الأقباط متحدون - اختيارات تبرير الوجود
  • ٢٢:٣٦
  • الأحد , ١٥ اكتوبر ٢٠١٧
English version

اختيارات تبرير الوجود

مقالات مختارة | بقلم نيوتن

٤٠: ٠٦ م +02:00 EET

الأحد ١٥ اكتوبر ٢٠١٧

نيوتن
نيوتن
كل إنسان له الحق فى الوجود. وكل مجموعة لها الحق فى تحقيق وجودها والإعلان عنه. من حقهم أن يبحثوا عن وسيلة لتحقيق ذلك. الأطفال مثلاً يعبِّرون عن وجودهم بإصدار أكبر قدر من الضجيج.
 
للدول أيضاً اختياراتها فى طريقة ووسائل تحقيق وجودها.
 
هناك دول موجودة بالفعل. متحققة. لديها مقومات الدولة. دول أخرى تبحث عن تبرير لوجودها. تستخدم فى ذلك وسائل مختلفة. يقبلها البعض. يرفضها البعض الآخر. كونها وسائل لا تتفق والقيم العليا أو الفطرة السليمة. لكن تبقى هذه الوسائل اختيارات لنظام كل دولة.
 
قطر مثلاً. ليس لديها مقومات الدولة. تبحث عن وسيلة لإثبات وجودها. حتى لو كانت هذه الوسيلة تؤدى إلى احتضان وتمويل جماعات تدعو للإرهاب. سعياً لاكتساب أهمية.. هذا اختيار.
 
أطلقت قناة الجزيرة. قناة تستهدف الدول العربية يميناً ويساراً. تعبث بأمنهم الوطنى. تجد فى هذا وسيلة للوجود. لتحقيق الأهمية.. هذا أيضاً اختيار.
 
أما الغاز والمال فهو موجود لدى دول كثيرة. موجود لدينا فى حقل «ظهر» وغيره من اكتشافات. لكن قبل كل هذا. توجد لدينا مقومات الدولة. أما قطر ففيها الغاز. وحتى الآن هى تبحث عن مقومات الدولة. رغم ذلك فكل اختياراتها جانبها الصواب.
 
كان من الممكن أن تحقق قطر الوجود والاعتبار بأياديها البيضاء على الدول العربية. هذا لو اعتُبرت من الدول العربية. لتوجَّهت لدولها الشقيقة تستثمر فيها. قبل أن تتوجَّه لشراء الفنادق والمتاجر وبيوت الأزياء. كان يمكنها أن تقوم باستثمارات فى الدول العربية. حتى ولو كانت فى السودان أو غيرها من الدول. تعود بالنفع المادى عليها. وعلى كل من جاورها. عملاً بمقولة «فاسقوا زرعكم ولا تُحْوجوه لماء الآخرين».
 
كان من الممكن أن تتبنى مشروعات إنسانية تحقق لها قيمة ومكانة.. إذن يبقى الأمر فى النهاية مسألة اختيار.
 
كيف تعلن دولة عن وجودها؟ كيف تبرره؟
 
لذلك لا تتعجب أنها حاولت الحصول على منصب مدير اليونسكو. مهما كلَّفها هذا من مال. ولاسيما أن هناك دولاً تقبل أن تبيع أصواتها.
 
فى النهاية تبقى مسألة الاختيارات هى الحاكمة لمسارها. قد تختلف هذه الاختيارات عندما ينتقل الحكم فى قطر لنظام قادم.
 
لذلك؛ فقبل أن ننظر إلى قطر بضيق وضجر. يجب علينا أن ندرك ما يدفعها إلى كل ذلك.
نقلا عن المصري اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع