الأقباط متحدون - لقاء بوتين - الأسد... الحرب في سوريا تضع أوزارها !
  • ١٠:٥١
  • الثلاثاء , ٢١ نوفمبر ٢٠١٧
English version

لقاء بوتين - الأسد... الحرب في سوريا تضع أوزارها !

٣١: ٠٥ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢١ نوفمبر ٢٠١٧

الرئيس الروسي معانقا بشار الأسد في سوتشي
الرئيس الروسي معانقا بشار الأسد في سوتشي

 يقول المراقبون في موسكو إنّ الزيارة التي أداها بشار الأسد إلى روسيا والتقى خلالها الرئيس بوتين، تعني أنّ الطريق بات سالكا، بعد انهيار تنظيم "داعش" وهزيمة المعارضة عسكريا، نحو تسوية سياسية شاملة تشارك في بلورتها دول اقليمية انخرطت في النزاع الدامي.

 
سامي عمارة من موسكو: استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره السوري بشار الاسد الذي كان وصل الى سوتشي في زيارة عمل مفاجئة لم تعلن عنها موسكو الا بعد انتهائها وعودته الى بلاده.
 
تأتي الزيارة في اطار ما سبق واعلن عن قرب انتهاء الحرب في سوريا، وما كشف عنه وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو حول سحب بعض وحدات القوات الروسية التي شاركت في العملية العسكرية هناك.
 
وسبق للرئيس السوري بشار الأسد أن زار موسكو في اكتوبر 2015 مواكبة لبدء العملية العسكرية الروسية في سوريا ضد "معاقل الارهاب وتنظيماته هناك" في توقيت قالت موسكو ان دمشق كانت فيه على مشارف السقوط.
 
جاءت الزيارة الاخيرة لسوتشي على ضفاف البحر الاسود لتكون ما هو أقرب الى الاعلان عن بداية النهاية لهذه العملية العسكرية التي طالت لما يزيد عن العامين بقليل، وبعد ان عادت القوات الحكومية وحسب اعلان الرئيس بوتين اليوم، لتفرض سيطرتها على ما يزيد عن 98 في المائة من الاراضي السورية.
 
ولعل ما صدر عن الكرملين من تصريحات حرص على اذاعتها مقترنة بمشاهد تليفزيونية طويلة من اللقاء، أعقبتها أخرى للقاء لاحق، قام بوتين خلاله بتعريف الاسد بعدد من أبرز قيادات القوات المسلحة الروسية التي شاركت في ادارة الحملة العسكرية في سوريا، تشير جميعها إلى أنّ بوتين أراد توجيه رسالة الى زعماء بلدان المنطقة والعالم والتى خص منها الولايات المتحدة والعربية السعودية ومصر والاردن والعراق وقطر التي قال انه سوف يتصل هاتفيا بأميرها مساء أمس ومع الرئيس الاميركي دونالد ترمب اليوم، معربا عن أمله في بذل هذه البلدان المزيد من الجهود لرأب صدع الفرقاء السوريين والمضي قُدما نحو تنفيذ التسوية السياسية تحت رعاية الامم المتحدة.
 
في هذا الاطار كان اعلان بوتين عن تقديره لما بُذل ويُبذل من جهود من اجل التحول الى عملية التسوية السياسية في سوريا، مشيرا الى أهمية اجتماع ممثلي المعارضة السورية في الرياض، قبيل إجتماعات جنيف في نهاية الشهر الجاري، ومؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي في مطلع ديسمبر المقبل.
 
وإذ أشار بوتين الى القمة المرتقبة التي سوف يعقدها غدا الأربعاء في سوتشي مع رئيسي تركيا وايران، فإنه قال إنّ ما تحقق في الاستانة ساهم بالدرجة الاولى في اقامة مناطق خفض التصعيد في سوريا وتقليص مساحات الخلاف بين الكثير من فصائل المعارضة، رغم اعلان عدد من قيادات الائتلاف الوطني – منصة الرياض، عن رفضهم المشاركة في اجتماعات الرياض وهو ما علقت عليه مصادر روسية بقولها "ان الائتلاف الوطني لم يثبت يوما على موقف موحد وهو الذي تغيرت قياداته اكثر من مرة ما يشير الى حالة الانقسام التي طالما اتسمت بها تحركاته وسياساته".
 
ومضى سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسية الى ما هو أبعد بقوله: "إن خروج الشخصيات المتطرفة من المعارضة السورية سيساعد على توحيدها".
 
وأشار الوزير الروسي الى "أن رياض حجاب جر فريقا من المعارضة إلى الاتجاه الخاطئ، وحاولوا أن يستخدموا أسلوب الإنذار مشترطين خروج الرئيس بشار الأسد، وهو ما يتعارض مع قرارات مجلس الأمن، التي تؤكد أن السوريين هم من يقررون مصير بلدهم".
 
تتالت عدة تعليقات حول لقاء سوتشي الذي جمع بين بوتين والأسد، وقالت مصادر دبلوماسية روسية إنّ اللقاء مع الاسد كان مقدمة مناسبة لما سوف يجريه بوتين من اتصالات ولقاءات يوجز من خلالها رؤيته للمشهد الراهن ولمسيرة التسوية السلمية، وموقفه من تنفيذ الاطراف المعنية لكل ما سبق وتوصلت اليه الجهود الدولية من نتائج وفي مقدمتها بيان جنيف والقرار 2254 الصادر عن مجلس الامن وبقية القرارات ذات الصلة الصادرة عن مشاورات جنيف والاستانة وموسكو.
 
ويتساءل الكثيرون عن مدى احتمالات التطرق الى مصير الاسد وموقعه على خريطة الجهود الرامية الى تنفيذ ما توصلت اليه الاطراف المعنية، في حين اكتفي بوتين بالقول إنه "بات من المهم الآن التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا، وأن الأسد مستعد للعمل مع كل من يريد السلام، والاستقرار"، فيما أعادت المصادر الروسية إلى الاذهان ما سبق وقاله الرئيس بوتين غير مرة حول أن هذه المسألة تظل خارج دوائر اتصالاته على اعتبار انها من صميم حقوق الشعب السوري، وانها أمر يتعلق بالسيادة، بما يعني ضرورة التركيز على مفردات الاصلاحات الدستورية والانتخابات الرئاسية والبرلمانية وخطوات المرحلة الانتقالية بموجب قرارات الشرعية الدولية.
 
هناك من يفكر فيما هو أبعد مدًى، ويتعلق الأمر بما قاله الرئيس بوتين حول ان انتهاء العملية العسكرية الروسية وسحق التنظيمات الارهابية في سوريا لا يعنى الاستقرار الكامل في المنطقة.
 
وكان بوتين اشار في هذا الصدد ايضا الى انه "من الواضح أن بعض الجيوب ما زالت قائمة، وأخرى قد تنشأ، وان هناك ما يكفي من المشاكل مع الإرهاب في العالم، وفي الشرق الأوسط، وفي سوريا على وجه الخصوص"، لكنه اكد في ذات السياق على "ان المهمة الرئيسية على وشك الانتهاء بالفعل، وسيكون من الممكن القول في المستقبل القريب جدا أننا قد نفذنا المهمة تماما"، معربا عن أمله " في الوصول الى نقطة النهاية في مكافحة الإرهاب في سوريا".
 
ومن هذا المنظور، حذرت مصادر رسمية روسية من احتمالات تسلل العناصر الارهابية الى المناطق المجاورة ومنها مصر وليبيا، بما يعيد الى الاذهان ما سبق وشهدته المنطقة من عمليات ارهابية وتخريب بعد انتهاء الحرب في افغانستان في نهاية ثمانينيات القرن الماضي.
الكلمات المتعلقة
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.