الأقباط متحدون - الأنبا أرسانى أسقف أمستردام
  • ١٣:٢٩
  • السبت , ٢ ديسمبر ٢٠١٧
English version

الأنبا أرسانى أسقف أمستردام

مقالات مختارة | بقلم وسيم السيسي

٠١: ٠٨ ص +02:00 EET

السبت ٢ ديسمبر ٢٠١٧

وسيم السيسي
وسيم السيسي

بدعوة كريمة من الأنبا أرسانى، أسقف أمستردام، ذهبت لإلقاء محاضرة للجالية المصرية - مسلمين ومسيحيين - عن كفاح الكنيسة المصرية الأرثوذكسية ومشاركتها الوطنية فى الدفاع عن مصر.

هذا البلد الجميل Netherland هولاندا الشمالية وعاصمتها أمستردام، هولاندا الجنوبية وعاصمتها لاهاى التى بها محكمة العدل الدولية، ويطلق على الكل هولاندا.

هناك عرشان: الأول لسيادة القانون، والثانى للملك! لقد أغلقوا السجون، ليس هناك جائع أو خارج عن القانون! قل هى المدينة الفاضلة أو اليوتوبيا.

أنبا أرسانى الذى ينطبق عليه وصف فولتير عن رجال الدين: رجل الدين الجاهل يثير احتقارنا، ورجل الدين المتعصب يثير اشمئزازنا، أما رجل الدين المثقف الواعى، فهو الجدير بحبنا واحترامنا.

حدثتهم عن كفاح الشعب المصرى ممثلاً فى عمر مكرم والمعلم جرجس الجوهرى، فى عزل خورشيد باشا الظالم والإتيان بمحمد على باشا، مؤسس مصر الحديثة.

حدثتهم كيف نهضت مصر فى عهد محمد على باشا، وهزمت إنجلترا 1807 فى موقعة رشيد وكيف كان نوبار باشا رئيساً للوزراء مسيحياً، وسليمان باشا الفرنساوى مسيحياً، ومؤسس كلية الطب - قصر العينى - كلوت بك مسيحياً.

جاء سعيد باشا ابن محمد على باشا وفى عهده كان البابا كيرلس الرابع «أبوالإصلاح» لأنه أول من أنشأ مدارس للبنات، كما أنه أطفأ نيران حرب كادت أن تشتعل بين مصر وإثيوبيا.

ثم جاء إسماعيل باشا، حفيد محمد على باشا، نهضت مصر فى عهده وأصبحت قطعة من أوروبا، أشرك ثلاثة من الأقباط فى أول مجلس شورى لمصر، بل جعل رئيس ديوانه، سكرتيره، ومحافظى القليوبية، والمنوفية، بل نائب حاكم السودان، كلهم مسيحيين، بل أمر بمشاركة الأقباط فى كل مدرسة أميرية، ولا تخرج بعثة للخارج إلا إذا كان فيها الاثنان.

ثم جاء توفيق باشا الخائن الذى طرد عرابى باشا من الجيش، قامت الثورة بقيادة الشيخ إمبابى، شيخ الأزهر، والبابا كيرلس الخامس، اللذين أرسلا عريضة للباب العالى يطالبان فيها بعزل الخديو الخائن، وعودة عرابى!

عاد عرابى، ولم يعزل الخديو فتحالف مع الإنجليز، مع الحزب الوطنى، مع بعض الضباط الخونة وعلى رأسهم على يوسف الملقب بـ«الخنفس»، وانتصر عرابى فى معارك أبى قير، خورشيد، القصاصين، ولكنه هُزم فى معركة التل الكبير، الولس هزم هرم عرابى، كان انكساراً عسكرياً ولكنه كان انتصاراً للوحدة الوطنية، مات عرابى 1911، ثم قامت ثورة الشعب بقيادة سعد زغلول 1919.. فى عز انتصار إنجلترا فى الحرب العالمية الأولى كانت مصر تهتف: أيها القراصنة اخرجوا من بلادنا!

قال لورد كرومر: أقباط مصر أعداء لنا ولابد أن نبادلهم عداء بعداء! طردهم جميعاً من مناصبهم، واستبدلهم بمسيحيين سوريين! رفض البابا كيرلس الخامس مقابلة لورد كتشنر، كما طرد يوحنا هوج المبشر بالمسيحية، لم تجد إنجلترا حلاً إلا زرع الفتنة فى مصر لعلها تنجح كما نجحت فى الهند.

بدأت إنجلترا فى تنفيذ مخطط سير هنرى كامبل بأمر رئيس وزرائها 1907، سايكس بيكو 1916، وعد بلفور 1917، حسن البنا 1928، قيام دولة إسرائيل 1948، مؤامرة بن جوريون وموشيه شاريت وزير خارجيته على العراق وسوريا ومصر 1954، مؤامرة برنارد لويس وبريجينسكى 1983.

أشعلوا الفتن فى العراق ثم التقسيم، سوريا، السودان، مصر.. فجروا، حرقوا، هدموا الكنائس، فكان المخزون الحضارى رداً عليهم: وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن! لقد قالها حسين بهراز: إيران هى أمى، والديانة المحمدية هى زوجتى، أستطيع أن أطلق هذه، ولا أستطيع أن أطلق تلك. كما قلتها من قبل مراراً، مصر قبل توراتى وإنجيلى، الأوطان قبل الأديان، خلق الله الأرض قبل الإنسان، كما قالها أبوطالب لأبرهة الحبشى: أين جمالى؟ -أى وطنى - أما الكعبة فللبيت رب يحميه.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع