الأقباط متحدون - القافلة تسير والإخوان تنبح
  • ١٤:٣٥
  • الاثنين , ٢٢ يوليو ٢٠١٣
English version

القافلة تسير والإخوان تنبح

٤٩: ١٠ م +02:00 EET

الاثنين ٢٢ يوليو ٢٠١٣

بقلم : عزت بولس 
 
بعد مرور أسابيع على صحوة 30 يونيو الرائعة التي استطاع شعب مصر العريق بواسطة "استمارة تمرد" التخلص من الاستعمار الاخوانى الذي أضر خلال سنة من احتلاله لمصر بشكل  لم يجرؤ المستعمر الانجليزي إحداثه خلال 72 عام من احتلال مصر.
 على عكس من ينتمون للفكر الشمولي، لم يقم الانجليز بأي محاولة لضرب الهوية المصرية، بل شجعوا بعثات كثيرة ومولوها للبحث عن الآثار المصرية، ولعل اكتشاف مقبرة الفرعون الصغير توت عنخ آمون ،كانت إحدى دلالات عظمة مصر الفرعونية، وفخر الانجليز في المشاركة بكشف إحدى دلائل ماقدمته الحضارة المصرية الفرعونية للعالم، ولا يغفل التاريخ تقيم ثلاث سنوات قضتها حملة نابليون على مصر ،وما أدى إلى حدوث طفرة ثقافية أخرجت مصر من ظلمات الحكم التركي لمصر الحديثة ، وكم ساهم شامبليون في اكتشاف وفك طلاسم اللغة المصرية القديمة،لتبقي الجينات الفرعونية متغلغلة فى خلايا أبناء الشعب المصري.
 
ليجيء الإخوان إلي السلطة بعد أكثر من 80 عام، بعد محاولات استخدموا فيها كل الطرق الخسيسة الدنيئة  لخداع الشعب المصري، تارة "بلعب" دور "المعذبون في الأرض" من قبل حكام مصر الطغاة من وجهه النظر الإخوانيه - حقبة عبد الناصر واحده من المراحل التي يكرهها الإخوان على الإطلاق- حيث استطاعوا استغلال طيبة الشعب المصري، في استجداء الشفقة  بنشر أساطير تعذبيهم- أي الإخوان -  في السجون وخداع البسطاء ،ومدعى حقوق الإنسان المتاجرين بقضايا وهمية. 
 
ولم يفطن خليفة السادات عن خسة ودناءة سياسيات الإخوان، على الرغم من انه عاصر وحشية تخلص الإخوان من الرئيس السادات بعد أن فتح لهم أبواب السجون، ليخرجوا ويشعوا في ارض الكنانة أفكارهم الفاسدة، فكان رد الجميل بقتله ودليل الخسة تمثل في دعوة قتلة السادات احتفالات "مرسى" بذكرى خرب أكتوبر، ولم يتعظ مبارك بل اعتقد انه يستطيع استعمالهم كأداة لإثارة فزع الأمريكان من خطورة المد الاسلامى، لتحقيق مشروع التوريث المرفوض من قطاعات كبيرة من المصريين ، في وقت كان الأخوان والأمريكان يخططون للتخلص منه لتمكين الإخوان.
 
 لم يفطن مبارك  إلى الخدعة الكبرى ولم يسعفه ذكائه، رغم تحذيرات كثيرة من أجهزة  المخابرات المصرية، لتهب  رياح 25 يناير 2011 بما يشتهى الإخوان، واستطاعوا أن يوظفوا الدين للوصول إلى إغراضهم، وبطيبة المصري من ناحية  وسماحته من ناحية أخري ، أعتقد بعضهم بوجوب إعطائهم – أي الإخوان – الفرصة في الحكم ، فربما يبولوا بلاءًا حسنًا عن ذي قبل. 
 
وبعد تمكنهم من السلطة- الإخوان -  قاموا بهمة فائقة ومحاولات سريعة كطلقات الرصاص للتفريغ المصري من هويته،ولم يستمر الحال طويلا حتى سقط القناع الاخوانى الملتحي بالدين وانكشفوا وظهروا على حقيقتهم ،متخلين عن كل ما أسموه وما أدعوا أنه قيم للوصول إلى غرضهم في ترسيخ ما يسمي دوله الخلافة، فهرولوا للتطبيع مع إسرائيل والتسارع لتلبيه كل متطلباتها حتى يضمنوا ولاء أمريكا ومساندتهم لهم، وتناسوا شعارهم "ع القدس رايحين شهداء بالملايين " .
 
الجميل أن حيلهم – الإخوان-  لم تنطلي حيلهم طويلا على المصري بعبقريته المتأصلة في جيناته الفرعونية،  واكتشف وبسرعة خطورة وجود الإخوان على قمة السلطة،ومواصلة تخريب مصر وتفريغها من هويتها المصرية الحقيقية . 
 
والآن يتوارى زعماء الإخوان في "إشارة" رابعة العدوية في حماية عدد من أنصارهم أو بمعنى أكثر دقة  بعدده الألف من أنصارهم أو بالتعبير الأصح المؤجرين لدعم وهم ما برؤوسهم فقط  يسمونه "الشرعية".
 
بالطبع يعي من يتصدر المشهد من زعماء  الإخوان جيدًا إنهم مطلوبون لمحاسباتهم، عما اقترفوه من جرائم بحق مصر والمصريين ،ولأن القصاص لأفعالهم الإجرامية طوال مدة حكمهم بانتظارهم ،فهم لذلك  يوظفون كل ما يملكوا من أوراق حتى يخرجون بأقل خسائر ممكنة وأقل قصاص يستحقونه، غير مدركين أن طول بقائهم يؤدى بهم إلى اقتراف مزيد من الإخفاقات التي يعاقب عليها القانون.
 
يا إخوان رابعة العدوية القافلة تسير بمصر إلى المستقبل وانتم "تنبحون" دون جدوى، فمزيد من العواء يؤدى إلى مزيد من إدراك البقية الصغيرة الباقية ممن يعتقدون بأفكاركم بالعزوف عنكم،كفى فسادًا في أرض الكنانة ،وعليكم بالاعتراف بأنكم جماعة فاشلة وقد حان وقت زوال أفكارها للأبد من مصر.