الأقباط متحدون - صحف إسرائيلية: مؤشرات حرب ثالثة تلوح في أفق لبنان
  • ١٢:١٦
  • الجمعة , ٢ فبراير ٢٠١٨
English version

صحف إسرائيلية: مؤشرات "حرب ثالثة" تلوح في أفق لبنان

١١: ٠٨ م +03:00 EEST

الجمعة ٢ فبراير ٢٠١٨

 لبنان
لبنان

اهتم العديد من الصحف الإسرائيلية بانتقال التصعيد الكلامي الأخير بين قادة إسرائيل من جانب وميليشيا حزب الله اللبناني من جانب آخر، وذلك على خلفية النزاع على أحقية امتلاك بلوك الغاز رقم 9 في البحر الأبيض المتوسط.

وكان وزير ​الأمن الإسرائيلي​ ​أفيجدور ليبرمان​ هدد، أول من أمس، باجتياح لبنان في الحرب القادمة، زاعمًا أن ملكية البلوك رقم 9 للغاز في مياه البحر الأبيض المتوسط والواقع على الحدود بين إسرائيل ولبنان، تعود لإسرائيل.

في المقابل، اعتبر "حزب الله" اللبناني تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي ?أفيجدور ليبرمان تعبيرا جديدا عن الأطماع الإسرائيلية في ثروات لبنان، مؤكدًا أنه سيتصدى لأي اعتداء على حقوق لبنان النفطية والغازية.

"مؤشرات حرب"
وفي هذا الصدد، قال صحيفة "جيروزاليم بوست"، في افتتاحيتها، أمس الخميس، إذا ما اندلعت حرب جديدة على الحدود الشمالية، فإن المجتمع الدولي لن يستطيع أن يدعي أنه لم يتلق تحذيرات مسبقة، منوهة بالنداءات المتكررة من القيادة الإسرائيلية بشأن تنامي الوجود الإيراني في سوريا ولبنان.

ووفقًا ل"جيروزاليم بوست"، علمنا التاريخ، فإن أحد الأسباب الرئيسية للحرب هو التقدير الخاطئ من جانب المعتدي، في إشارة إلى تهديدات حزب الله اللبناني، فإذا بدأت الميليشيا الشيعية حربا مع إسرائيل بسبب رؤى العظمة والإيمان الكاذب بأنه يمكن أن يهزم الدولة اليهودية، فإنه سيثبت خطأ فقط بعد قتل مئات، وربما الآلاف، من اللبنانيين.

وبحسب الافتتاحية، يبدو أن حزب الله لديه ذاكرة قصيرة، برغم الأضرار الجسيمة التي لحقت في جنوب لبنان خلال حرب 2006. وأصيب أكثر من ألف لبناني، معظمهم من مقاتلي حزب الله، وأصيب أكثر من 5،000 لبناني.

كما لفتت "جيروزاليم بوست" إلى أن حزب الله يعتقد حقا أن لديه القدرة على التغلب على إسرائيل. وقد يرجع ذلك إلى أن الجماعة الشيعية قد فاقت التجربة التي اكتسبتها من القتال إلى جانب نظام الأسد وإيران وروسيا في سوريا، أو ربما يرجع ذلك إلى أن حزب الله قام منذ عام 2006 ببناءه بشكل صارخ ترسانة الصواريخ، بما في ذلك الصواريخ التي يمكن أن تصل إلى وسط إسرائيل.

وأيا كان السبب، فإن حزب الله يفرط في تقدير قدراته العسكرية، مما يجعله عرضة لأفعال "متهورة" من شأنها أن تجلب جنوب لبنان إلى حرب أخرى.

"مغامرة لكلا الطرفين"
على صعيد آخر، سلطت صحيفة "هاآرتس" الضوء على التهديدات الأخيرة التي أطلقها القادة في إسرائيل تجاه لبنان، مشيرة إلى أنها جميعها تندرج في إطار التحذير من الخطر الذي تشكله خطط إيران فى لبنان، لكن نيتهم ​​هى عكس الحرب.

وأضافت الصحيفة أن محاربة إيران وحزب الله في لبنان ستمثل مغامرة محفوفة بالمخاطر لكلا الطرفين، وهذا ما يفسر الردع المتبادل الذي تطور بين الطرفين منذ نهاية حرب لبنان الثانية في عام 2006، مما أدى إلى فترة طويلة من الهدوء على غير العادة في الجبهة الشمالية.

إسرائيل تتبنى حاليا لهجة أكثر عدوانية، وفق التقرير الذي أوضح أن الدولة العبرية أيدت بالفعل كلماتها بالأفعال، في إشارة إلى الضربات الجوية داخل سوريا، ولكن حتى الآن، يبدو أن طبول الحرب في الشمال سوف تبقى في انتظار فترة أطول.

وذكرت "هاآتس" أن الترسانة الصارخية لحزب الله نمت عشرة أضعاف تقريبا، وفقا لتقييمات الاستخبارات الإسرائيلية، في السنوات القليلة الماضية، ومن المؤكد أن مئات من هذه الصواريخ قادر على ضرب العاصمة تل أبيب، فضلًا عن عدد قليل يمكنه أن يضرب ميناء إيلات في أقصى الجنوب.

وتابع التقرير: "لكن التغيير الذي يبدو مصدر قلق لإسرائيل هو زيادة دقة صواريخ حزب الله، وإذا تمكن الإيرانيون من ارساء خطوط إنتاج بالقرب من مخازن حزب الله في لبنان، فإن هذه الدقة ستزداد إلى حد كبير، ولن تتمكن إسرائيل من القيام بالكثير عنها دون بدء الحرب".

"حرب بدأت في لبنان"
من ناحية أخرى، زعمت صحيفة "يدعوت أحرنوت" أن إسرائيل سوف تضطر إلى "تقرير مصير" مصانع الصواريخ للإيرانيين في لبنان، لافتة أن هذه هي المعضلة التي يجب على الحكومة تقديمها للجمهور: حرب عن طريق الاختيار أو العيش تحت تهديد متزايد من الصواريخ الموجهة بدقة.

ووفق "يدعوت أحرنوت"، نقلت إسرائيل سلسلة من الرسائل إلى الحكومة اللبنانية عبر اجتماع، يوم الاثنين الماضي، بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى موسكو، مما لا تترك مجالا للشك فى أن اسرائيل تتحرك نحو "حرب بالاختيار "، أو بعبارة أخرى، حربا بدأت في لبنان.

ويضيف التقرير، من المحتمل أن يؤدي العرض الإسرائيلي للقوة والرسائل الدبلوماسية إلى إنهاء المشروع في حين أنه لا يزال في مراحله الأولى، على الرغم من ظهور تقارير تفترضأن الإيرانيين نقلوه إلى مكان آخر في لبنان.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن الحرس الثوري الإيراني وحزب الله يشعران بالفخر والغطرسة بما يعتبرانه انتصاراً واضحاً في سوريا والعراق واليمن، لذا من المرجح أن يؤدي الوضع في لبنان إلى الحرب، لأن فرصة ردع العدو صغيرة جداً، لاسيما أن وسائل الردع الحديثة، تقول: "عندما تهدد عدواً لا تستهدفه على أراضيك".

ومن منظور تاريخي، فإن احتمالات قبول المجتمع الدولي تحذيرات إسرائيل وجعل العدو (حزب الله) يتوقف عن العمل على أراضيه ضئيلة جداً.