الأقباط متحدون - عفرين1-2
  • ٠٧:٣٠
  • الخميس , ٢٢ فبراير ٢٠١٨
English version

عفرين1-2

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٢٠: ٠١ م +02:00 EET

الخميس ٢٢ فبراير ٢٠١٨

ارشيفية
ارشيفية
د. مينا ملاك عازر
 
بالكردية Efrînمركز بمحافظة حلب، تقع بالتحديد هذه المنطقة أقصى الزاوية الشماليةالغربيةمن حدود جمهورية سوريا، على ارتفاع قرابة الثلاثمائة متر عن سطح البحر، وحيث أنها تقع على ارتفاع من سطح البحر تستطيع أن تتخيل أنها تقع في منطقة جبلية يحدها من الغرب سهل العمق في لواء الإسكندرونة والنهر الأسود الذي يرسم في تلك المنطقة خط الحدود، من الشمال خط سككحديد مار منميدان إكبس حتى كلس، ومن الشرق سهل عزاز، ومن الجنوب منطقة جبل سمعان،وعودة للمنطقة الجبلية بمناسبة الحديث عن جبل سمعان، فلك أن تعرف أن منطقة عفرين منطقة جبلية معدل الارتفاع 700 - 1269 م، أعلى قمة فيها الجبل الكبير (كريه مازن GirêMazin) الذي يعد جزءاً من سلسلة جبال طوروس في سوريا ، يبلغ عرضها من الشرق إلى الغرب 55 كم وطولها من الشمال إلى الجنوب 75 كم، وهكذا تساوي مساحتها حوالي 3850 كم2 أي ما يعادل 2% من مساحة سوريا تقريبا.
 
وكما ترى عزيزي القارئ، فمنطقة عفرين هي منطقة متنوعة في جغرافيتها بين السهول والجبال ويمر بها نهر يدعى عفرين يمتد بسوريا قرابة الخمس وثمانين كيلومتر، ويعتبر النهر وروافده من أهم الموارد المائية بهذه المنطقة الزراعية وسكانها يقتربون من الخمسين ألف نسمة  بحسب أقرب تعداد، أعتقد شخصياً أن العدد قد يكون زاد أو قل بحسب الهجرات والنزوح بسبب الحروب ما يعنيني هنا أن الأغلبية العظمى من السكان أكراد.
 
ومن الجغرافية سابقة العرض، تستطيع أن تعرف أن قرب المدينة من البحر المتوسط يجعل مناخها مناخ متوسطي معتدل صيفاً بارد شتاءً وغزيرة الأمطار، تسقط بها الثلوج لأنها بها جبال بالطبع، ومن المناخ تستطيع أن تستنبط أن اقتصاده الزراعي قائم على الزراعات المتوسطية لخصوبة الطربة ولوفرة المياه من النهر والأمطار، وبالتالي هي تزرع الحبوب: قمح، عدس، شعير... والخضار بأنواعه، والقطن والشوندر السكري والحمضيات والتفاح والعنب والفواكه الأخرى، أما الزراعة الرئيسية التي تشتهر بها منطقة عفرين وتعتبر رمزاً لها هي الزيتون الذي يزرع في كل أنحاء وقرى المنطقة دون استثناء، ويفوق عدد أشجارها الثلاثة عشر مليون شجرةومن هنا أعتقد جاء رمز غصن الزيتون المتخذ من القوات التي تهاجم عفرين، والغصن الذي صور إلى جوار جثة المقاتلة الكردية التي تم التمثيل بجثتها 
 
وقد غرست الدولة السورية -أيام ما كان فيه دولة- غابات صناعية كأشجار الصنوبر والسرو وهي أشجار يستفاد منها لأخذ الأخشاب ولإمكانية زراعتها على الجبال كما أنها تلائم المناخ، ويمكن جلب السياح للاستمتاع برؤية الأشجار.
 
أما النشاط الاقتصادي الذي يجاور الزراعة هو الصناعة كصناعة السجاد اليدوي، وطبعاً استخلاص زيت الزيتون والبيرين والصابون وتنتشر المحال والمعامل والمصانع التي تقوم على هذه الصناعات، وذلك بالإضافة للمصنوعات التراثية والمصنوعات الحديثة.
 
ولنتوقف هنا لنتحدث المقال القادم بإذن الله عن التركيبة الاجتماعية للمنطقة وأمور أخرى بإذن الهن.
 
المختصر المفيد لعن الله الأطماع التي تخرب الدول.