في مثل هذا اليوم...حرق "جمعية اصدقاء الكتاب المقدس "..فى الخانكه

 

 

والسادات ..يتراجع على الانتقام من البابا شنودة ....

 

كان الوقت صبااحا اول ايام عيد الفطر حين تلقت النيابة بلاغا بحريق نشب فى مبنى "دار جمعية اصدقاء الكتاب المقدس "..فى مدينة الخانكة بمحافظة القليوبية ..وتبين ان النار امتدت الى سقف الدار وهو من الاخشاب ..ولم تتوصل التحقيقات الى معرفة الفاعل....غير ان بعض الذين كانو يبيتون بالمبنى لحراسته قرروا للنيابة انهم شاهدوا اشخاصا يلقون زجاجات مشتعلة من الخارج ..ويعد هذا الحادث هو بدء مسلسل احداث الفتن الطائفية بمصر فى مستهل حكم الرئيس السادات ..
 

وتطور الحادث طائفيا ..فقد ارسل البابا شنودة عددا من الاساقفة والمطارنة مستقلين اتوبيسا قاصدين الخانكة..وترجلو على مشارف البلدة وتوجهوا فى موكب للكنيسة ..ليباشروا الصلوات 
 

على اطلال المبنى..وفى 12 نوفمبر 1972 كان مجلس الشعب يريد مناقشة الموضوع وبناء على طلب السادات شكل المجلس لجنة تقصى حقائق ويراسها وكيل مجلس الشعب الدكتور جمال العطيفى وعضوية النواب محمد فؤاد ابوهميلة والبرت برسوم والمهندس محب استينو والدكتور رشدى سعيد "عالم الجيولوجيا الراحل"..والذى يتحدث عن اعمال اللجنة فى مذكراته "رحلة عمر..ثراوات مصر بين عبد الناصر والسادات "..دار الهلال القاهرة قائلا:"ازعجت مسيرة الاساقفة والمطارنة رئيس الجمهورية ازعاجا شديدا ..خاصة انها جاءت بعد سنة واحدة من تنصيب قداسة البابا شنودة بطريركا على الاقباط ..وقيل ان الرئيس صمم على الانتقام منه ..ولكن بعض عقلاء الامة عملوا على تهدئة الموقف ..ونصحوا الرئيس بتشكيل لجنة تقصى حقائق قبل الاقدام على اى عمل ضد البطريرك وقبل الرئيس النصيحة"..
 

وعقدت اللجنة لقاءات مع كل الاطراف المعنية وحسب رشدى سعيد "ذرعنا مصر من سوهاج حتى الاسكندرية وقابلنا من قيل لنا انه من المبشرين وتحدثنا مع قسس الكنائس وشيوخ المساجد الاهلية الاسلامية والحكومية ومع مشايخ والطرق الصوفية ومع رجال الجمعيات الاهلية االاسلامية والمسيحية وعرفت فى هذه اللقاءات صورة الاخر الدينى فى الفلكولور الشعبى عند فقراء المدن والساكنيين على هوامشها ..فصورة الاقباط عند المسلمين هم انهم اثرياء ..وكنائسهم واديرتهم مليئة بالذهب ..وهم بخلاء يديرون الاقتصاد المصرى سرا ..وعددهم كبير فى اوظائف الحكومية وانهم متعصبون ولديهم خطط بعيدة المدى لتنصير مصر وبناء الكنائس فى كل مكان ..ولاتختلف صورة المسلمين كثيرا عند الاقباط وان كان الكلام عنا يتزايد عن الاضطهاد الذى يتعرضون له..والخطط التى تعد لافقارهم واذلالهم ومنعهم من ممارسة شعائرهم الدينية او الحصول على الوظائف..
 

رصد تقرير اللجنة تطور الاحداث حتى بلغت ذروتها يوم 12 نوفمبر قائلا ان اتوبيس سيياحة وسيارات خاصة واجرة يستقلها حوالى 400 شخص يرتدون الملابس الكهونتيه الخاصة بالقساوسة والماسة اتجهت الى الخانكه ونما الى علم السلطات ان مجمع الكهنة قرر اقامة الصلوات يوم الاحد فى مقر جمعية دار الكتاب المقدس والتى يتخذها الاقباط فى المدينة ككنيسة لهم ..واستوقفتهم قوات امن القليوبية عند قرية "القلج"..على طريق الخانكة ..لاثنائهم عن عزمهم والاكتفاء بعدد محدود منهم ولكنهم صمموا فاتخذ الامن احتياطاته الللازمة..
 

سار موكب ال (400 ) فى موكب طويل مرددين التراتيل الدينية يتقدمهم القساوسة وثبتوا فى مقر الحادث مكبرات الصوت واتموا القداس على مرتين ليتسع للجمع الغفير ..ثم انصرفوا دون اى حوادث ..ونسب بعض الغلاة منهم تفوههم بعبارات غليظة احتجاجا على ماوقع فى يوم 6 نوفمبر وتصويره على انه عداء طائفى تراخت الدولة فى مواجتهه..
 

وقال التقرير "انه حينما عاد شباب المدينة المسلمين فى المساء اعتبروا ماحدث تحديا لهم ..فاجتمعوا فى مسجد السلطان الاشرف بالمدينة ومعهم الشيخ "زيد الصاوى البدرى "..امام المسجد ثم توجهوا الى مركز الشرطة فى مسيرة تكبر بالله ..والى مقر الاتحاد الاشتراكى "التنظيم السياسى الرسمى "..وفى مرورهم على حانوت بقال يدعى غالى انيس بشاى",..دوت طلقات نارية نسب البعض اطلاقها الى هذا البقال الذى تبين انه يحمل مسدسا مرخصا به..وان كان لم يرد فى التنقرير الطب الشرعى مايقطع انه اطلق نار منه حديثا..

 

اشعل البعض النار فى مسكن البقال كما تعرض للسرقة وامتد الامر الى مساكن "انيس بشاى,وحليم نعمة الله ..ورزق صليب عطية ...وتحطم زجاج صيدلية الدكتور كامل فهمى اقلاديوس ثم توجه المتظاهرون الى جمعية اصدقاء الكتاب المقدس واشعلوا النار فى احدى حجراتها واصيب 3 اشخاص بينهم اثنان من المسلمين باصابات بسيطة..!!