الأقباط متحدون - ثقافة الغيبيات أين عقلي؟
  • ٢٣:٣٥
  • الجمعة , ١٣ اكتوبر ٢٠١٧
English version

ثقافة الغيبيات "أين عقلي؟"

مقالات مختارة | القس بولس حليم

٣٠: ٠٦ م +02:00 EET

الجمعة ١٣ اكتوبر ٢٠١٧

 القس بولس حليم
القس بولس حليم

جاءت فتاة وبصحبتها شاب وسألت الأب الكاهن عن رأيه في قرار ارتباطها بهذا الشاب؟! فضحك الكاهن لأنه لا يعرف الشاب وقال للفتاة: أنا أستطيع أن أخبرك كيف تختارين شريك حياتك، ولكن لا أستطيع أن أخبرك من هو الذب تختارينه، فالقرار في هذا لك وحدك.

وأتذكر أيضًا أن فتاة جاءت ومعها ورقة فيها صلاة للعذراء، ومكتوب فيها إذا لم تكتب هذه الصلاة ١٣ مرة ربنا هيعمل فيك...!! وعلى هذا المنوال أشياء كثيرة تحدث نأخذها بطريقة ليست إيمانية وليست عقلية.. أين العقل؟!

وهنا يدور في ذهني عدة تساؤلات وهي:
أولًا: لماذا خلق الله العقل للإنسان؟ إن العقل هو عطية إلهية للإنسان، وقد خلقنا الله على صورته في أمور كثيرة منها العقل والحكمة.

 وهى إحدى المميزات التي يتميز بها الإنسان عن بقية الكائنات.. «لا تكونوا أولادًا في أذهانكم، بل كونوا أولادًا في الشر، وأما في الأذهان فكونوا كاملين» (١ كو ١٣:١٤).

ثانيًا: لماذا يستخدم الإنسان - في أغلب الأحيان- كل أعضاء جسمه بصورة متزايدة إلا العقل يستخدمه عند اللزوم أو على ما تفرج إن شاء الله؟! لأن التفكير عمل شاق، وإعمال العقل يضع الإنسان في موضع المسئولية ليكون مسئولًا عن قراراته.

 وفي عالم تسوده المشاكل والضيقات والآلام، يتطلع دائمًا لأن يلقي بالمسئولية على شخص آخر يحملها بدلًا منه.

إذن هناك أناس يتطلعون لأن يجدوا قادة يفكرون بدلًا منهم، ويأخذون لهم القرارات، ويقودونهم في رحلة الحياة، لأن هذا أمر مريح، ولكنه غير صحيح.
ثالثًا: ما الحل؟ لا بد أن نعي هذه الأمور ونحولها إلى سلوك.

١ - لا بد أن نعي جيدًا أن الإيمان لا يلغي العقل، لأن العقل وزنة من الله نستخدمها للإبداع والابتكار لمجد الله، فهل تعلم أن الله أودع في الإنسان حوالي ٦٠٠ موهبة أي أنه يمكن أن يكون عالم فضاء وبطلًا رياضيًا وفنانًا عالميًا.. إلخ، وهذا في حالة أنه قرر إعمال عقله.

٢ - المعجزات في المسيحية هدفها الرئيسي، الكشف عن محبة الله، وليست مجرد استعراض للقوة أو عدم احترام للعقل.

٣ - عدم استعمال العقل يعد قصورا في استثمار ملكاتك ووزناتك التي حباك بها الله، فلا بد أن نفكر.. ونفكر.. وأعلم أنه: إذا كان لك عقل يلاحظ ويحلل ويفكر سيكون لك قلب كله أمل وثقة بالنجاح عندئذ ستكون لك رغبة أكيدة في العمل وإثبات الذات.

٤ - عدم استعمال أحد أعضاء الجسد يجعله ييبس ولذلك عدم استعمال العقل يجعل المخ ييبس.

٥ - الفكر المسيحي متصالح مع كل الفلسفات الإنسانية الراقية قبل المسيحية وبعدها.

٦ - الفكر المسيحي يحترم إنسانية الإنسان، وعقله، وحريته، واختياراته.

لذلك لا بد أن نحترم إنسانيتنا، ونضع تفكيرنا في يد الله، حتى نستثمر مواهبنا لمجد الله، ويكون لحياتنا معنى جميل نعيش به لنا وللآخرين.
نقلا عن البوابة نيوز

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع