الأقباط متحدون - مشكلة الكنائس
  • ٢٣:١١
  • الجمعة , ١٠ نوفمبر ٢٠١٧
English version

مشكلة الكنائس

مقالات مختارة | بقلم:د. عماد جاد

٥٤: ٠٨ ص +02:00 EET

الجمعة ١٠ نوفمبر ٢٠١٧

د. عماد جاد
د. عماد جاد

 تُعد مشكلة بناء الكنائس وإصلاح وترميم القائم منها أحد أبرز مسببات التوتر الطائفى فى البلاد منذ عشرات السنين، وتفاقمت المشكلة مع تسلّم «السادات» للسلطة عام 1970، حيث جرى أول احتكاك بين الأقباط والسلطة فى عام 1972 فى مدينة الخانكة، عندما تصدت قوات الأمن لمنع الأقباط من الصلاة فى مكان غير مرخّص له ككنيسة، وهى الطريقة التى لجأ إليها الأقباط للتغلب على مشكلة عدم التصريح ببناء الكنائس، فكانوا يستخدمون منزلاً من المنازل أو قاعةً من القاعات للصلاة وممارسة الشعائر، وبمرور الوقت يتم تحويلها إلى كنيسة، ولكن من دون ترخيص، وهكذا حال أكثر من نصف الكنائس القائمة فى البلاد اليوم.

 

وكانت مشكلات الكنائس تحل على الدوام عبر علاقة ما بين رأس السلطة ورأس الكنيسة، ونتيجة مواقف محددة أو رغبة فى شراء المواقف، كان رأس السلطة يمنح رأس الكنيسة عدة تصاريح ببناء وإصلاح الكنائس، ومن ثَم استمرت العملية خاضعة لطبيعة العلاقة بين الرأسين. استمر الوضع هكذا منذ ثورة 1952 وحتى العام الماضى، ففى العام الماضى تقدمت الحكومة بمشروع قانون حول بناء وترميم الكنائس وكان متخماً بالألغام، الأمر الذى كشف مبكراً عن عدم وجود رغبة حقيقية فى حل هذه المعضلة، مر القانون بالأغلبية المطلوبة، ولم تصدر لائحته التنفيذية، وبدون لائحة تنفيذية لا يطبق القانون. استمر التوتر واستمر الصراع فى الأرياف والقرى عندما ينتشر خبر أن أقباط القرية يصلون فى بيت من البيوت لعدم وجود كنيسة، هنا تتحرك المجموعات باتجاه الهدف ويتم الاعتداء عليه ويتدخل بيت العائلة ليبرم صلحاً عرفياً من شروطه التزام الأقباط بعدم الصلاة فى المنزل.

 
تجددت الآلام والأحزان الأسبوع الماضى عندما ناقش مجلس النواب، وعلى مدار خمس ساعات كاملة، وفى حضور وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، مشاكل المساجد فى كل بقعة من بقاع مصر، كانت مناقشة بنّاءة، وكان نقاشاً راقياً، وكانت ردود وزير الأوقاف أكثر من رائعة، هذا المشهد دعانى لأن أطلب الكلمة وأطرح سؤالاً: إذا أردنا مناقشة مشكلات الكنائس نناقشها فين؟ ومع مين؟ ويظل السؤال قائماً ومطروحاً علينا بشدة لماذا لا تناقش مشكلات الكنائس وفق معايير موضوعية دون تهوين أو تهويل، ويجرى وضع قواعد عامة وتطبيقها لوأد الفتن المترتبة على هذه القصة التى باتت مملة بل سخيفة؟
 
إذا كان بمقدور مجلس النواب أن يُجرى حواراً ونقاشاً لمدة خمس ساعات لمعالجة مشكلات المساجد التى يزيد عددها فى مصر على مائة وعشرين ألف مسجد، فما الضير فى تخصيص جلسة لمعالجة موضوع الكنائس التى يصل عددها إلى نحو أربعة آلاف كنيسة؟ لكن السؤال سوف يظل إذا كنا ناقشنا موضوع المساجد مع وزير الأوقاف فمع مَن نناقش موضوع الكنائس؟ سؤال يظل بلا إجابة، لأن الدولة لديها قانون للمساجد وآخر للكنائس، الأول واضح جلىّ والمسئوليات فيه واضحة، والثانى مجمّد غير محدد المعالم، الفاعل الوحيد فيه هو الأمن الوطنى، لذلك سوف تستمر المشكلة قائمة، لأنه لا توجد إرادة للحل حتى هذه اللحظة.
نقلا عن الوطن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع