الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. ولادة رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل
  • ١٧:٢٤
  • الخميس , ٣٠ نوفمبر ٢٠١٧
English version

فى مثل هذا اليوم.. ولادة رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٢٢: ٠٩ ص +02:00 EET

الخميس ٣٠ نوفمبر ٢٠١٧

 الوزراء البريطاني ونستون تشرشل
الوزراء البريطاني ونستون تشرشل

فى مثل هذا اليوم 30 نوفمبر 1874..
ولادة رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل (توفي عام 1965) أحد قادة الحرب العالمية الثانية. تولى وزارة المستعمرات في الحكومة البريطانية عن حزب الأحرار عام 1921 ثم انتقل لاحقاً إلى حزب المحافظين وتولى رئاسة الوزراء مرتين، بين عامي (1940 - 1945)، وعامي (1951 - 1955)..

ولد ونستون تشرشل في 30 نوفمبر 1874 في قصر بلنهايم في محافظة أكسفوردشاير في إنجلترا، تولى الوزارة عام 1940 لمواجهة الخطر النازي بعد استقالة تشامبرلين من رئاسة الوزراء. وهو الذي رفع معنويات شعبه أثناء الحرب ولم يخضع لأدولف هتلر. قال له هتلر : "اننا لا نريد محاربتك نحن نريد استسلامك"، ولكن تشيرشل لم ينصع و قاوم حتى النهايه و كان النصر حليفا له، تحصل علي جائزة نوبل للاداب سنة 1954، أول من أشار بعلامة النصر علي بواسطة الاصبعين السبابة والوسطي.أبوه هو اللورد راندولف هنري سبنسر تشرشل كان من زعماء حزب المحافظين، وأمه جني جيروم أمريكية الأصل. درس في أكاديمية هارو، ثم في أكاديمية ساندهرست العسكرية.ونـُقِل تشرشل إلى مصر في 1898 حيث زار الأقصر قبل أن يلتحق بسرية في الرماحون الحادية والعشرون التي تعمل في السودان تحت إمرة الجنرال هربرت كتشنر. وأثناء عمله هناك التقى اثنين من ضباط المستقبل في الحرب العالمية الأولى: دوگلاس هيگ، الذي كان وقتها كابتن، وإيرل جليكو، الذي كان وقتها ملازم في زورق حربي.

شهد، بوصفه مراقباً حربياً، معركة أم درمان سنة 1898 التي نشبت في آخر ثورة الدراويش التي تزعمها المهدي محمد أحمد بالسودان، وكتب تشرشل بعد ذلك «حرب النهر» الذي وصف فيه الحملة الإنكليزية المصرية لاسترجاع السودان.

وشهد حرب البوير في جنوبي إفريقية بين الإنكليز والبوير بين 1899-1902، بوصفه مراسلاً حربياً لجريدة إنكليزية، وأسره البوير، ولكنه استطاع الفرار.
دأ حياته السياسية في حزب المحافظين، وانتُخب عضواً في مجلس العموم، وفي سنة 1904، انضم إلى حزب الأحرار، الذي نجح بعد ذلك في الانتخابات العامة.

مناصبه الوزارية

عين تشرشل وزيراً للتجارة (1908-1910) ووزيراً للداخلية (1910-1911) ثم وزيراً للبحرية (1911-1915)، وفي مطلع الحرب العالمية الأولى، كان وراء حملة الحلفاء إلى الدردنيل، التي أخفقت إخفاقاً ذريعاً، فعد تشرشل مسؤولاً عن هذا الإخفاق، مما اضطره إلى الاستقالة. وحارب ضابطاً في الجبهة الغربية بفرنسة.

وفي عام 1917 عينه صديقه لويد جورج رئيس الوزارة آنئذ، وزيراً للذخيرة ثم وزيراً للحربية والطيران (1919-1921)، بعد ذلك عاد إلى حزب المحافظين، وفي سنة 1924 عُين وزيراً للمالية.
في 28 مارس 1921 قام بزيارة للقدس وألقى خطاباً مجد فيه القتلى من الصليبيين واليهود، مما أثار غضب العرب وقد طافت مظاهرات عربية بالمدينة منددة بتصريحاته. وعندما أطلقت الشرطة النار على المتظاهرين قامت الحركات النسوية العربية بنقل الجرحى إلى المستشفيات.

بقي تشرشل بين عامي 1929-1939، بلا منصب وزاري، انصرف في أثنائها إلى التأليف، فكتب «حياتي الباكرة» سنة 1930، و«مارلبورو» (4 مجلدات، 1923-1927: سيرة أحد أجداده المشهورين) Marlborough، قبل ذلك ولكنه لم يبتعد عن الحياة السياسية، وكانت تحذيراته من خطر الاشتراكية قد أخذت تجد لها صدى بين الإنكليز منذ سنة 1938، وكان ينتقد ويحذر من سياسة التسامح والتهدئة التي اتبعها تشامبرلِن، رئيس الوزارة آنئذ، مع ألمانية النازية.

أهم مرحلة في حياة تشرشل السياسية برزت في الحرب العالمية الثانية، فقد عُين عند اندلاع الحرب سنة 1939 وزيراً للبحرية، ولما اجتاح الألمان النروج وهولندة ثم بلجيكة وفرنسة، استقال نڤل تشمبرلن Nevill Chamberlain، معتقداً أن الحلفاء قد خسروا الحرب، وفي 10/5/1940 أصبح تشرشل رئيساً للوزارة البريطانية، وأعلن في 7/6/1940 أن بريطانية ستتابع الحرب وحدها، وتعرض بعد ذلك للوم شديد، بعد أن عجزت بريطانية عن صد الجيش الألماني في اليونان، وخاصة في جزيرة كريت، وله أثر في نشوب الحرب بين ألمانية وروسية، وبذلك تجنبت بريطانية أي غزو محتمل لأراضيها.

ولما هاجم اليابانيون پيرل هاربر ودخلت الولايات المتحدة الحرب، أسرع تشرشل إلى لقاء الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في فرقاطة أمريكية في الأطلسي، وقرر الرجلان توجيه الجهد الأساسي الحربي ضد ألمانية، كما وُضع ما عُرف بتصريح الأطلسي الذي أُعلن في 1/1/1941. وتجدد لقاء تشرشل مع روزفلت في مدينة كويبك في كندا سنة 1943، بعد استقالة موسوليني في إيطالية، وتقرر مهاجمة الحلفاء لبورمة (ميانمار اليوم)، ثم قصد تشرشل واشنطن، وقبل عودته إلى لندن منحته جامعة هارڤرد الأمريكية لقب «دكتور شرف» سنة 1943، وألقى بهذه المناسبة خطاباً اقترح فيه إحداث مواطنة مشتركة بين الإنكليز والأمريكيين.

وفي نوفمبر 1943، حضر تشرشل مؤتمر طهران الذي ضم أول مرة روزفلت وستالين أيضاً، وفيه تقرر الهجوم على الألمان في أوربة من الغرب والجنوب والشرق، ثم عُقد مؤتمر يالطا في فبراير 1945 بين تشرشل وروزفلت وستالين، وفيه بُحثت قضايا عالمية تتعلق بتقاسم مناطق النفوذ، واتُخذت قرارات مهمة تتعلق بإنشاء هيئة الأمم المتحدة، التي تقرر إنشاؤها في دومبارتون أوكس بعد عدد من المؤتمرات التمهيدية بين الولايات المتحدة وبريطانية والاتحاد السوفييتي ثم الصين.

ولما هاجم الفرنسيون المجلس النيابي بدمشق في 29/5/1945، ثم قصفوها بالمدفعية، طلب تشرشل بحزم من شارل دوغول قائد قوات فرنسة الحرة آنئذٍ إصدار الأمر بوقف إطلاق النار، ونفذ ذلك فعلاً في 31/5/1945، وأوعز إلى القوات البريطانية بالتدخل، وطلب من دوغول الأمر بانسحاب القوات الفرنسية إلى ثكناتها (لتجنب الاصطدام بين القوات البريطانية والفرنسية)، وكان يرى ضرورة الاستفادة من ضعف فرنسة لإبعادها عن الشرق الأوسط، ومن ثم أُجلى الطرفان عن سورية ولبنان.

وفي سنة 1945، هُزم حزب المحافظين في الانتخابات البريطانية، فقدم تشرشل استقالته كرئيس للوزراء، وأسس سنة 1947 اللجنة المؤقتة لأوربة المتحدة، التي عقدت مؤتمراً لها في لاهاي في هولندة بين 7-10/5/1947، واقترحت إنشاء اتحاد أوربي، ونادى تشرشل بإنشاء جيش أوربي، وكان يحذر من الاتحاد السوفييتي ويحرض ضده، حتى شبهه ستالين بهتلر وجماعته، وقد شُغل في 1945-1950 بمؤلف ثمين عن الحرب العالمية الثانية (6 مجلدات).

بعد فوز المحافظين في انتخابات 1950، عاد تشرشل إلى الحكم رئيساً للوزارة البريطانية وبقي حتى 1955، واقترح في 20/4/1953 عقد مؤتمر سري دولي لبت المشكلات العالمية العالقة (ألمانية، النمسة، الصين... الخ)، وكان ستالين قد توفي في 5/3/1953، مما سهل عقد المؤتمر، وفي السنة نفسها مُنح تشرشل لقب «سير» Sir، كما مُنح تلك السنة أيضاً جائزة نوبل (لمواهبه المتميزة بوصفه مؤرخاً متتبعاً وكاتباً بارعاً). وفي سنة 1955، سُلم عبء الوزارة إلى خليفته أنطوني إيدن بسبب تقدمه في السن.
وفاته:
في 24 يناير شيع الشعب البريطاني في لندن السير ونستون تشرشل، السياسي الحاذق الذي قلب هزيمة بريطانية إلى نصر.

من مؤلفاته أيضاً، «لورد راندولف تشرشل» (1906) وهو ملخص سيرة أبيه، و«الأزمة العالمية» (4 مجلدات، 1923-1927)، و«تاريخ الأمم الناطقة بالإنكليزية» 4 مجلدات، و«الحرب العالمية الأولى» 6 مجلدات. كان تشرشل ضخم الجثة بعيد النظر، يُكثر من تدخين الغليون حتى غدا من صفاته المميزة، حاد الذكاء، يجيد اغتنام الفرص، يؤمن بـ«الامبراطورية» إلى أبعد الحدود. لم ينقطع عن العمل الفكري حتى آخر حياته...!!