الأقباط متحدون - في مثل هذا اليوم...فض اعتصام «هندسة الإسكندرية» وطائرات هليكوبتر فوق الكلية
  • ٠٠:٠٥
  • السبت , ٢٥ نوفمبر ٢٠١٧
English version

في مثل هذا اليوم...فض اعتصام «هندسة الإسكندرية» وطائرات هليكوبتر فوق الكلية

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

السبت ٢٥ نوفمبر ٢٠١٧

فض اعتصام «هندسة الإسكندرية» وطائرات هليكوبتر فوق الكلية
فض اعتصام «هندسة الإسكندرية» وطائرات هليكوبتر فوق الكلية

 فى مثل هذا اليوم 25 نوفمبر 1968م....

سامح جميل

واصل طلاب كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية اعتصامهم منذ يوم 23 نوفمبر 1968، بعد مظاهراتهم تضامنا مع مظاهرات طلاب المدارس الثانوية الخاصة فى المنصورة، التى اندلعت يوم 20 نوفمبر احتجاجا على القانون الجديد للتعليم «راجع ذات يوم 23 نوفمبر».
 
كان من المقرر أن يبحث مجلس الوزراء فى اجتماعه يوم 24 نوفمبر مشكلة الإسكان، لكنه بحث بدلا منها موضوع الطلبة وقرر إغلاق الجامعات، ووفقا لكتاب «الطلبة والسياسة فى مصر»، تأليف الدكتور أحمد عبد الله، ترجمة إكرام يوسف «دار سينا للنشر - القاهرة» الذى يضيف: «كان الكثيرون من الطلاب قد انضموا إلى الاعتصام، وبدأ الطلاب من المدارس المحيطة بالجامعة التظاهر أيضًا، ولكن قوات الشرطة المحيطة بكلية الهندسة قامت بتفريقهم».
 
تطورت الأمور فى يوم الاثنين 25 نوفمبر 1968 «مثل هذا اليوم»، ويذكر «أحمد عبد الله»: «حدث إضراب فى الإسكندرية، كما شهدت المدينة مظاهرات على نطاق لم تشهده من قبل، انتهت بصدام دام مع الشرطة»، وبلغت الخسائر «مصرع ستة عشر شخصًا» و«3 طلاب،12 من الأهالى، وتلميذ عمره 12 عاما سقط تحت أقدام المتظاهرين»، وأبلغ عن وصول 167 مصابا من الأهالى إلى المستشفيات، كما أصيب 247 من رجال الشرطة «19 ضابطا و228 جنديا»، وألقى القبض على 462 شخصا، أفرج عن 78 منهم لأن سنهم أقل من 16 سنة، وأفرج عن 19 لعدم كفاية الأدلة، وحبس الباقون وعددهم 365 على ذمة التحقيق، ووفقا لما ذكره وزير الداخلية «شعراوى جمعة»، فإنه تلقى تقريرا بالصور الفوتوغرافية حول الممتلكات، التى دمرت أثناء المظاهرات وتتضمن: تحطيم 50 سيارة أتوبيس نقل عام، 270 لوح زجاج ترام، 116 إشارة مرور، 29 كشك مرور، زجاج 11 محلا تجاريا منها جمعية استهلاكية نهبت جميع محتوياتها، زجاج عدد من سيارات القطاع العام والخاص، وعدد من مصابيح الإضاءة فى الشوارع، وحرق أثاث نادى موظفى المحافظة»، وكان من ضمن المقبوض عليهم جندى سابق اسمه محمد الحداد، وتبين أن إسرائيل جندته جاسوسا.
 
كان اعتصام الطلاب لا يزال قائما داخل كلية الهندسة، وقوبل طلبهم بحضور مسؤول كبير لزيارتهم بالرفض، وحسب جريدة الأهرام فى عددها يوم 28 نوفمبر: «أنهوا اعتصامهم فى مساء 25 نوفمبر بسبب إحساسهم بالندم والأسف لما حدث من تخريب فى المدينة مؤخرا، كما وصفه لهم خمسة من زملائهم قاموا بجولة للاستطلاع بناء على طلب المحافظ وهيئة التدريس»، ويرفض «أحمد عبد الله» ما ذهبت إليه «الأهرام»، ويعيده إلى: «قلة طعام الإفطار فى أيام رمضان، وانقطاع التيار الكهربائى بسبب الأمطار الغزيرة، والضغط الذى مارسه أولياء أمور الطلاب، وكذلك انسحاب رئيس الاتحاد من الاعتصام ورفضه إمداد المعتصمين بالطعام، والإنذار الذى وجهه المحافظ «أحمد كامل» للطلاب بأن كلية الهندسة سيتم إخلاؤها بالقوة، وما قام به من ترتيبات فعلية فى هذا الصدد».
 
يعطى المحافظ أحمد كامل أسبابا أخرى لفض الاعتصام فى شهادته لمجلة المصور «2 إبريل 1990» قائلا: «خرجت بانطباع أن تجربة الحوار لن تحقق النتائج المنتظرة، اتصلت بسامى شرف «مدير مكتب عبدالناصر» وقلت له: أبلغ الرئيس أننى أطلب تدخل قوات الجيش لإنهاء الاعتصام، بعد دقائق جاء رد سامى: الرئيس أمرنى بأن أتصل بالفريق أول محمد فوزى القائد العام للقوات المسلحة، وأن أبلغه أن يتصل بك، بعد دقائق أخرى كلمنى الفريق أول محمد فوزى وقال: وضعت قائد المنطقة العسكرية الشمالية تحت قيادتك، وأخبره بطلباتك وسيقوم بتنفيذها على الفور، قلت بعدها لقائد المنطقة العسكرية الشمالية أن يعطى أوامره لقيادة الطيران فى المنطقة ليتم إرسال عدد من طائرات الهليكوبتر فوق مواقع اعتصام الطلبة، كما طلبت منه وضع بعض قوات الجيش لتدخل إلى المحافظة وتمر بدباباتها وأسلحتها فى استعراض للقوة من أمام كلية الهندسة».
 
يضيف «كامل»: «عندما وصلت طائرات الهليكوبتر فوق الكلية شاركت الطبيعة فى إخراج مسرحى للموقف، فقد تزامن معها رعد وبرق ومطر، ومع أصوات الرياح، تصور الطلاب أن الطيران بدأ القصف والهجوم فى الوقت، الذى مرت فيه بعض قوات الجيش أمام الجامعة، وتمركزت بعض الوحدات فى الاستاد الرياضى المجاور، ورن جرس التليفون فى مكتبى، كان المتحدث أحد قادة الاعتصام، قال: لقد قررنا إنهاء الاعتصام». !!