الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. وضع حجر الأساس لمبنى الكنيست الإسرائيلي في تل أبيب
  • ١٢:٣٣
  • السبت , ١٤ اكتوبر ٢٠١٧
English version

فى مثل هذا اليوم.. وضع حجر الأساس لمبنى الكنيست الإسرائيلي في تل أبيب

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٤٢: ٠٨ ص +02:00 EET

السبت ١٤ اكتوبر ٢٠١٧

الكنيست الإسرائيلي
الكنيست الإسرائيلي

فى مثل هذا اليوم 14 اكتوبر 1958 م.. وضع حجر الأساس لمبنى الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي في تل أبيب
في عام 1949, السنة الأولى من قيامها, تنقلت الكنيست بين عدة مباني في القدس وفي تل أبيب, وفي آذار 1950 وضعت مكان سكنها في بيت فرومين في مركز مدينة القدس – وهو مبنى أقيم ليشكل بنكا للأعمال المصرفية وتم تغييره ليتماشى واحتياجات البرلمان الإسرائيلي. كان من المفروض أن تستخدم الكنيست بيت فرومين كمكان سكنها لمدة قصيرة, ولكن بسبب استمرارية مراحل اتخاذ القرارات, والتخطيط وبناء مقر الكنيست الدائم, بقت الكنيست في ذلك المبنى الصغير الحجم في شارع الملك جورج لمدة تزيد عن 16 عاما.

وفي عام 1957 فاز المعماري يوسف كلَرْواين في المنافسة لتخطيط مقر الكنيست في جبعات رام, ولكن المبنى الذي أُفتتح أخيرا كان متغايرا تماما عن المبنى الذي اقترحه يوسف كلرواين في المنافسة, إذ كان بالفعل ما أنتجه شتى المعماريين الذين عملوا خلال تسع سنوات على مشروع التخطيط والبناء, ومن بينهم المعمار ي دوف كرمي وابنه رام. وتم

تم تدشين المبنى في 30 أغسطس 1966, وفي اليوم التالي بدأت الكنيست تعقد جلساتها فيه.

في الكتب الدراسية التي تصف عمل الكنيست ومكان سكنها هنالك ادعاءات تقول إنَّ المخططين أرادوا إقامة مبنى شبيه بالأكروبوليس اليوناني. بالفعل, لم يكن لدى القيمين على إعداد المخطط للمبنى قبل المنافسة أي فكرة أيا كانت حول شكله الخارجي, والنتيجة – شبه هجين معماري – بدت شبيهة بصورة عجيبة بمبنى السفارة الأمريكية في أثينا, الذي خططه المعماري صاحب أسلوب "الباوهاوس" المشهور وولتر جروبيوس, والذي يُعد بمثابة نموذج متأخر من الأسلوب الدولي.

لمبنى النهائي هو مربع الشكل, مكتنف بالأعمدة من كل جهة, بدون ساحات داخلية; لا تقع قاعة الكنيست في مركزه وإنما في جهته الشرقية; وفي المساحة الواقعة غربا عن قاعة الكنيست توجد قاعة لاستقبال الضيوف وإقامة الطقوس والمراسيم. يعود اسم تلك القاعة (قاعة شاغال) إلى الأعمال الفنية من صنع الفنان اليهودي مولود روسيا مارك شاغال.

في إحدى مراحل التخطيط تقرر أن الدخول للمبنى سيتم من الجهة الجنوبية للمبنى, عبر درج فخم يؤدي إلى أبواب الكنيست من شارع روبين. ولكن لوجود مخاوف لدى قيادة الأركان العامة من شن القصف المدفعي الأردني من جهة الجنوب باتجاه الدخول للمبنى, تم تغيير باب الدخول للكنيست إلى جهة المبنى الشمالية.

في عملية إنشاء المبنى تم استخدام الكثير من الاسمنت المكشوف في داخل وخارج المبنى, كما سافر أحد المهندسين في مهمة خاصة إلى خارج البلاد لدراسة طريقة استخدام الاسمنت - التي كانت رائجة حينها في سنوات الستين من القرن العشرين. ومن أجل مراعاة أنظمة البناء الصادرة عن بلدية القدس, تم جلب الأحجار المائلة إلى الحمرة ("ميزي يهودي") من الجليل وبالتالي دمجها في جدران المبنى الخارجية. يصح أنه عندما حُفِرَت أسس المبنى عُثِرَ في المكان على كميات كبيرة من أحجار الـ"ميزي يهودي" المائلة إلى الحمرة, ولكن عملية استخراج الأحجار كانت بطيئة وغالية أكثر من اللازم, والقرار باستخدام المتفجرات من أجل ذلك أدت إلى تفتيت الأحجار مما جعلها غير قابلة للاستخدام للتغطية. وفي غضون السنين تم تلوين جدران الاسمنت المكشوف في داخل المبنى, وفقط في قاعة الكنيست ما زال بالإمكان مشاهدة سقف الاسمنت المكشوف الأصلي.

تم التصميم الداخلي للمبنى من قبل المصممة المعمارية دورا غاد. إستخدمت غاد الكثير من اللوحات الخشبية لتغطية الجدران في قاعة الكنيست, وفي جل المناطق العامة وفي غرف اللجان البرلمانية. كانت تشكيلة الألوان التي تم استخدامها تميل إلى الألوان الفاتحة. وبدافع الرغبة في الحفاظ على الشعور بالبساطة داخل المبنى تم تبليط فراغات قليلة فقط – ومنها قاعة شاغال – بالأحجار المصقولة, وفقط في سنوات التسعين المتأخرة أضيفت أحجار البلاط المصقولة لفراغات إضافية, حيث المناطق التي كانت مبلَّطة بأحجار البلاط العادي أو باللينوليوم (مشمع أرضية) - تمت تغطيتها بالسجاجيد أو بالمسطحات الشبيهة بخشب البركيه.

بالإضافة إلى سجاجيد الحائط, وصور الفسيفساء الجدرانية والأرضية, التي توجه رئيس الكنيست الأول يوسف شبرينتساك إلى شاغال بطلب صنعها خصوصا لقاعة التشريفات, توجهت دورا غاد – كما رأته هي وحدها تقريبا من المناسب – إلى فنانين إسرائيليين وفنانين من صفوف القادمين الجدد إلى البلاد, بطلب صنع شتى الأعمال الفنية من أجل زخرفة وتزيين أقسام مبنى الكنيست الخارجية والداخلية. من بين هؤلاء الفنانين البارزين الذين توجد أعمالهم في المبنى يُشار إلى: دان بن شموئيل, شراغا قايل, دافيد بالومبو, حافا كاوفمان, موشيه كاستيل, داني كرافان, رؤوفين روبين وبوقي شفارتس.

ومن الناحية المعمارية الفراغات الأكثر اهتماما في المبنى الأصلي هي قاعة الكنيست, قاعة شاغال, المكتبة, غرفة الحكومة وغرف اللجان البرلمانية.

إحدى ميزات قاعة الكنيست هي طوله – ثلاث طوابق. توجد مقاعد أعضاء الكنيست في القسم الأسفل من القاعة وفي وسطه طاولة الحكومة الشبيهة بشكل الحذوة, في حين توجد مقاعد أعضاء الكنيست بغير أعضاء الحكومة عن يمن طاولة الحكومة وعن يسارها ومن خلفها. في مقدمة القاعة - هناك المنصة, ويجلس عليها خلال جلسات الكنيست رئيس الكنيست أو أحد نوابه, سكرتير الكنيست أو أحد نوابه, ومختزلة برلمانية. يلقي الخطباء الكلام من فوق منبر الخطابة. وفي ظهر المنصة حائط من تصميم النحات داني كرافان تحت عنوان: "القدس السماوية والقدس الدنياوية". وقام بنحت أحجار الحائط عدد من النحاتين المقدسيين في غضون تسعة أشهر وحسب تعليمات من كرافان.

كذلك, قام كرافان بتصميم السقف المعلق ذي اللوحات الخشبية الاثتنا عشرة, بعد أن تقرر بدافع الجمال ووضوح السمع إضافة سقف آخر معلق للسقف العالي الذي خططه كلارواين. استهدف التخطيط الأصلي أن يشكل الضوء الطبيعي - الذي سيدخل القاعة عبر النوافذ الكثيرة الموضوعة من تحت سقف قاعة الكنيست – مصدرا رئيسيا لإضاءة القاعة, ولكن سرعان ما اتضح أن هذه الفكرة ليست جيدة, مما أدى إلى تعتيم تلك النوافذ. ..!!