الأقباط متحدون - موسيقى الكفرة تحلق في السماء
  • ٠٠:١٨
  • الأحد , ٣١ ديسمبر ٢٠١٧
English version

موسيقى الكفرة تحلق في السماء

باسل قس نصر الله

مساحة رأي

٢٦: ٠٨ ص +02:00 EET

الأحد ٣١ ديسمبر ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 بقلم المهندس باسل قس نصر الله مستشار مفتي سورية

     للمرة الثالثة أحضر حفل عزف على آلة البيانو (الكافرة) في مدينة حلب، تلك المدينة التي كانت الحوريات - على أبوابها وأكثر من نصفها - ينتظرن (المؤمنين) على أحر من الجمر، لكي يصعدوا إليهم بعد أن يقتلوا ويدمروا ويفجروا الناس وهم مقتنعين أنهم ينقذونهم من نار جهنم.

     هه الموسيقى الفاجرة والكافرة جعلتني أحلق من خلال الأنغام ومن خلال العازفين الذين في عمر الورود والحضور هم قليل من المهتمين والغالبية من أهل الأولاد.

     ففي الوقت الذي كانت حلب فيه - تتقاذفها النيران ويخيم عليها شبح الموت ، كان هؤلاء الأولاد من الجنسين يتدربون ويعذفون ويشعون الفرح في ركام حلب المعذبة.

     عادت بي الذاكرة ربع قرن مضى، عندما كان أطفالنا صغارا، كنا نجتمع ليلة عيد الميلاد، في حفلة للفرقة الكشفية التي ينتمون إليها (الأخوة المريميين)، لكي نحضر مسرحيات وأغان وفقرات أخرى، يقدمونها هم.

     كنت أعتبر أن هذا الحفل - التي تجبرني زوجتي على حضوره - هو إضاعة للوقت، لأنني أريد أن أتابع الإحتفالات الأخرى - للكبار - بدلا من حفلات نضحك أو نجبر أنفسنا على حضورها لكي نرى أطفالنا.

     اليوم وبعد أن شتتنا الزمن السيء الذي مر على مدينتنا وأصبح أبنائي كبارا وكل واحد في بلد، أحسست كم كنت مخطئا في عدم الإهتمام لنشاطاتهم، وكم كانوا يفرحون عندما يصعدون المسرح لكي يروننا ونحن نلوح لهم.

     كم تغيرت حياتنا وتشتت الأبناء، وكم كان ماضينا ممتعا وجميلا مع أولادنا الذين تركوا جدران منازلهم وعليها خربشاتهم ورسوماتهم.

     أصبحت أبحث عن صورهم وهم صغار وأبحبش في ملابسهم وأحذية طفولتهم وحقائب مدرستهم.

     مرايلهم التي كانوا يلبسونها في المدرسة وحقائبهم وحتى صراخهم وبكائهم وجنونهم وعفرتتهم، أصبحت أفتقدها.

     الموسيقى التي سمعتها من الأولاد وهم يعزفون مقاطع صعبة ويفتخرون أمام أهاليهم، هي تلك الموسيقى التي رفرفت في السماء وشدتني إليها وجعلتني أعود زمنا طويلا الى الوراء.

     فشكرا لك أيها الاخ جورج سبع المريمي لأنك صنعت لنا ماض جميل نحلم به.

     نهاية عام آخر وأنتم بعيدين.

     زمن آخر يمر وأنتم في منفاكم الاختياري.

     أحبكم مأبنائي: إميل ومي ونبيل

     ولا تنسوا سورية وحلب.

اللهم اشهد اني بلغت

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد