الأقباط متحدون - هل تقودنا المصالحة مع حماس الي مصالحة مع الاخوان ؟
  • ١٤:٣٠
  • الجمعة , ١٥ سبتمبر ٢٠١٧
English version

هل تقودنا المصالحة مع حماس الي مصالحة مع الاخوان ؟

سليمان المنياوي

أخر الأسبوع

٠٥: ٠٣ م +03:00 EEST

الجمعة ١٥ سبتمبر ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

سليمان شفيق
صرح الرئيس محمود عباس في مستهل اجتماع للجنة التنفيذية لـ"منظمة التحرير الفلسطينية"، الاربعاء الماضي ، ان وفد من السلطة سيتوجة للقاهرة الجمعة ، مؤكدا علي ان اللقاء ينعقد قبل سفرة الي امريكا لحضور اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة ، يأتي ذلك بعد ما حدث فجأة وفي تطور درامي  بعدما غيرت "الحرباء الحمساوية" جلدها ، وانتقلت الي "جحر" جديد في مصر ؟ّ!! حيث وافقت الادارة المصرية علي افتتاح مكتب لحماس في القاهرة ، ليكون مكتب للتنسيق بين مصر وحماس ،وينص الاتفاق بين الجانبين على تعيين مكتب تمثيل دائم للحركة في القاهرة من أجل متابعة قضايا الحركة والغزيين في مصر،ويكون عضو حماس في القاهرة برتبة عضو مكتب سياسي، يتوافق على تسميته الطرفان. وحول الهدف من ذلك، أكدت مصادر مصرية أنه من أجل متابعة التفاهمات الجارية، خاصة بعدما وصلت إلى مرحلة من تنسيق أمني وسياسي عال.

وتري مصادر أمنية مصرية  ان المكتب يعد خطوة مهمة تمثل تقدما حقيقا في العلاقات المصرية مع حركة حماس على حساب العلاقات الفلسطينية المصرية.
وكما سبق وكتبنا الاسبوع الماضي في "اخر الاسبوع" ،حول زيارة  وفد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس القاهرةوعقدوا سلسلة اجتماعات أمنية مختلفة مع رؤساء أجهزة الأمن في مصر، إلى جانب عقد بعض اللقاءات السياسية.

كما  استضافت القاهرة اجتماعا للمكتب السياسي للحركة بين أعضاء المكتب في الداخل والخارج لأول مرة منذ انتخاب أسماعيل هنية رئيسا للمكتب السياسي.

ووفق ما صرحت بة المصادر فأن حركة حماس اعطت جهات الامن المصري كافة المعلومات الأمنية عن الجماعات السلفية والمتشددة في قطاع غزة، إلى جانب تأكيدها على أنها ستواصل تنسيق الجهود لحماية الحدود المصرية مع قطاع غزة.

مقابل ذلك عرضت الادارة المصرية الوساطة مع اسرائيل لتبادل جثامين (39) قتلي  فلسطينين بينهم (19) من حماس ، وتضمن المقترح الذي قدمته المخابرات المصرية لوفد حماس، صيغة من أجل تخطي وتجاوز الخلاف حول أسرى صفقة "الوفاء للأحرار" التي أبرمت في أكتوبر 2011  كما ، طلبت الادارة المصرية من بعض قادة الحركة عدم العودة لغزة انتظارا لقدوم رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن او وفد يمثلة للتعرف علي ماقدمتة حركة حماس بشأن المصالحة الفلسطينية ،واكدت المصادر ان رؤية السلطة تتلخص في افكار ثلاثة هي :

ـ ان تلغي حماس اللجنة الادارية .

ـ ان تتيح حماس لحكومة الوفاق الوطني العمل بشكل عملي وفعلي في قطاع غزة.

ـ ان يتم الاتفاق علي الانتخابات التشريعية والرئاسية الفلسطينية .

ومن المفترض عقد اجتماع بين وفد حماس والسلطة برعاية مصرية .

تلك التطورات حدثت بعد ان غازلت حماس النظام السوري بعودة العلاقات  في مناورة انتهازية و"عهر سياسي" ، الامر الذي ادركت منه الدوائر المصرية والسعودية أن حماس ستنتقل الي المعسكر الايراني القطري فتم الاسراع بأحتواء حماس ، علي الجانب الاخر كانت حركة حماس قد افلست سياسيا وماليا ، وسبق ان قدمت مقترحا لاسرائيل بالاعتراف بالدولة العبرية مقابل هدنة ، وكانت قطر هي عراب ذلك الاتفاق ، وتم استبدال قطر بالمملكة العربية السعودية التي زار مسئول كبير سعودي بصددة أسرائيل سرا الاسبوع الماضي ، ولا يمكن الحديث عن كل ذلك بمعزل عن الدور المهم الذي يلعبة القائد الفلسطيني محمد دحلان رجل الغرب القوي والذي ينال ايضا قبول من اوساط اسرائيلية كبديل لعباس ، والقريب الصلة من مصر والسعودية والامارات ، والذي يكاد يكون مستشارالتقارب المصري الحمساوي .

ومن مجمل الاحداث نكشف عن ارتباط بين محاولات التحالف الرباعي (مصر، السعودية، الامارات ، البحرين ) اختراق المعسكر القطري من جهة ، وتقديم خدمة لمصر من جهة اخري عن طريق شراء "كفيل " الارهاب المعادي لمصر"حماس" ، وكذلك أعادة مصر الي ادارة الملف الفلسطيني، والذي انتقل من رعايتها وقيادة اللواء عمر سليمان منذ 2011 الي قطر وتركيا .

لايمكن أغفال علاقة الولايات المتحدة الامريكية بما يحدث ، وزيارة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسيي للولايات المتحدة لحضور اجتماع الامم المتحدة ، وكيف انة يمتلك الان لاول مرة اوراق الملف الفلسطيني ، ومؤاشرات اتفاق بين حماس والسلطة ، ورعاية  مالية من العربية السعودية ورضا تام من الامارات المرشح رجلها الفلسطيني القوي محمد دحلان لرئاسة وزارة المصالحة الفلسطينية القادمة ،ولكن هل يستطيع مجموعة دول مأزومة ان تقدم حلول ناجزة لمشكلتين من أعقد مشاكل المنطقة (الفلسطينية والارهاب) ؟ لا اعتقد ؟!! ام انها مناورات متبادلة من اجل هدنة لتخفيف الضغط علي حماس واسرائيل ومصر والسعودية ؟

اما الحديث عن المصالحة مع الاخوان "المصريين" ، لا اعتقد ان ذلك قابل للتحقيق ، ولكن بالطبع الاخوان مستفيدين ان أهم اذرعتهم "حماس " اصبح له مكان ومكانة في القاهرة ، مما سيخفف الضغط عليهم وقد يؤدي الي بعض المكاسب التي يمكننا التحدث عنها في تحليل اخر.