الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. الزعيم الهندي مهاتما غاندي يبدأ مسيرة من أجل السلام في الهند
  • ١٧:٠٠
  • الثلاثاء , ٢ يناير ٢٠١٨
English version

فى مثل هذا اليوم.. الزعيم الهندي مهاتما غاندي يبدأ مسيرة من أجل السلام في الهند

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٤٦: ٠٨ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٢ يناير ٢٠١٨

الزعيم الهندي مهاتما غاندي
الزعيم الهندي مهاتما غاندي

 فى مثل هذا اليوم 2 يناير 1947م..

الزعيم الهندي مهاتما غاندي يبدأ مسيرة من أجل السلام في الهند بعد أن ظهرت بوادر الحرب الأهلية بين الهندوس والمسلمين في شبه القارة الهندية مع اقتراب الاستقلال من الاحتلال البريطاني..
 
انتهت الحرب العالمية الثانية في مايو سنة 1945، وبعد شهرين، فاز حزب العمال على حزب المحافظين في الانتخابات، وتحول تشرشل، الذي قاد بريطانيا الى النصر، الى زعيم للمعارضة. واصبح كلمنت اتلي رئيسا للوزراء، بعد ان دعا البريطانيين الى كثير من الواقعية وقليل من العاطفة: اولا، ليستفيدوا من دروس انهيار المانيا وايطاليا واليابان بسبب مطامعهم التوسعية. وثانيا، ليتعظوا من احتلال هذه الدول لبعض المستعمرات البريطانية في بداية الحرب.وثالثا، ليستعدوا للتخلي عن هذه المستعمرات. وقال اتلي امام مجلس العموم «تود حكومة صاحبة الجلالة أن تعلن في وضوح انها تنوي بالتأكيد أن تتخذ الخطوات المناسبة التي ستكون نتيجتها تحويل السلطة في الهند الى أيد هندية مسؤولة قبل نهاية شهر يونيو (حزيران) سنة 1947». ورد تشرشل بأن اتلي «يسيء الى سجل حرب مشرفة عندما يصدر هذا القرار الكئيب والمدمر».
 
وتحسر تشرشل على «انهيار الامبراطورية البريطانية، الذي أراه الآن امام عيني، والتي قدمت للجنس البشري كل عظمتها وكل خدماتها. لقد شهدت كثيرا من الناس يدافعون عن بريطانيا ضد أعدائها، لكني لا اشاهد من يدافع عن بريطانيا ضد نفسها، وهذا شيء يدعو للخجل. بحق السماء، دعونا لا نستعجل الهرولة». هل كان تشرشل عاطفيا ولم يرد زوال الامبراطورية؟ ام كان واقعيا، وعرف ان الامبراطورية ستزول، لكن الهنود، وغيرهم من شعوب العالم الثالث، لم يكونوا مستعدين لحكم انفسهم؟ غير ان اتلي كان ذكيا عندما اختار حاكما للهند ولإنهاء استعمارها لورد ماونتباتن، ابن حفيد الملكة فكتوريا، التي استعمرت الهند في عهدها، وابن عم ملك بريطانيا، الذي كان تشرشل يحترمه كثيرا. كتب غاندي في مذكراته انه فرق بين البريطانيين وحضارتهم وحريتهم، وبين سياستهم الاستعمارية في الهند ودول العالم الثالث. وأثنى على الشعب البريطاني، وعلى الفتيات البريطانيات، لكنه قال انه انه كان خجولا جدا، ولم يقدر على الاختلاط معهن. غير انه قال انه غير نادم على خجله، وقال: «خجلي لم يكن مشكلة ابدا، وبالعكس كان مفيدا. علمني ان اقتصد في استعمال الكلمات، وان افكر قبل ان اتكلم، وألا اعتذر عما قلت. وعلمني ان الصمت نوع من انواع العبادة في طريق البحث عن الحقيقة. وأن الحديث في استعلاء ومبالغة وتخويف طبيعة من طبائع البشر، ولكن الصمت يقدر على تلجيم ذلك».
 
تألم غاندي كثيرا حين رأى الإنقسامات التي أعلن عنها رسمياً سنة 1947 وسادت الإضطرابات والإضطهادات الدينية بين الهندوس والمسلمين والذين طالبوا بالإنفصال إلى دولة باكستان، حيث خلّفت تلك الحرب آلاف القتلى ما إعتبرها غاندي كارثة وطنية وتمزقاً للوطن الأم. والتي طالب فيها الهندوس بإحترام حقوق الأقليات المضطهدة من المسلمين، فأعتبروه خائناً لوطنه فقرروا التخلص من صاحب الروح السامية عام 1948 والذي لم يكن يجد له مكاناً حتى في قطار الدرجة الثالثة.فليس لنبي كرامة في وطنه..!!