الأقباط متحدون - مبارك في الوثائق البريطانية.. واجه ضغوط أمريكية.. وله ذاكرة كالفيل.. ولا يميل للفساد
  • ١٩:٠٥
  • الثلاثاء , ١٦ يناير ٢٠١٨
English version

مبارك في الوثائق البريطانية.. واجه ضغوط أمريكية.. وله ذاكرة "كالفيل".. ولا يميل للفساد

٥٠: ٠٧ م +02:00 EET

الثلاثاء ١٦ يناير ٢٠١٨

مبارك
مبارك

وثائق بريطانية تتضارب بشأن موقف مبارك من الفلسطينيين.. ويغضب من هيئة الإذاعة البريطانية

كتب - نعيم يوسف

خلال الأيام والشهور الماضية، نشرت وسائل إعلام عالمية، على رأسها هيئة الإذاعة البريطانية، العديد من الوثائق التي ركزت بشكل كبير على الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، وأحدثها ما نُشر اليوم بأنه كان لديه "ذاكرة فيل" -في إشارة إلى ذاكرته القوية-.

الرئيس المصري الأسبق قبع على كرسي السلطة في أهم دولة بالشرق الأوسط لمدة 30 عامًا، ولذلك فقد كان محور اهتمام السلطات البريطانية، حتى قبل توليه الرئاسة، وقت أن كان نائبًا للرئيس الراحل، محمد أنور السادات.

عدم الاهتمام بمبارك

في عام 1980، زار مبارك لندن بصفته نائبا للرئيس، وحينها بعث السفير البريطاني لدى القاهرة، سير مايكل وير، برقية سرية إلى وزارة الخارجية البريطانية، طالبهم خلالها عدم الاهتمام اللافت إلى مبارك في الزيارة، حتى لا يوغر صدر السادات ضده، فيطيح به، حيث قال في برقيته: "سوف أترك لكم تقدير الخطر (الذي ينطوي عليه مثل هذا الاهتمام). غير أن الرئيس (السادات) قد يفهم الأمور خطأ بشكل كبير لو حدث هذا الشيء ( الضجيج) وإن كان بريئا".



لا يميل للفساد

لم تكن وزارة الخارجية البريطانية هي الجهة الوحيدة المهتمة بمبارك، حيث أعدت الأجهزة الأمنية في بريطانيا تقريرًا عن شخصية مبارك، الذي وصفته بأنه كان مستقيما، ولا يميل للفساد، وأنه "ليس عميق التفكير"، غير أنها قالت إن طريقته في الحكم "هي بحث كل النقاط وأخذ آراء الأغلبية".

كما قال السفير البريطاني بالقاهرة، في تقرير له: "قد يبدو هذا تدليلا مبالغا فيه ( لمبارك). غير أنني أجزم بأن الأمر ليس كذلك. وبالتعبيرات المصرية ، مبارك يميل كثيرا إلى بريطانيا".

على الرغم من الاهتمام الكبير بشخصية مبارك، وتحركاته وتصرفاته حتى من قبل أن يكون رئيسًا، فإن الوثائق التي تم نشرها، كانت متضاربة فيما يخص القضية الفلسطينية بالذات، حيث نشرت "BBC" وثيقة قالت إنها "سرية" لأحدى اللقاءات بين مبارك، ورئيسة وزراء بريطانيا، مارجريت تاتشر، زعمت خلالها إن الرئيس المصري -آنذاك- وافق على استقبال الفلسطينيين من لبنان في مصر.



وثيقة فلسطين

وزعمت الوثيقة أن مبارك "قال إنه عندما طُلب منه في وقت سابق أن يقبل فلسطينيين من لبنان، فإنه أبلغ الولايات المتحدة أنه يمكن أن يفعل ذلك فقط كجزء من إطار عمل شامل لحل"، وهو الأمر الذي اضطر الرئيس الأسبق مبارك، لإصدار بيانًا، نفى فيه كل هذه المزاعم.


رفض ضغوطًا قوية

وثائق بريطانية أخرى، نفت ما قالته الوثيقة الأخرى، حيث كشفت وثائق سرية بريطانية أن مبارك واجه، بعد حوالي 4 شهور من توليه الحكم، ضغوطا  أمريكية ويهودية وإسرائيلية قوية لتقديم تنازلات، تشمل مقايضة على حقوق الفلسطينيين، مقابل استكمال إسرائيل انسحابها من سيناء التي كانت قد احتلتها في حرب يونيو عام 1967، وقد جاء ذلك خلال مباحثاته مع رئيسة الوزراء البريطانية مرغريت ثاتشر قبل 77 يوما فقط من موعد استكمال الإنسحاب الإسرائيلي في 25 أبريل عام 1982.



مبارك و"بي بي سي"

كما كشفت  برقية أرسلها سير مايكل وير، سفير بريطانيا في القاهرة آنذاك، عن مشكلة مبارك مع بي بي سي، موضحا أن سعيد حمزة، كبير الياوران في رئاسة الجمهورية المصرية في ذلك الوقت، سأل "هل لا يوجد حقا أي شيء يمكن لنا (يقصد البريطانيين) عمله بشأن بي بي سي"، لافتة إلى أن مبارك، كان منزعجًا للغاية من هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، وحاول البريطانيون جاهدين "تخليص مبارك من وسواس بي بي سي" الذي كانوا يعتقدون بأنه سيطر عليه خلال سنوات حكمه الأولى، لدرجة أنه رفض دعوة رسمية لزيارة لندن عام 1984، كما قال "مايكل" أن المتفق عليه هو أن "مبارك لديه ذاكرة كالفيل، خاصة فيما يتعلق بشكاوى الماضي"، في إشارة إلى أنه عادة لا ينسى بسهولة.



وثائق اغتيال

وكشفت وثائق سرية أخرى أن مصر نبهت بريطانيا إلى "مؤامرة لاغتيال" مبارك خلال زيارته للندن عام 1983، حيث أشارت برقية أرسلتها السفارة المصرية في لندن إلى أن "فصيلا معينا من جماعة أبو نضال الإرهابية ربما تنفذ عملا ضد مقر السفارة أو أي من مكاتبها في لندن". وطلبت السفارة توفير تدابير إضافية لحمايتها ومكاتبها، كما أجرى السفير المصري في اليوم التالي، اتصالا هاتفيا برئيس إدارة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا في الخارجية البريطانية دي. آيه. رويكروفت لإبلاغه بـ "معلومات جديدة عن فرقة الاغتيال" المحتملة التي تهدد مبارك، من جماعة فلسطينية بقيادة رشدي عبد الرحمن عودة، وهو معروف باسم سعد عودة، موجودان في المدينة (لندن) ويزوران (فندق) كلارديجز بشكل منتظم فيما يبدو للتأكد من اعتياد العاملين على وجودهما.