الأقباط متحدون - رسالة طفل المذود لجميع الأمم ...... اسمعوا!
  • ٠٠:٤٣
  • الاثنين , ٨ يناير ٢٠١٨
English version

رسالة طفل المذود لجميع الأمم ...... اسمعوا!

د. ماجد عزت اسرائيل

مساحة رأي

٤٩: ٠٨ ص +02:00 EET

الاثنين ٨ يناير ٢٠١٨

  رسالة طفل المذود لجميع الأمم ...... اسمعوا!
رسالة طفل المذود لجميع الأمم ...... اسمعوا!

  د.ماجد عزت إسرائيل


  ميلاد الطفل يسوع مناسبة فرح ومشاركة من الملائكة بميلاده، حيث انشدوا نشيدهم الخالد قائلين:"المجد لله في الأعالي. وعلي الأرض السلام. وفي الناس المسرة"(لو2 8-14) وأيضًا شارك الرعاة وقدم المجوس هداياهم ذهباً ولباناً ومراً )متى2:11)لأنه فرح لجميع الشعب، والسيدة العذراء فرحت.وعائلة زكريا الكاهن فرحت. ومازال العالم يتذكر ميلاده و يفرح إنه فرح ببدء عهد جديد،تظهر فيه مبادئ جديدة وقيم إنسانية سامية يقدمها السيد المسيح للعالم.

   ولد يسوع المسيح من روح الله القدوس،ومن عذراء لم تعرف رجلاً تدعى مريم،فكان ميلاداً إلهياً،لم يحدث له نظير قط لا من قبل ولا من بعد! كما ذكر عنه فى الكتاب المقدس: “لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا أبا أبديا رئيس السلام” (إشعياء 6:9). جميع الأنبياء تبأوا عنه بآيات كثيرة،وكل الحوادث والشواهد تتجه نحوه،وتنتهي إليه،حتى الزمن قيل إنه سيبلغ ملأه يوم مجيئه،وقد كان فبدىء بالتاريخ منذ الميلاد. وهكذا لم يكن المسيح نبياً ليتنبا عن مجىء أحد آخر،ولا رسولاً ينتهي عند تكميل رسالته،بل كان هو"كلمة الله"..."إتّخذ جسدًا، صورة اللَّه الذي هو اللَّه إتّخذ صورة العبد " اَلَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلًا لِلَّهِ. لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ" (في2/6-7).وعاش كإنسان بين الناس،ودعا نفسه "ابن الإنسان".
 
   ولكنه كان ذا مجد إلهي،رآه أخصاؤه رؤيا العيان مجداً فريداً" مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا." (يو 1: 14). وهو قال عن نفسه: إن الله أبوه(يو18:5). وهنا يجب أن يكون للمؤمنين ثقة - كبنين - في أبيهم، فهو أكرم من أي أب بشري (مت 7: 9 - 11، لو 11: 11 - 13). وقد أعطانا الله " روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الآب" (رو 8: 14 و15، غل 4: 6 ).كما أن الله ناداه من السماء على مسمع من تلاميذه:" هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا". يسوع معنا الآن، كما كان مع اليهود فى ذلك الزمان،بكل لاهوته، وإمكانياته، بحبه الفائق، برحمته المتسعة،بلطفه،بحنانه،بتوسله لنا كل يوم فى الإنجيل، فى القراءة، فى الوعظ،فى كل هذه الوسائط.المهم أن تأتى إلى يسوع وتسمع كلماته وحبه وحنانه،وهو يحملك على منكبيه – مثل الخروف الصغير- ويرفع عنك أثقالك، ولكنك بقدرتك وإمكانياتك لا تقدر أن تنزع عنك خطاياك وشهواتك. "اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم"(مز:95). فإذا أمكنك الآن أن تتخلص من الرغبات والشهوات،بالأتصال بالرب عن قرب؛فحينئذ ستجد أن كل هذه الشهوات والهموم والخطايا ستطرح من وراء ظهرك وتسقط.فلابد أن تتغيروا،وأن تتجددوا؛وكان الرب يقول لنا:"لابد أن تعرفوني جيداً، وتأخذوني.فإذا قبلتموني وأخذتموني فسوف أحملكم وآخذكم معي أنا الآن في مجدي"
 
    ميلاد يسوع يا أحبائي هو البداية الحقيقة للحياة لأنه أعاد البشرية لله " فلنطرح الإنسان العتيق ولنتشح بالجديد"(أفسس22:4)، وأيضًا  بالمسيح يولد ويتجدد المصلوبون والمدفونون والأحياء لأنه لا بد لنا من أن نحتمل هذا الانقلاب الخلاصي حتى ينتج الحزن من السرور فينقلب الحال، ونرى السرور من الحزن لأنه "حيث تكثر الخطيئة تزيد النعمة أكثر"(رومية 20:5).
 
   كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح،هذا العيد الذي يحتفل به العالم أجمع بغض النظر عن الدين، فميلاد يسوع أصبح البداية الحقيقية للعام الجديد، والبداية الحقيقية للحياة،نسأل الله أن ينشر السلام في أيامنا هذه بمصرنا الحبيبة، فهذه هي رسالة طفل المذود لجميع الأمم. 

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد