الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم..الدول الأوروبية تضغط على الحكومة العثمانية للسماح لليهود بالتملك في فلسطين
  • ٠٤:٤٧
  • الخميس , ٢٥ يناير ٢٠١٨
English version

فى مثل هذا اليوم..الدول الأوروبية تضغط على الحكومة العثمانية للسماح لليهود بالتملك في فلسطين

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٢٤: ٠٨ ص +02:00 EET

الخميس ٢٥ يناير ٢٠١٨

 السلطان عبد الحميد الثاني
السلطان عبد الحميد الثاني

 فى مثل هذا اليوم 25 يناير 1908م..

تؤلف الفترة الزمنية بين عامي 1876-1908م - أي فترة حكم السلطان عبد الحميد الثاني للدولة العثمانية - مرحلة حاسمة من تاريخ فلسطين وبداية الدعوة الصهيونية ونشاطاتها العملية في حقلي الهجرة والاستيطان كما أنها تجسد المرحلة التكوينية في نمو وتطور النشاط الاقتصادي فيها ومن ثم تطور المقاومة العربية عامة والفلسطينية خاصة لمواجهة اندفاع الغزو الصهيوني ومحاولاته الرامية إلى الاستيلاء على الأرض في فلسطين.
 
ونهدف إلى توضيح بعض الحقائق التاريخية لمن أراد أن يسجل مواقف للسلطان عبد الحميد اعتمادا على مقولة السلطان الشهيرة لهيرتزل "انصحه أن لا يسير أبدا في هذا الأمر لا اقدر أن أبيع ولو قدما واحدا من البلاد لأنها ليست ملكا لي بل لشعبي.. ليحتفظ اليهود بملايينهم" وبناء على ذلك فان النظرة السائدة والشائعة في كثير من الكتابات والمنشورات التركية والعربية باتت اليوم أكثر من أي وقت مضى في حاجة إلى التعديل والتصويب.
في عهد السلطان عبد الحميد الثاني:
 
* أقيمت المستعمرات الصهيونية في فلسطين وبلغ عددها في فترة حكمه ستا وثلاثين مستعمرة، على أرض مساحتها (408.742) دونما، ومن الجدير بالذكر أن هذه المستوطنات لم يقتصر دورها على إيواء جموع المستوطنين وحسب بل اتخذت أوكارا لأعضاء الحركة الصهيونية وشركاتها وبنوكها وجمعياتها ووكلائها للانطلاق لشراء المزيد من الأراضي وبناء المستوطنات فيها
 
* وعقدت في عهده المؤتمرات الصهيونية على أرض فلسطين وكان بدؤها في العام 1901م في مستعمرة "زخرون يعقوب" الذي استهدف تنظيم وتوحيد صفوف يهود فلسطين، وكان عقد مثل هذه المؤتمرات على أرض فلسطين يعد كسبا معنويا للحركة الصهيونية وجذبا لليهود قاطبة إلى فلسطين بصفتها أرض الميعاد التي تجذبهم دينيا (عبدالعزيز، الشناوي، الدولة العثمانية دولة مفترى عليها).
 
* أصدر "فرمانات جزئية" لصالح اليهود وأذن لهم بمقتضاها شراء الأراضي داخل فلسطين هذه الفرمانات شكلت سندا قويا في يد الصهيونية للتوسع في شراء الأراضي سواء بطرق مشروعة أو غير مشروعة (سليمان، محمد، قانون التنظيمات العثماني وتملك اليهود في فلسطين).
* شكلت فترة حكمه البدايات الرسمية والعلنية للهجرات اليهودية المباشرة إلى فلسطين، الهجرات التي حاول إيقافها "بفرمانات جزئية" إذ أن المنع شمل يهود روسيا والنمسا واليونان، ولم يشمل يهود أمريكا وانجلترا وألمانيا وفرنسا، وبلغ عدد اليهود في عهده 80 ألفاً، وبهذا ارتفعت نسبة اليهود في فترة حكمه إلى أكثر من الضعف من 5% إلى 11% وكانت هذه النسبة العددية ثمرة من ثمار سياسة عبد الحميد 
 
* فتح الباب على مصراعيه للنشاط الاقتصادي إذ سمح بإقامة عشرات البنوك، الشركات، الجمعيات، والوكالات الصهيونية وذلك لغزو فلسطين ماليا وبشريا (لين، وولتر، الصندوق القومي اليهودي).
 
* ولسداد ديون الدولة العثمانية دخل في مفاوضات مطولة مع هيرتزل استمرت منذ العام 1897-1901 م إذ قابله ثلاث مرات وباءت بالفشل لان هيرتزل لم يستطع جمع المال اللازم من أثرياء اليهود. ومن يقرأ المفاوضات بتفاصيلها الدقيقة يخرج بنتيجة مفادها أن السلطان لم يكن يسمح بالسيطرة على فلسطين مباشرة لكن على حد تعبير هيرتزل "كان السلطان يقول لهم ادخلوا هذه البلاد كرجال مال، واكسبوا أصدقاء لكن بعد ذلك تستطيعون ان تفعلوا ما تشاءون" (ج.م.ن. جفريز، فلسطين إليكم الحقيقة).
 
* تجاهل العرائض والشكاوى التي رفعت إليه من أهالي فلسطين وطالبوا من فيها وقف الهجرة والاستيطان الصهيوني وتجاهله لإشارات الصحف المحلية (الأهرام، المقطم، الإخلاص، المقتطف) التي نبهت لمخاطر الصهيونية وأهدافها على أرض فلسطين والتي تحرج موقف الكثير من المؤرخين الذين يتغزلون فيه انطلاقا من الإرادة السنية التي تمنع بيع شبر واحد من أرض فلسطين للصهاينة«.)
 
لقد كانت حركة الاصلاح الدينى فى اوربا فى القرن السادس عشر السبب فى تغيير النظرة الى اليهود بعد ان كان اليهود يتهمون بانهم مارقين وبانهم قتلة المسيح
 
وبدات الكتابات تدعوا لاعادة بعث اليهود وعودتهم لفلسطين فى انجلترا وغيرها من الدول وكانت فرنسا اول من تبنى هذا المشروع الصهيونى
حيث اعدت الحكومة الفرنسية سنة 1798 خطة سرية لاقامة كومنولث يهودى فى فلسطين حال نجاح الحملة الفرنسية فى احتلال المشرق العربى
وكان بونابارت اول من منح وعدا لليهود عام 1799 اثناء حصار عكا وخاطب فيه اليهود على انهم ورثة فلسطين الشرعيين ودعاهم لمؤازرته ورغم فشل مشروع نابليون الا ان مسالة الوطن اليهودى فى فلسطين اصبحت ركيزة السياسة الاستعمارية فى المشرق العربى ومن هنا جاء الدور الانجليزى حيث رات بريطانيا ضرورة وجود طائفة تعتمد عليها فى الشرق وكان اليهود خير من يقوم بهذا الدور
 
وقد ظهر هذا فى مواقف بالمرستون وزير خارجية بريطانيا عام 1830 وحتى بعد توليه لمنصب الوزارة حيث عبر مرارا عن ايمانه ببعث الامة اليهودية والذى سيعطى قوة للسياسة الانجليزية فى المنطقة وتم افتتاح القنصلية البريطانية فى القدس التى اعلن ان هدفها رعاية مصالح بريطانيا فى فلسطين وتقديم الحماية لليهود هناك
 
وحاول الانجليز الضغط على الدولة العثمانية لقبول تسهيل هجرات اليهود لكنهم فشلوا تماما : لكن رغم هذا الفشل ظلت قضية توطين اليهود حجر الزاوية فى السياسة البريطانية تجاه الشرق العربى ومن هنا يتضح لنا ان اسرائيل كانت وليدة الاطماع الاستعمارية خاصة من جانب انجلترا وفرنسا : وان كانت بريطانيا ستحسم الامر فى 1917 باصدار وعد بلفور.
 
اما على الجانب اليهودى
فقد بدات فكرة الاستطان فى فلسطين بصورة جدية فى اواسط الثلاثينيات من القرن التاسع عشر ؛ اما قبل ذلك التاريخ فقد كانت الصلة بين اليهود وفلسطين مجرد صلة عاطفية دينية
 
ولهذا يعد تيودور هرتزل المؤسس الحقيقى للصهيونية السياسية ؛ وكان هرتزل قد اصدر عام 1896 كتابه الدولة اليهودية والذى دعا فيه الى تاسيس دولة يهودية وان لم يحدد لها مكانا معينا وان اعتبر فلسطين الوطن التاريخى لليهود ؛ حيث كانت هناك عدة مشاريع لاقامة الدولة اليهودية فى مناطق مختلفة من العالم منها ارض مدين فى شمال الحجاز وفى سيناء والجبل الاخضر فى ليبيا والبحرين والاحساء وقبرص واوغندا والارجنتين وغيرها من المناطق .
 
وقد تمكن هرتزل عام 1897 من عقد مؤتمر فى مدينة ؛بال؛ بسويسرا وتم تدارس موضوع انشاء الوطن القومى لليهود واستقر رأى الاغلبية على اختيار فلسطين وعندئذ اطلق على حركة اليهود السياسية هذة اسم الحركة الصهيونية ربطا لها بفلسطين وصهيون...!!