المصرى فى كل تلك المعارك العظيمة الي تدخل الدول الاوربية التى سرعان ماعقدت معاهدة ( لندره ) ، بين انجلترا وروسيا والنمسا وبروسيا وتركيا فى 15 يوليه سنة 1840 ، وكانت هذه المعاهدة سببا فى بدء دسائس سببت اخلاء الجيش المصرى لسوريا فى ديسمبر سنة 1840 .

كتابات مستشار الامن القومي الامريكي الاسبق 1980 حول ضرورة أنهاء ثلاثة جيوش في المنطقة وهي (العراقي والسوري والمصري) وكيف استطاعوا الاجهاز علي العراقي وانهاك السوري ولكن الجيش المصري لازال يقاوم ويبقي في مواجهة كل محاولات الوقيعة بينة وبين الشعب .
هكذا عدت الي المحروسة محملا بكل فروسية الصعايدة من المنيا، مدركا بأن مصر لن تهزم بأذن الله.