الأقباط متحدون - البابا تواضروس ألف سلامة يا أبي
  • ١٨:٠٧
  • الأحد , ٢٦ نوفمبر ٢٠١٧
English version

البابا تواضروس ألف سلامة يا أبي

سليمان شفيق

حالة

٠٧: ١١ ص +02:00 EET

الأحد ٢٦ نوفمبر ٢٠١٧

البابا تواضروس
البابا تواضروس

كتب : سليمان شفيق

 
فَيَقُولُ لَهُ: مَا هذِهِ الْجُرُوحُ فِي يَدَيْكَ؟ فَيَقُولُ: هِيَ الَّتِي جُرِحْتُ بِهَا فِي بَيْتِ أَحِبَّائِي

.(سفر زكريا 6/13)
في ذكري ميلادة واختيارة وتجليسة يواجه قداسة البابا تواضروس الثاني مالم يواجهة بطريرك من قبلة منذ تأسيس الدولة الحديثة ، أضافة لالام الظهر القاسية ، يواجه الصراع الاكثر ألما مع جماعات مختلفة خارج الكنيسة وداخلها وحولها ، من هؤلاء الذين لايدركون ماهية الكنيسة العتيدة ولا من هو وريث  الكاهن الاعظم للفراعنة الجالس علي كرسي مار مرقص، منذ تأسيس الدولة الحديثة مرت مصر بأحداث وثورات و لم تكن ثورة 30 يونيو هي الثورة الاولي التي شارك فيها المواطنون المصريون الأقباط، بل كانت الثورة السادسة، الأولي كانت 1804 حينما وقف البابا مرقص الثامن، والمعلم إبراهيم الجوهري مع عمر مكرم وشيخ الأزهر الشيخ الشرقاوي في الثورة لخلع الوإلى العثماني خورشيد باشا، وتنصيب محمد علي باشا، مؤسس الدولة المصرية الحديثة، وكذلك 1882 وقف البابا كيرلس الخامس بجوار احمد عرابي وشيخ الازهر محمد المهدي العباسي في وجه الخديوي توفيق، وأيد البابا عرابي طوال الثورة العرابية، وبعد الاحتلال البريطاني حدث العقاب الجماعي للأقباط بالإسكندرية (فيما سمي مذبحة الإسكندرية) علي غرار ما حدث بعد 30 يونيو (14 /18 أغسطس 2013) وكذلك نفي البابا إلى دير البراموس 1890 من الإنجليز لمواقفه الوطنية، نفس البابا وقف بجوار الوفد وسعد زغلول في ثورة 1919، جنبا إلى جنب مع شيخ الأزهر أبو الفضل الجيزاوي، وهكذا وقف كيرلس السادس مع ثورة يوليو، والحق المصري والعربي في استعادة الأراضي المحتلة بعد 1967، وصولا إلى موقف البابا تواضروس الثاني من 30 يونيو، مرورا بموقف البابا شنودة من عروبة القدس والتطبيع مما تسبب في احتجازه في دير الانبا بيشوي، ستة ثورات وستة دساتير (1882، 1923، 1958، 1971، 2012، 2014) شارك فيهم الأقباط بالدم، وطوال كل تلك التضحيات لم يحصل الأقباط علي المواطنة، ومنذ المؤتمر القبطي 1911 حتي ثورة 2011 قرن من الزمان، ولازالت اغلب المطالب لم تتحقق.
 
جلس البابا تواضروس علي كرسي معمد بالدم ، وفور اختيار القرعة له قرر انسحاب ممثل الكنيسة من الجمعية التأسيسية لدستور الاخوان ، ثم وقف مع شعبة ووطنة في مقاومة الاخوان حتي اسقاطهم ، وتمت مطاردتة وادي الامر الي اختفائة في احد الاديرة مثلما طورد من قبلة البابا بنيامين ، واحرقت كنائسة وتم التنكيل بشعبة ، ومنذ أغسطس 2013 ، يعاقب البابا عقاب ثلاثي : من الاسلاميين لدورة الوطني ، ومن تيار في الدولة العميقة لتحالفة والكنيسة مع السيسي والقوات المسلحة ، ومن تيار كنسي "تقليدي" ضد رؤية البابا الاصلاحية ، ورأينا ذلك جليا في العديد من المواقف ، فلا يمر يوما دون ان يقوم المتأسلمين بعمليات ضد الاقباط ، وان هدأ الاسلاميين تحركت بعض "فلول" الدولة العميقة نحو اغلاق الكنائس لمزيد من احراج البابا ، ولا يمل ولا يكل بعض ابناء الكنيسة من التيار التقليدي علي نقدة والهجوم علية في محاولة لكسر مهابتة .
 
حاول ان يلتقي ويتحاور علي ان المحبة تتأني وترفق ولكن الرياح اتت بما لاتشتهي السفن ، ومن وقف معهم بكل الحب لم يبادلوه حبا بحب وتركوة دون غطاء من المحبة حتي أنقضت علية الام الجسد والروح ، سلاما لروحك وجسدك ستعود الينا وما هي الا استراحة محارب لم يدرك بعد حساب النفقة ، وما اكثر ما جرحت في بيوت احبائك ، واراك تبكيهم كما بكي معلمك الاول المسيح اورشليم ، ستعود الينا مما رفعت في وجهك سيوف الحمقي الخشبية ،

ستتكسر علي سفح صليبك ، وسننتظرك هنا ونغني لك مع محمود درويش في مديح الظل العالي:
(لك أن تكون – ولا تكونْ 
 
لك أن تُكَوِّنْ 
 
أو لا تُكَوِّنْ .. 
 
كل أسئلة الوجودِ وراء ظِلَّكَ مهزلهْ . 
 
والكونُ دفترك الصغيرُ , 
 
وأنت خالقُهُ , 
 
فدوِّنْ فيه فردوس البداية , يا أبي .. 
 
أو لا تُدَوِّنْ 
 
أنت ..أنت َ المسأله ْ. 
 
ماذا تريدُ ؟ 
 
وأنت من أُسطورة ٍ تمشي إلى أُسطورة ٍ)
 
وللعتاب وقت لان الوقت وقت المحبة التي لا تسقط أبدا