الأقباط متحدون - ورحل أسقف الفقراء.. شهود عيان يروون كواليس اختيار الراهب مينا: البابا شنودة قال للآباء: جبتلكم مينا موحد القطرين
  • ١٦:٠٥
  • الاربعاء , ٢٨ فبراير ٢٠١٨
English version

ورحل أسقف الفقراء.. شهود عيان يروون كواليس اختيار الراهب "مينا": البابا شنودة قال للآباء: "جبتلكم مينا موحد القطرين"

أخبار مصرية | البوابة نيوز

١٩: ١٢ م +02:00 EET

الاربعاء ٢٨ فبراير ٢٠١٨

الأنبا فام
الأنبا فام

شهود عيان يروون كواليس اختيار الراهب «مينا»
البابا شنودة قال للآباء: «جبتلكم مينا موحد القطرين»

اعتقله السادات.. وقام بتدريس الألحان فى السجن
الأنبا فام اشتهر بالصلاة وخدمة أخوة الرب

 صور نادرة للأنبا فام مع الأنبا تواضروس والبابا شنودة


البابا تواضروس

كلف البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الأنبا باخوم أسقف سوهاج وتوابعها بالإشراف الرعوى الكامل، إداريًا وروحيًا وماليًا على إيبارشية طما وتوابعها، بعد وفاة أسقفها الأنبا فام رئيس دير أبونا يسى بطما، والذى توفى الأحد الماضىعن عمر يناهز الـ٧٣ عامًا. وقضى الأنبا فام ٣٨ عامًا مسئولًا عن أمور الإيبارشية، حيث سُيم أسقفًا على الإيبارشية فى مايو ١٩٨٠ بيد البابا شنودة الثالث، وتم تجليسه على كرسى الأسقفية فى يونيو من العام نفسه.

وقال البابا تواضروس فى نعيه للأسقف الراحل؛ «نودع هذا الأسقف المبارك مثلث الرحمات نيافة الأنبا فام، أسقف طما وتوابعها. فقد عاش فى الرهبنة أكثر من أربعين عامًا، قضى معظمها أسقفًا لإيبارشية جديدة فى طما وكل توابعها، حيث كان خادمًا ومُعمرًا... مصليًا ومسبحًا، وأيضًا متأملًا لأعمال الله العظيمة، وقدم نموذجًا رفيعًا فى التسبيح الهادئ، وكثيرًا ما رأيته واقفًا مسبحًا فى الدير بين الآباء الرهبان فى كل وقار».

الأسقف الراحل
ولد الأنبا فام الراحل باسم طوبيا إسحق خير، فى ١ فبراير ١٩٤٥، وهو ينتمى لعائلة «سكلا» بإخميم، محافظة سوهاج، حصل على بكالوريوس الهندسة قسم التعدين عام ١٩٦٧. التحق بدير القديس الأنبا بيشوى بوادى النطرون فى يونيو عام ١٩٧٧ وترهب باسم الراهب مينا الأنبا بيشوى فى ديسمبر من العام نفسه، ونال درجة القسيسية فى يوليو ١٩٧٩. سيم أسقفًا على إيبارشية طما، محافظة سوهاج فى مايو عام ١٩٨٠. تم تجليسه على كرسيه فى يونيو من العام نفسه، كان قد سافر إلى لندن للعلاج منذ أيام وقد بذل الفريق الطبى بلندن وقبلها بالقاهرة جهودًا كبيرة لعلاجه، وتوفى فى ٢٥ فبراير ٢٠١٨. وأقيمت صلاة الجنازة عليه بكنسية السيدة العذراء والقديس الأنبا أبرام ببرايتون، إنجلترا. وأقيم العزاء بقاعة الكنيسة ذاتها عقب القداس ومن المتوقع أن يصل الجثمان لأرض الوطن فى غضون أيام.

مع البابا الراحل شنودة

 كواليس تعيينه أسقفًا
يروى بيشوى القمص باخوم، باحث تاريخي، وشماس بكنيسة الشهيد أبانوب بطما، ونجل القمص باخوم لطيف قلدس، كاهن كنيسة الشهيد أبانوب بطما، والذى عاصر رسامة الأسقف الراحل، كواليس اختيار أسقف طما وتنصيبه على الإيبارشية فى الفترة من مايو إلى يونيو ١٩٨٠ كالتالي: «بعد نياحة أنبا مرقس مطران كرسى أبوتيج وطما وطهطا وشيخ مطارنة الكرازة المرقسية آنذاك فى ٢٠ من يوليو سنة ١٩٧٧. صدر القرار البابوى بتعيين أنبا ويصا أسقف كرسى البلينا نائبًا باباويًا لإيبارشية أبو تيج وطما وطهطا.

وبعد مباحثات ومشاورات جاء القرار البابوى بتقسيم هذه الإيبارشية المتسعة إلى ثلاث إيبارشيات مستقلة، كل إيبارشية تُحدد حدودها ومساحتها حسب عدد الكنائس وحجم الخدمة فيها، وجاء التقسيم على النحو التالي: «إيبارشية أبو تيج وصدفا والغنايم، إيبارشية طما، إيبارشية طهطا وجهينة»، وبعدها بدأ البابا شنودة الثالث فى مقابلة وفود ممثلى الإيبارشيات الثلاث الجديدة لاختيار أسقف لكل إيبارشية.

وتشكل الوفد الطماوى برئاسة القمص مرقس عبد السيد، كاهن كنيسة الشهيدة دميانة بطما ووكيل المطرانية وشيخ كهنة الإيبارشية، وعضوية كل من «القس يعقوب القمص بطرس، كاهن كنيسة مارجرجس بطما، القس جرجس القمص مرقس، كاهن كنيسة أبى فام والشهيدة دميانة بطما، القس يوحنا زكريا، كاهن كنيسة أبى فام بطما، القس ميخائيل القمص عبد المسيح، كاهن كنيسة السيدة العذراء بطما، بالإضافة إلى عدد من آراخنة وممثلى شعب الإيبارشية».

مع البابا تواضروس

ترشيح أسماء
طلب البابا من الوفد أن يرشحوا اسم أب راهب يكون من بلدة قريبة من طما، حتى يتسنى له التعامل مع أهلها. وبعد تفكير رشحوا له اسم الراهب القس مينا الأنبا بيشوى «الذى أصبح فيما بعد الأنبا فام»، وهو من أبناء مدينة طهطا، وأبدى البابا موافقته على الاسم وعاد إلى قاعة الاجتماع حتى يبلغ أعضاء الوفد باسم الأب المرشح أسقفًا عليهم.

وبدأ حديث البابا موجهًا كلامه إلى القمص مرقس مداعبًا إياه قائلًا له: «أنا يا أبونا مرقس جبتلك مينا موحد القطرين». وبعد انتهاء المشاورات كانت موافقتهم الجماعية على الاختيار.

فى هذا الوقت كان الراهب القس مينا الأنبا بيشوى محجوزًا بالمستشفى القبطى بالقاهرة لإجرائه جراحة بالأنف، فدخل عليه الأب الراهب المرافق له ليهنئه ويبلغه خبر اختياره أسقفًا على إيبارشية طما ودار الحوار كالتالي:

الراهب المرافق: مبروك يا أبونا مينا
أبونا مينا: مبروك على إيه.. هو إللى عامل عملية يقولوا له ألف سلامة وحمدلله على سلامتك، ولا يقولوله مبروك؟

الراهب المرافق: مبروك على الأسقفية، قدسك تم اختيارك أسقفا على إيبارشية طما.

وجاءت عشية الرسامة وإعلان الأسماء وبدأ البابا فى تغيير شكل الآباء من الشكل الرهبانى إلى الشكل الأسقفي، وتغيير أسمائهم من الاسم الرهبانى إلى الاسم الأسقفي، وعندما جاء دور الراهب القس مينا الأنبا بشوى بدأ البابا فى المناداة عليه. قائلًا: «ندعوك يا تكلا أسقفًا على إيبارشية طما وكل تخومها».

ومع فرحة الحضور الكبير من شعب الإيبارشية تقدموا بطلب إلى البابا يلتمسون فيه أن يكون اسم أسقفهم الجديد على اسم شفيع إيبارشيتهم الشهيد «أبى فام الجندى الأوسيمي». فوافق البابا على طلبهم. وفى صباح اليوم التالى ٢٥ مايو ١٩٨٠، وأثناء صلوات طقس الرسامة، وعندما أتى دور الراهب القس مينا الأنبا بشوى فى الرسامة، وضع البابا يده على رأس الراهب مينا ونادى عليه قائلًا: «ندعوك يا فام أسقفًا على إيبارشية طما وكل تخومها» كما طلب شعب الإيبارشية.

اعتقاله وخروجه من السجن
لم يمضِ العام ونصف العام على رسامة وتجليس أسقف طما، إلا وصدرت قرارات الرئيس الراحل أنور السادات، والمعروفة تاريخيًا بقرارت سبتمبر ٨١، والتى على أثرها تم اعتقال أسقف طما بسجن المرج مع كوكبة من الآباء الأساقفة والكهنة وعدد كبير من العلمانيين. وفى السجن كان الأنبا فام هو المرنم. فكان يقوم بتسليم الألحان والتسبحة لمن معه، وكان يعتبر أن فترة السجن من أقدس وأسعد فترات حياته وأحبها إلى نفسه. وبعد انتهاء الأزمة.

يذكر أن قائمة الاعتقال ضمت عددًا من السياسيين والكُتاب ورجال دين بتهمة التعصب وتعريض الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعى للخطر، وتم سجن ٨ أساقفة و٢٤ كاهنًا، ومجموعة من الشخصيات العامة القبطية. وبسبب هذا العدد الكبير من آباء الكنيسة تحول السجن إلى كنيسة، فكانت الصلوات السبع اليومية تتم فى مواقيتها تماما، وانقلب السجن أيضا إلى كلية إكليريكية، فهناك من كان يقوم بالوعظ يوميًا.

أما الأنبا فام أسقف طما'> الأنبا فام أسقف طما فكان يقوم بتدريس التسبحة والألحان، وكان يقول عنها أفضل فترات فى حياته، وهناك من كان يقوم بتفسيرات لرسائل بولس الرسول، وآخر يقوم بتدريس الكتاب المقدس فى العهد القديم.. وقد شهد سجن المرج إقامة صلوات قداسات ليلة عيد الميلاد وليلة عيد، بالإضافة إلى رسامة شمامسة داخل السجن.

إنجازاته فى الإيبارشية
عرف عن الأسقف الراحل، وكما قال البابا تواضروس عنه أيضًا حبه وعشقه لحياة الصلاة والتسبيح، وتعميره للكنائس فى فترة توليه الأسقفية. أيضًا اهتم الأسقف الراحل بزياراته المستمرة لكل كنائس إيبارشيته وتفقد شعبه.

وجدد الأنبا فام عددًا من الكنائس فى إيبارشيته، ومن إنجازات الأسقف الراحل بناؤه لكنيسة أبونا يسى بطما، والتى كانت فى البداية عبارة عن المقبرة التى توفى فيها أبونا يسى عام ١٩٦٢، وبدأ تعمير المكان، حيث قام بشراء أراض محيطة بالدير وتوسيعه وبناء كنيسة كبيرة باسم أبونا يسى، وكان يقوم بالصلاة فيها كل يوم أحد، بالإضافة إلى صلوات أسبوع الآلام من كل عام (من أحد الشعانين إلى أربعاء البصخة). وإقامة نهضة روحية فى عيد أبونا يسى فى الدير (من ١ إلى ١٠ يونيو) كل عام.

قالوا بعد رحيله
نعى عدد من الأساقفة رحيل أسقف طما فور إعلان خبر وفاته؛ فقد قال الأنبا إرميا، الأسقف العام، ورئيس المركز الثقافى القبطى فى عزائه للأسقف الراحل: «نياحة نيافة الحبر الجليل الأنبا فام أسقف طما'> الأنبا فام أسقف طما ودير أبونا يسى ميخائيل نياحا لروحه الطاهرة وتعزيات السماء لشعب الإيبارشية ولمحبيه».

وقال الأنبا موسى تعليقًا على وفاة الأنبا فام أسقف طما'> الأنبا فام أسقف طما: «سافر إلى السماء بعد رحلة احتمال للمرض، وخدمة طويلة مثمرة.. وقد أخذنا بركته بالمستشفى، وهو أخى فى الرسامة فى رتبة الأسقفية، واشتهر بمحبته للصلاة والتسبيح وخدمة الفقراء وغيرها من الخدمات.. نياحًا لروحه الطاهرة، وعزاءً للكنيسة كلها وشعبه المحبوب».

‏وقال عنه بعد خبر وفاته الأنبا كيرلس أفا مينا رئيس دير مارمينا: «نياحًا لنفس نيافته الحبر الجليل مثلث الرحمات الطوباوى المكرم الأنبا فام فى الفردوس مع الأبرار والقديسين، وتعزيات الروح القدس لقداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس لقداسته وآبائى أعضاء المجمع المقدس وشعب إيبارشية طما وكل محبيه».

وحول خدمته للفقراء يقول القمص قلتة كاهن بكنيسة أبى فام بطما لـ«البوابة» إن الأسقف الراحل هو من أسس دير أبونا يسى منذ توليه الإيبارشية وبدأ فى تعميره بالتدريج وأصبح مزارًا هامًا لأبناء الكنيسة من كافة محافظات مصر، أيضًا اهتم الأنبا فام بالفقراء وخصص لهم خدمة خاصة لإخوة الرب من كنائس الإيبارشية. مشيرًا أن الأسقف اشتهر بالإتضاع واحترام الصغير قبل الكبير واهتم بذوى الاحتياجات الخاصة، بالإضافة لمشاركته فى كافة أنشطة الإيبارشية والمناقشات مع الشباب واهتم بمدراس الأحد، وحضور الاجتماعات وافتقاد أبناء الكنيسة، كما كان يهتم بحضور النهضات الروحية وأعياد القديسين السنوية.

حكاية الأسقف فى صورة نادرة
حصلت «البوابة» على صور نادرة للأسقف الراحل، منها صورته فى أول قداس عيد قيامة يترأس خدمته بكنيسة الشهيد أبى فام بطما. ويظهر فى الصورة الشماس مراد لطيف قلدس، الذى أصبح فيما بعد القمص باخوم لطيف قلدس، كاهن كنيسة الشهيد أبانوب بطما، وشقيقه الشماس وجيه لطيف قلدس الذى أصبح القس فام لطيف قلدس كاهن بدير القديس سمعان الخراز بالمقطم.

أيضًا صور جمعته بالراحل البابا شنودة الثالث، وعدد من الأساقفة، بالإضافة لصورة جمعته بالأنبا تواضورس الأسقف العام بالبحيرة، والذى أصبح فيما بعد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.

من أقوال الأسقف الراحل: «إن الأرثوذكسية لا تقبل أبدًا البدع. ولا ترضى بالتعاليم المخترعة حديثًا أو قديمًا. المغايرة لروح التعليم المسيحى القويم، ولا تتمسك إلا بما نصت به الكتب المقدسة وحكمت به القوانين الرسولية وأيدته المجامع المثبتة بالروح القدس».
ورحل أسقف الفقراء..

يحتفل بأحد السعف راكبًا على حمار


كان الأسقف الراحل، له طريقته الخاصة فى الاحتفال بأحد السعف، فبالإضافة للطقس الكنسى المعروف لدى الكنيسة الأرثوذكسية، فقد احتفل الأنبا فام فى إحدى المرات بعيد أحد الشعانين (أحد السعف) فى دير «أبونا يسي» بطما، حيث كان يدخل الأسقف الدير راكبا على حمار وحوله أبناء إيبارشيته ممسكين بسعف النخيل. وذلك على خطى السيد المسيح فى دخوله لمدينة أورشليم كما فى إنجيل متى ٢١- ٥:٨ «قُولُوا لابْنَةِ صِهْيَوْنَ: هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعًا، رَاكِبًا عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ.. فَذَهَبَ التِّلْمِيذَانِ وَفَعَلاَ كَمَا أَمَرَهُمَا يَسُوعُ، وَأَتَيَا بِالأَتَانِ وَالْجَحْشِ، وَوَضَعَا عَلَيْهِمَا ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِمَا. وَالْجَمْعُ الأَكْثَرُ فَرَشُوا ثِيَابَهُمْ فِى الطَّرِيقِ. وَآخَرُونَ قَطَعُوا أَغْصَانًا مِنَ الشَّجَرِ وَفَرَشُوهَا فِى الطَّرِيقِ».

تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.