الأقباط متحدون - فرحة المصريين
  • ١٧:٣٨
  • الثلاثاء , ١٠ اكتوبر ٢٠١٧
English version

فرحة المصريين

مقالات مختارة | بقلم : د. عماد جاد

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١٠ اكتوبر ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 نجح المنتخب الوطنى لكرة القدم فى حسم موقعة الكونغو وتأهل لنهائيات كأس العالم التى ستقام فى روسيا العام المقبل، نجح المنتخب الوطنى فى كسر عقد ثمانية وعشرين عاماً فشلنا على مدارها فى التأهل للنهائيات، تحقق الصعود بالجهد والعرق والدموع بل والدم، تحقق النجاح بجيل من شباب المصريين نجحوا فى فرقهم الوطنية وتخطوا حاجز الثقافة واللغة وكتبوا قصص نجاح فى دوريات عديد من الدول الأوروبية، تحقق النجاح أيضاً على يد مدرب قدير عشق مصر والمصريين، فبذل من الجهد والعرق ووظف قدرات لاعبيه لتحقيق الهدف المنشود، هو الأرجنتينى هيكتور كوبر والفريق العامل معه، تحمل الكثير من النقد اللاموضوعى، وتعرض لحملة تشويه من أعداء النجاح وغير المتخصصين، لدرجة أن مذيعة جاهلة ترجع تأخر التأهل إلى أن الرجل لا يقرأ الفاتحة مع لاعبيه، وطالبت بمدرب وطنى يقرأ الفاتحة مع لاعبيه فيحقق الانتصار، مثل هذه العقليات التى تعيش بيننا لا تقل خطورة عن المتآمرين على بلدنا، فهى تنسب الإنجاز والإخفاق إلى الغيبيات وتنشر روح التواكل والخرافة، بينما القضية تخضع لمقاييس علمية بحته لا علاقة لها بدين أو ميتافيزيقا، فالله يكافئ المرء على ما يبذل من جهد وعرق وأخذ بالأساليب العلمية فى التدريب والاجتهاد. تحمل الرجل كل ذلك صابراً، وأعد لنا فريقاً صعد إلى نهائيات الأمم الأفريقية بعد ثلاثة إخفاقات متتالية ووصل إلى المباراة النهائية، وواصل العمل ونجح فى قيادة هذا الجيل من المصريين للوصول إلى نهائيات كأس العالم بعد إخفاق سبع مرات متتالية منذ تأهلنا عام 1990.

 
توقفت الحياة فى مصر منذ منتصف نهار يوم المباراة الحاسمة أمام الكونغو التى ودعت المنافسة مبكراً، زحفت الجماهير نحو ستاد برج العرب واشتغلت الاستوديوهات التحليلية منذ الصباح الباكر، وعاد جمهور الكرة من الطبقة الوسطى بتقاليعه الرائعة للمشاركة، ونجحت قناة «أون سبورت» فى الفوز ببث المباراة، ومكنت الشعب المصرى من مشاهدة المباراة، وهى خطوة ناجحة للغاية وتحسب للقائمين على القناة والدولة المصرية. أما عن المباراة فكادت أن تفسد فرحة المصريين وتلاعبت بأعصابهم بعد أن خطف المنتخب الكونغولى هدفاً قبل نهاية الوقت الأصلى بدقيقتين، أصابت الصدمة المصريين وانخرط شباب فى البكاء، والوجوم على وجوه الجميع، فغالبية المصريين فى المدن شاهدوا المباراة جماعة على الكافيهات، إلى أن جاء الفرج بضربة جزاء صحيحة فى الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع وسجل منها الرائع محمد صلاح هدف الفوز وهدف الصعود إلى نهائيات كأس العالم فى روسيا، وما أن أطلق الحكم صافرة نهاية المباراة حتى خرج المصريون إلى الشوارع حاملين أعلام بلدهم فرحين بالإنجاز سعداء بصعود فريقهم القومى إلى نهائيات كأس العالم، وكانت فرحة حقيقية من القلب لم يفرح المصريون مثلها منذ سنوات طويلة، وجاءت بعد سنوات عجاف حزن فيها المصريون كثيراً وعانوا أكثر إلى أن استردوا بلدهم وصانوا هويتهم واستعادوا استقرارهم.. مبروك لمصر والمصريين ومزيد من النجاح لبلدنا بالعلم والعمل الجاد والجهد الشاق.
نقلا عن الوطن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع