الأقباط متحدون - بناقص معرض الدوحة
  • ١٠:٥٠
  • السبت , ٩ سبتمبر ٢٠١٧
English version

بناقص معرض الدوحة

مقالات مختارة | حمدي رزق

٠٨: ٠٢ م +02:00 EET

السبت ٩ سبتمبر ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

ولو مجاناً، مقاطعة معرض الدوحة للكتاب فرض عين على الناشرين المصريين، لا يحتاج الفرض الوطنى لتعليمات فوقية، والوطنية لا تقبل القسمة على اثنين، ومن يشارك لا يلومن إلا نفسه، المقاطعة الثقافية وجوبية لدويلة لم ترعوِ لعروبة ولا أخوة، ولم تدخر جهداً فى التخريب والترهيب، وأنفقت على مخططات الإرهاب إنفاق من لا يخشى الفقر.

قرار الاشتراك فى معرض الدوحة للكتاب ليس اختيارياً، ورفض الاشتراك واجب تحتمه المصالح الوطنية المصرية، كيف يكافئ ناشر مصرى النظام القطرى ويشارك فى معرض ثقافى فى دويلة تمول الإرهاب الذى يسفك دماء أبنائنا من الجيش والشرطة، وتأوى عناصر إرهابية هاربة من القضاء المصرى، فضلاً عن تمترس مفتى الإرهاب يوسف القرضاوى الذى يفتى بتكفيرنا من قاعدته فى الدوحة.

بناقص معرض الدوحة، وأعلم أن الإغراءات القطرية يسيل لها اللعاب، والدوحة مستعدة لشراء المشاركات ومقابل الكتب أيضاً كما تشترى كل شىء، ولكنها مشاركة مثل عدمها، لا تسمن ولا تغنى، معرض الدوحة لا يمثل حتى جناحا فى معرض القاهرة الدولى، وفى الأصل هو حلقة من حلقات الاستلاب القطرى لكل ما هو مصرى معترف به دولياً، كيف يقام معرض فى دويلة إسهامها فى سوق النشر لا يكاد يذكر بين العواصم العتيدة، ومعرضها يشترى مشاركات حتى تحجز لنفسها مكاناً فيما لا تجيده.

ألمح من بين السطور المنشورة حديثاً مخاتلاً عن الثقافة وما علاقتها بالمواقف السياسية، والكتب وما صلتها بالمقاطعة العربية، وهذا من قبيل الكلام الساكت، إذا لم يتماهَ المثقف مع مواقف وطنه العادلة فمتى يقف ويقول «مقاطع»، هل يتسامح مثقف مصرى مع المخططات الإرهابية القطرية لتخريب وطنه، وسفك دماء شبابه، وترويع الآمنين، والتآمر على المصالح السياسية والاقتصادية إقليمياً ودولياً، متى كانت قطر دولة طبيعية حتى تأنسوا إليها؟!، هذه دويلة شريرة تتأبط شراً.

الدوحة تتبضع دوراً ثقافياً على حساب الثقافة المصرية، ترسم نفسها عاصمة ثقافية بمعرض يقام سنوياً فى دولة تعدادها لا يجاوز تعداد زوار معرض القاهرة الدولى فى يوم واحد، إذا قاطعتم كشفتم الزيف القطرى، تميم يود لو يرسم نفسه أميراً للثقافة العربية بفلوسه، وكما يشترى فانلات أندية كرة القدم الأوروبية يشترى كتب دور النشر ليغسل اسمه الملوث بدماء الأبرياء.

ماذا تنتظرون من أمير تآمر على مصركم، هل تكافئون الأمير الذى هدد أمن المصريين، وتدخل فى شؤونهم الداخلية عبر أبواقه الإعلامية (الجزيرة وأخواتها التركية) إذا لم ترعووا لصالح وطنكم، كيف ترسمون أنفسكم أصحاب رسالة ثقافية؟ الثقافة ضد الإرهاب، إذا لم تعبروا عن رفضكم بمقاطعة هذا المعرض، متى تعبرون عن غضبة الثقافة المصرية؟..

أعلم أن الإخوان اخترقوا سوق النشر منذ زمن بعيد، ويوماً ما كان اتحاد الناشرين فى قبضة الإخوان، وستضغط الخلايا الإخوانية النائمة فى سوق النشر لتمرير المشاركات بشكل فردى، وعليه أنتظر قراراً حاسماً معلناً على الكافة من اتحاد الناشرين المصريين بمقاطعة هذا المعرض، ورفض المشاركات القطرية فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، وإلزام الأعضاء بالمقاطعة، ومن يشارك يتم حذفه من قوائم الناشرين المصريين لأنه خلية إخوانية نائمة.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع