الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم...منزيس رئيس وزراء استراليا
  • ٢١:٥٥
  • الأحد , ٣ سبتمبر ٢٠١٧
English version

فى مثل هذا اليوم...منزيس رئيس وزراء استراليا

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٥٢: ١٠ ص +02:00 EET

الأحد ٣ سبتمبر ٢٠١٧

منزيس رئيس وزراء استراليا
منزيس رئيس وزراء استراليا

 فى مثل هذا اليوم 3 سبتمبر 1956 ..

 ..فى القاهرة لبحث تأميم القناة وعبد الناصر :
 
"لست مستعدا لقبول رجل يتصرف مثل بغل استرالى"...
 
سامح جميل

كانت الإضرابات والمظاهرات تعم الوطن العربى تأييدا لقرار جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس «26 يوليو 1956» وفى 16 اغسطس 1956 أنعقد «مؤتمر لندن» ، ودعت إليه بريطانيا وفرنسا وأمريكا، وذلك فى محاولة لتكوين جبهة دولية ضد قرار التأميم، وإجبار عبدالناصر على العدول عنه، وتدويل القناة، أى عدم خضوعها للسيادة المصرية.بمشاركة 24 دولة بحرية ..فى غياب مصر..وتقدم «دالاس» وزير الخارجية الأمريكى بمشروع ينص على أربعة بنود أهمها: إنشاء مجلس إدارة دولى لتشغيل وصيانة وتطوير القناة وتوسيعها، ويقوم مجلس الإدارة بعمل تقارير دورية للأمم المتحدة.
 
كان خلاصة مشروع «دالاس» تدويل قناة السويس تحت ادعاء إبعادها عن سياسة أى دولة، وفى مقابل هذا المشروع تقدم الاتحاد السوفيتى بمشروع مضاد شاركت فى صياغته بعض الدول الصديقة لمصر، وانقسم المؤتمر وطالت مناقشاته سبعة أيام متواصلة..و«طرح سلوين لويد مشروع دالاس للتصويت على عكس ما تم الاتفاق عليه من إجراءات فى البداية، ونال 18 صوتا وأصبح بذلك مشروع الأغلبية،واقترح دالاس أن يكلف المؤتمر وفدا يمثل الأغلبية تشترك فيه وفود خمس دول يسافر إلى مصر لكى يعرض عليها مشروع الثمانية عشرة دولة لإدارة قناة السويس، وتقدم وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا باقتراح اسم «روبرت منزيس» رئيس وزراء أستراليا لكى يرأس بعثة الخمسة إلى مصر، وكانت الدول الخمس التى وقع عليها الاختيار هى، الولايات المتحدة، أستراليا، إثيوبيا، إيران، السويد،رد عبد الناصر من القاهرة ببيان قال فيه: «إنه لا يطلب مجىء اللجنة، وإنما سيعطى تعليمات للسفارة المصرية فى لندن، لأن تعطى أعضاءها تأشيرة دخول إلى مصر، إذ ا هم تقدموا بجوازات سفرهم، وقررت اللجنة أن تسافر إلى مصر، فعلق عبد الناصر بأنه يوافق على استقبال اللجنة فى القاهرة على أن يكون واضحا أن اجتماعه بأعضائها لا يقيد مصر بأى شىء. ووصل الوفد الى القاهرة ..
 
قال رئيس الوزراء الاسترالى "منزيس "..للرئيس جمال عبد الناصر:"اننى اعرفك ياسيادة الرئيس معرفة كاملة وقد عشت معك يومين كاملين"..واندهش عبد الناصر بينما استطرد "منزيس "..قائلا:"انه اراد ان يدرس الزعيم المصرى مباشرة ومن غير طريق التقارير والاوراق فطلب من هيئة الاذاعة البريطانية ان تعد افلاما تستغرق سبع ساعات" ..وكان فيها خطاب تاميم القناة باكمله "..وانه شاهد هذه الافلام لانه يهمه كيف يتحرك وكيف يتصرف..وماهى صلته بجماهير شعبه..من خلال لقائاته العامة"..واضاف الرئيس الاسترالى :"هكذا انى اعرفك ياسيدى الرئيس اكثر مما تعرفنى وعلى اية حال اتمنى ان نخرج من هذا اللقاء والاجتماعات وقد عرفتنى كما عرفتك"..
 
كان اللقاء فى مثل هذا اليوم 3سبتمبر 1956..فى قصر القبة ..
 
واتجهت انظار العالم كله الى "مستر روبرت منزيس "الى مصر بلجنته المكونة من ممثلين لخمس دول هى استراليا وامريكا وايران واثيوبيا ..ومهمتها ابلاغ مصر بقرارات مؤتمر لندن الذى انعقد فى 25 اغسطس 1956.الذى بحث تاميم قناة السويس .وانتهى الى مشروع من 18 بند ابرزها تدويل قناة السويس تحت ادعاء ابعادها عن سياسة اىبلد واحد..وانشاء هييئة للمنتفعين بقناة السويس تشرف على ادارة القناة وتتولى تحصيل رسوم المرور فيها..
 
ورد جمال عبد الناصر على هذا المشروع ببيان يرفضه جملة وتفصيلا .."لان فكرة التدويل هى الاساس فيه غير مقبولة من مصر فى جميع الاحوال "..وردا على اقتراح الجنة باقتراحها دعوة الرئيس عبد الناصر الى لقائها بمقر الامم التحدة بنيويورك قال عبد الناصر:"انه لن يقابل اللجنة خارج

مصر"..فاصدر ميزينس بيانا ابدى فيه استعدادلجنته للسفر للقاهرة اذا طلب ناصر ذك"..واصدر عبد الناصر ببيان قال فيه :"انه لايطلب مجىء اللجنة وانما سيعطى تعليماته للسفارة المصرية تعليمات لتعطى لاعضاء اللجنة تاشيرات دخوال.اذا هم تقدموا بجوزات سفرهم للسفارة "..على ان يكون واضحا لاعضائها ان اجتماعه باعضائها لايفيد مصر بشىء ..
 
ووصلت البعثة يوم 2 سبتمبر ورئيسها "منزيس "..ولكن تصريحاته لم تكن مشجعة فهو من اعمدة الامبراطورية البريطانية ..وصديق لونستون تشرشل ومقرب منه ..وهدفه مساعدة الحكومة البريطانية ويساعد ايدن رئيس الوزراء على هدف ازالة عبد الناصر ويراه عقبة فى طريق الامبراطورية البريطانية ..
 
وكانت امريكا ممثلة فى بعثة منزيس ب"لوي هندرسون "..وكيل وزارة الخاردية الامريكية والذى طلب من السفير الامريكى "بايرود"..ان يرتب له لقاءا عاجلا مع جمال عبد الناصر..وحدد اللقاء فى نفس يوم وصول البعثة 2 سبتمبر ويقول هيكل ان تبكير هذا اللقاء كان خشية وقوع صدام فورى بين العنف الاستعمارى الذى يمثله منزيس ..وبين الكبرياء الوطنى الذى يمثله ناصر ولعلها ارادت تحاشيه على الاقل فى المرحلة الاولى من مهمة البعثة فى مصر..
 
وقال عبد الناصر انطباعه عن منزيس لهندرسون ..وانه لايمكن التفاوض تحت التهديد ..وانا مستعد لمناقشة ودراسة والتفاهم ولكنى لست مستعدا لقبول رجل يتصرف مثل بغل استرالى يرسله ايدن لكى يخيفنى..ولكن هندرسون قال:"ارجوك يتاسيادة الرئيس ان تقلق من منزيس وان يخدعك منظره الطويل العريض فهورجل له تاريخه ووشخصيته .."..
 
وفى اجتماع 3 سبتمبر قصد ناصر ان يقابل البعثة كزوار وليس كوفد مفاوضات فجلس على مكتبه بينما رصت امامه 5 مقاعد لممثلى الدول الخمس المشتركة فى البعثة..!!