الأقباط متحدون - زبيدة وصناعة الكذب
  • ١٦:١١
  • الثلاثاء , ٦ مارس ٢٠١٨
English version

زبيدة وصناعة الكذب

مقالات مختارة | ماهر فرغلي

١٤: ١٢ م +02:00 EET

الثلاثاء ٦ مارس ٢٠١٨

 ماهر فرغلي
ماهر فرغلي

قصة الفتاة المصرية الإخوانية زبيدة، واتهام الدولة بإخفائها قسريا، والحديث عنها من بي بي سي، ثم ظهورها على فضائية مصرية، مثل واضح يثبت بما لا يدع مجالاً للشك، كيف يدمن الإخوان الكذب، وكيف يصنعونه، ثم يصدقونه.

لمدة "23" دقيقة ظهرت أم زبيدة في فيديو بعنوان "سحق المعارضة في مصر" لتدعى أن ابنتها "زبيدة" اعتقلتها السلطات المصرية ثم أفرجت عنها، فوجدت جسمها حسب قولها: مقطع وعليه آثار التعذيب.

وأضافت الأم عملوا فى ابنتى كل اللى يغضب ربنا، كل شيئ مش كويس عملوه فيها الأم قالت: إننا الآن تبحث عنها منذ عشرة اشهر دون أن نعرف أين هى بعد أن قال لها الجيران أن الشرطة اعتقلتها مرة أخرى.

وبسؤالها كيف عرفت أن الشرطة اعتقلتها قالت: إن الجيران اخبروها أن اُناسا مسلحين وملثمين اختطفوها، وأن أحد أقارب المدعوة "زبيدة" قد تلقى مكالمة منها بعد اختطافها المزعوم، وسمع صوت الضابط يسبها ويغلق الهاتف.

وظهرت الأم وهى تبكى قائلة: إننا بنموت ميت مرة أسرة كاملة من ستة أفراد دمرت  لدرجة أننا نتمنى الموت لأن اللحظة التى نحن فيها لحظة صعبة جدًا، مناشدة ترامب بالتدخل!.

مساء الاثنين الماضي ظهرت "زبيدة" البالغة من العمر 25 عامأ، مع الإعلامي "عمرو أديب" في برنامج "كل يوم" المذاع عبر قناة ON E وقالت: إنها لم تعتقل ولم يتم تعذيبها كما تدعى أمها، وأنها متزوجة منذ عام وتسكن فى شارع "المنشية" بمنطقة "فيصل" بمحافظة "الجيزة"، وأنجبت ولدًا، ويدعى "حمزة"، وأنها تمارس حياتها دون أي مضايقات.

وهكذا صنع الإخوان كذبة زبيدة، فهي أكبر جماعة أدمنت صناعة الكذب، بل وأصبحت لها آلات ضخمة لخلقه، وتمريره، وإشاعته في المجتمع، وكان أهمها بكل تأكيد، تلك المذكرات، التي صاغوها حول استشهادهم واضطهادهم وتعذيبهم بالسجون، وهي حرفة أتقنوها، بحجة (مصلحة الدعوة)، وأنها في سبيل الله، والمقصود وفق كتاباتهم، أنه يجوز فعل ما لا يجوز من أجل تحقيق الغاية والهدف، وبدليل من البخاري ومسلم، وهو حديث (إذا ذهبت إلى الساحر فقل حبسني أهلي، وإذا ذهبت لأهلك فقل حبسني الساحر).

هناك تمرين وتدريب تجريه الجماعة دائماً لأفرادها، في الأيام الرياضية، أو ما يطلق عليه الروضات، إلا أن له مغزاه، وهدفه الذي لا تخطئه عين، وهو التدريب على الصرامة، وعلى نقل المعلومات بحرفية، بسبب تفشي ظاهرة نقل الأخبار المغلوطة، والتعود على المداراة والكذب، وهو أن يقف ما لا يقل عن 15 عضواً في طابور واحد يفصل بين كل فرد منهم مساحة متر، ويبدأ القائد في ذكر معلومة للفرد الأول من الصف ويطلب منه نقلها لمن بعده، وهكذا حتى آخر الطابور، لتفاجأ أنها أصبحت خبراً مغايراً على النقيض تمامًا، وتتحول إلى مسلمة ثابتة.

التمرين السابق، كان يتم تكراره كثيرًا بعد تفشي الكذب تحت حجج واهية، ومنها (التورية)، (المداراة)، (تضليل العدو)، إلخ من هذه التعبيرات الجاهزة والمعلبة لتمرير عمليات التضليل والكذب، التي تتم بشكل يومي.

الإخوان أكبر جماعة أدمنت صناعة الكذب، بل وأصبحت لها آلات ضخمة لخلقه، وتمريره، وإشاعته في المجتمع، بحجة أنه في سبيل الله، لذا فليس لدى أي عضو  إخواني غضاضة فى أن يكذب، أو يختلق، أو يدعى، طالما أن ذلك في مصلحة الجماعة، (الجماعة في مفهوم الإخوانى هي الدين)، التي هي وفق المستشار الإخوانى الراحل، على جريشة، جماعة المسلمين.

ويتوسع مفهوم مصلحة الجماعة، ليشمل وجوب الكذب على الحكومة، والمجتمع، والأسرة، وعلى عضو التنظيم ذاته، فترى أن التنظيم ذاته يكذب على العناصر المنضمة له، وبعد فترات طويلة من الزمن، يكتشف العضو، انه غير منظم، وأن الجماعة تضعه فى محرقة فقط، لإشغال الدولة، عن القيادات الحقيقية.

ويخفي القيادي الإخواني عن زوجته وأبنائه ما يجري في الجماعة، بل وفى أحيان كثيرة، حينما يتوفى يجد الورثة والأبناء من يطرق بابهم من قيادات التنظيم ويطالبهم بما آل إليهم من ميراث بدعوى أن استثمارات والدهم لم تكن مملوكة له ، وأن المال مال الجماعة ، ولا حق لأبيهم فيه سوى نصيب من شراكة مقابل إدارته لهذه الأموال، وهذا ما جرى مع الإخوانى، عباس السيسي.

 عقب 25 يناير، كان الكذب الإخوانى، على أشده، ولن نضرب مثلاً بإعلان الجماعة عدم ترشحها للرئاسة، أو كيف كان أعضاؤها يصورون أنفسهم داخل أكفان ملفوفة، ليروجونها إعلامياً على أنها لقتلى رابعة، فكل هذه الأمور معروفة، لكن المثل الواضح، هو كيف كذبوا على أعضائهم، الذين اكتشفوا فيما بعد أن الجماعة دفعت بهم لخوض المعركة في المقاعد الفردية، لكنها كانت قد قررت وبشكل سري التنسيق مع عناصر من الجماعة الإسلامية والسلفيين للفوز بهذه المقاعد!!

"الإخوان" يتعاملون هكذا، فالأعلى في التنظيم يخدع الإخواني الأدنى منه في درجات العضوية، وأباح الإخواني لنفسه أن يكذب على أمه وأبيه، وزوجته، بحجة الحفاظ على مصالح الجماعة.

الإخواني إذن أمام العضو الأدنى منه كاذب، وأمام تحقيقات النيابة كاذب، وأمام المجتمع كله كاذب، بحجة الانفصال شعوريًا عن المجتمع حتى يكتمل نضجهم وتتم تربيتهم وتتم توسعة رقعتهم وزيادة أعدادهم على قدر الإمكان، وفق القيادي علي عشماوي، في مذكراته.

الخلاصة، أن الجماعة الوحيدة التي لا تتأكد من صدقية بياناتها، إلا بعد التبين، هي جماعة الإخوان، لأن الأصل في بياناتها الكذب، حتى يظهر عكس ذلك، حتى لو تم إقالة محمد منتصر، وتولى مكانه طلعت فهمي، لأنهم كلهم كاذبون.
نقلا عن أمان

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع