الأقباط متحدون - حديث آخر الشهر
  • ١١:٢٦
  • الاربعاء , ٢٩ نوفمبر ٢٠١٧
English version

حديث آخر الشهر

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٢٣: ١١ ص +02:00 EET

الاربعاء ٢٩ نوفمبر ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

د. مينا ملاك عازر
هذا هو موعدنا الشهري للابتعاد عما يغم، والاقتراب مما يهم، ولذا قررت أن أقرئكم هذه القصة التي أهديها للحكومة التي تدعي أن الاقتصاد تعافى، فهل فعلوا شيء من تلك الدروس الواردة من القصة هذه، سؤال لن يجيبوه لأنهم ليسوا أمناء بدليل تصريحهم، لكني سأترك لكم الإجابة والحكم.

في ندوة أقيمت في إحدى كليات الإدارة جاء دور أحد الضيوف، وهو رجل أعمال معروف ليلق كلمته لطلبة السنة النهائية، بدأ الرجل كلمته قائلاً: لم يكن لدى وقت كافٍ لكتابة كلمة منمقة أو تحضير عرض تقديمي، لكنى سأحاول في الخمس دقائق القادمة أن أعطيكم خلاصة خبرتي لو ساعدتموني فقط، من يريد أن يساعدني فليرفع يده عالياً، هنا رفع عدد قليل من الحضور أياديهم بشيء من التردد، بينما امتنع الآخرون، فأكمل رجل الأعمال كلامه: حسناً هذه هي حالة "التراخي" الناتج عن الملل أو عدم الثقة، احترسوا، فالتراخي في العمل قد يضيع عليكم فرص كبيرة. ثم أخرج من جيبة ورقة وقال: هذا شيك بألف دولار أخذته من إدارة الكلية مقابل تعليمكم شيء جديد، وسوف أمنحه لمن يرفع يده حتى يصل لأعلى نقطة ممكنة وعندما وضع توقيعه على الشيك بدأ جميع الحضور بالاهتمام، ورفع أياديهم عالياً فأكمل الرجل قائلاً: كان هذا هو "التحفيز" لن تستطيع القيام بأي عمل ما لم تحفز العاملين معك. في الدقيقة التالية، كان كل واحد من المشاركين يحاول أن يفوز بالشيك فينظر لمن حوله ويحاول أن يجعل يده أعلى منهم، تدخل رجل الأعمال مرة أخرى: هذه هي "المنافسة"، قد تبدو صعبة وشرسة لكنها في النهاية تجعل الجميع في وضع أفضل قام أحد الشباب معترضاً: هذا ليس عدل، أنا أقصرهم قامة، وهذا يجعلني في موقف سيّء، فرد رجل الأعمال: نعم، لديهم

"ميزات تنافسية" مؤقتة ومحدودة، لا تجعلها تحبطك، استمر، من قال أن الحياة عادلة؟ بضعة ثواني من المنافسة بهذا الشكل حتى قام نفس الشاب فوقف فوق المقعد ورفع يده، فأصبح أعلى كثيراً من باقي المنافسين، شرح رجل الأعمال ما حدث قائلاً: هذا هو "التفكير خارج الصندوق" الذي يستطيع أن يجعلك في موقع الريادة، لكنك لن تستمر فيه إلا لحظات. وفعلاً سرعان ما بدأ الجميع في تقليد الشاب بالوقوف فوق المقاعد، ورفع أياديهم حتى تقاربت المستويات مرة أخرى، ثم بدأ البعض في وضع أشياء فوق المقاعد حتى يصلو لمستويات أعلى. شرح رجل الأعمال ما حدث قائلاً: هذا هو "التحسين المستمر" الذى سيضمن لك البقاء في

المنافسة. لحظات أخرى من المنافسة الشرسة حتى اتفق ثلاثة من الشباب أن يتعاونوا بأن يحمل بعضهم بعض حتى يكون أول واحد منهم في أعلى نقطة ثم يتقاسمون الجائزة في حالة فوزهم، وهكذا وصلوا لارتفاع غير مسبوق. شرح رجل الأعمال ما حدث قائلاً: هذا هو "العمل الجماعي" الذي يبدأ من فرق العمل الصغيرة داخل المؤسسة ويصل إلى الشراكات الكبيرة والتكتلات الاقتصادية العملاقة. بالطبع تكونت فرق أخرى من باقي المشاركين، ولم يبقى أحد يعمل منفرداً، فأصبحت القاعة عبارة عن مجموعة من الفرق المتنافسة، وكل فريق يحاول أن يتبع أساليب مختلفة ليتفوق على المنافسين، وعندما بدت كل الفرق في مستويات متقاربة جداً، أسرع شاب من أحد الفرق ليعيد ترتيب زملائه فيضع الأكثر وزناً في الأسفل والأقل في الأعلى، ثم يشرح لهم وضعهم بين باقي الفرق، ويبث فيهم الحماس لاقتراح أفكار جديدة حتى تمكن فريقه من تحقيق فارق كبير في مستوى الارتفاع فصاح رجل الأعمال: تلك هي "القيادة" لن يصل أي عمل إلى مستوى عالمي بدون قائد بارع. وهنا انتهت الخمس دقائق، فشكر رجل الأعمال الفريق الفائز، ثم وضع الشيك في جيبه، وهم بالانصراف، وعندما طلب منه الفائزون الشيك. قال بهدوء: هذا هو الدرس الأخير، "لا تصدق أبداً أنه بإمكانك أن تتعلم مجاناً"، أنا رجل أعمال جئت لأبيع لكم خبرتي، وهذا الشيك من حقي، هذا هو مبدأ "الكل يكسب (All Win)"