الأقباط متحدون - يوسف صديق .. “نحن لسنا أوغادا” الرجل الذي اعتقل عبدالناصر
  • ١٣:٣١
  • السبت , ٢٧ يناير ٢٠١٨
English version

يوسف صديق .. “نحن لسنا أوغادا” الرجل الذي اعتقل عبدالناصر

٠٨: ٠٨ م +02:00 EET

السبت ٢٧ يناير ٢٠١٨

صورة أرشفية
صورة أرشفية

نعرف اسمه رغم زحمة الأبطال، كان أسم على مسمى فنال نصيب اسمه كاملا، كان بإمكانه ان يكون عزيز زمنه، ولكنه أثر الصدق فكان مصيره السجن عام تلو الأخر حتى وفاته، يوسف صديق يلقبونه بمنقذ ثورة يوليو في حين أن اعتراف ثورة يوليو به كان السجن ثم تحديد إقامته في قريته حتى وفاته، لم ينعم يوما بالسلطة والنفوذ والمناصب التي تداولها رجال الضباط الأحرار بعد الثورة، فقط كان يشعر انه قام بما يمليه عله ضميره.

يوسف منصور صديق ابن لأسرة عسكرية عتيدة، والده كان ضابطا بالجيش المصري وشارك في حرب استرداد السودان وجده كان ضابطا وعين حاكم لإقليم كردفان السوداني وقتل هو وعائلته في أحداث الثورة المهدية ولم ينجو من تلك المذبحة سوى ابنيه منصور وأحمد.

 

 

يوسف صديق بجوار محمد نجيب “يوسف صديق في الوسط”

 

 

 

ولد بقرية زاوية المصلوب التابعة لمركز الوسطى في بنى سويف، وأتم تعليمه الأساسي فيها ثم حصل على الشاهدة الثانوية من بني سويف قبل أن يلتحق بالكلية الحربية ليتخرج منها عام 1933، يوسف صديق خاض حروب مصر جميعها منذ فترة تخرجه فعمله في إحدى وحدات الجيش بالسلوم جعله يخوض معارك الحرب العالمية الثانية التي كان الجيش المصري طرفا فيها.

ومن الحرب العالمية الثانية إلى حرب فلسطين، بكتيبته البسيطة استطاع احتلال نقطة مراقبة حصينة تقع على الشريط بين المجدل وأسدود ومن تميزه في هذا أصبح اسم هذا المكان ” شريط يوسف صديق” في كل مخاطبات وأحاديث الضباط زملاءه في الحرب، بعد الهزيمة في حرب فلسطين عاد يوسف صديق على مصر لتمر سنوات ثلاث يتابع من خلالها الأحداث السياسية ينضم للإخوان المسلمين شهورا قليلة ويخرج عنهم ثم ينضم لليسار المصري ويتركهم في عام 1951، ذلك العام الفارق في حياته حيث دعاه الضابط وحيد رمضان للانضمام إلى تنظيم الضباط الأحرار الأمر الذي وافق عليه صديق في لحظتها.

ووفق خطته الثورة كان يجب أن يتم نقل يوسف صديق وكتيبته من العريش لمنطقة القاهرة وبالفعل قبل أيام من الثورة تتمركز كتيبة يوسف صديق في منطقة الهايكستب القريبة من القاهرة، لتوضع خطة الثورة أو ما تم الاتفاق على تسميتها الخطة نصر، والتي تحدد فيها موعد بدأ التحرك في تمام منتصف ليلة 23 يوليو.

ولكن عبدالناصر عاد وغيّر موعد التحرك للواحدة من صباح 23 يوليو ولسبب بسيط لم يتم تبليغ يوسف صديق وكتيبته، لبعد مسافة فرقة يوسف صديق في الهايكستب أثر ناصر وعامر أن ينتظراه على الطريق أو يرسلون له رسالة بتأجيل موعد التحرك ولكن ما حدث كان مختلف اختلاف كليا وجزئيا عما خطط له.

تحرك يوسف صديق وكتيبته من معسكر الهايكستب، بعدما وقف وسط رجاله وخطب فيهم ويقول لهم أن ما هم مقدمون عليه عمل ربما هو الأعظم في تاريخ مصر وانهم سيفتخرون به وسيرون تفاصيل هذا اليوم لأبنائهم وأحفادهم وبدأوا التحرك بالفعل، في الطريق قابل قائد فرقته اللواء عبدالرحمن مكي وقرر يوسف صديق اعتقاله على الفور وبعد قليل وهو في طريقة لقيادة الجيش المصري في مصر الجديدة وجد في طريقه القائد الثاني لفرقته الاميرالاي عبدالرؤوف عابدين فاعتقله هو الأخر، والغريب أن القائدين المعتقلين كانوا مرسلين من قبل قيادة الجيش المصري للسيطرة على معسكر الهايكستب لمنع أي تحرك للضباط الأحرار من خلاله.

 

 

عبدالحكيم عامر وجمال عبدالناصر

 

 

 وفي طريقه حينما اقترب من ضاحية مصر الجديدة، وجد عساكره شخصان مدنيان القى عساكره القبض عليهم ليكتشف صديق انهما جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر، ليبدأ جدل شديد بين صديق من جهة وجمال وعامر من جهة أخرى حيث كان يريد جمال أن يعود صديق وكتيبته إلى المعسكر والتحرك في ساعة الصفر الجديدة ولكن يوسف صديق أخبرهم انه هذا مستحيل لأنه اعتقل قادة فرقته وسبق السيف العزل وبعد جدال رأي جمال عبدالناصر أن يستمر يوسف صديق في طريقه وبالفعل يكمل يوسف صديق طريقه ويقتحم قيادة الجيش المصري ويسقط من رجاله جنديان ومن حرس مركز القيادة جنديان قبل أن يطلق يوسف صديق النار على قدم شاويش حاول منعه من الصعود للطابق الثاني حيث اجتماع القادة، فأمره يوسف صديق بالابتعاد ولكنه رفض فأطلق يوسف صديق النار عليه.

وحينما حاول يوسف صديق فتح باب غرفة الاجتماعات وجد مقاومة فحذر الواقفين خلف الباب انه سيطلق النار على الباب لينفذ تهديده ويدخل ليجد قادة الجيش المصري وهم يرفعون مناديل بيضاء حيث الاستلام لتسقط قيادة الجيش المصري في قبضة يوسف صديق ويتم نقل القادة المعتقلين إلى الكلية الحربية وفق الخطة الموضوعة سلفا.

كان قادة الجيش المصري وقتها يجتمعون للقضاء على الثورة التي تسربت أخبارها حتى وصلت لمسامع الملك ولولا تحرك يوسف صديق المبكر لكان الملك ورجاله قضوا على تنظيم الضباط الأحرار والثورة، وهو ما دفع جمال عبدالناصر إلى ضم يوسف صديق إلى الهيئة التأسيسية للضباط الأحرار.

حينما زار رفعت السعيد صديق في قريته المحدد بها إقامته سأله عن واقعة اعتقال عساكره لجمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر، فأيد صديق الواقعة فسأله السعيد لماذا لم يعتقلهما ويقوم هو بالحركة فأجاب بمنتهى الصدق “نحن لسنا أوغادا”.

 

 

لحظة القبض على محمد نجيب

 

 

 صديق الذي رأي أن دور الثورة انتهى وان على الضباط العودة للسكنات بعد إرساء قواعد حياة سياسية سليمة، وكان أحد مناصري الرئيس محمد نجيب في معرقة البرلمان والديمقراطية التي خاضها دي عبدالناصر ورفاقه، ليبدأ النزاع الداخلي في مجلس قيادة الثورة وبالفعل يتم اعتقال عدد من الضباط الأحرار عام 1953، ليهاتف صديق عبدالناصر ليخبره انه مستقيل من مجلس قيادة الثورة ويرغب في العودة إلى الجيش ولكن ناصر طلب منه أن يقابله في منزله في القاهرة، وفي المنزل نصحه عبدالناصر بالسفر إلى سويسرا للعلاج وبالفعل سافر صديق.

ولكن على الرغم من سفره كان على تواصل مع محمد نجيب بل نصحه بعودة الجيش إلى الثكنات والدعوة لانتخابات برلمانية وحياة سياسية مدنية، وهو الأمر الذي كان سببا في استدعاءه من سويسرا هو أسرته واعتقاله في السجن الحربي في الفترة من أبريل 1954 وحتى مايو 1955 حينما أفرج عنه وتم تحديد إقامته في قريته في بني سويف حتى وفاته في 31 مارس عام 1975.

تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.