الأقباط متحدون - حينما قررت فيبونا ألا تنتحر في اللحظة الأخيرة
  • ٠١:٠٧
  • الثلاثاء , ٢٩ اغسطس ٢٠١٧
English version

حينما قررت فيبونا ألا تنتحر في اللحظة الأخيرة

د. جون مجدى

مساحة رأي

٥٢: ٠٤ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٩ اغسطس ٢٠١٧

حينما قررت فيبونا ألا تنتحر في اللحظة الأخيرة
حينما قررت فيبونا ألا تنتحر في اللحظة الأخيرة

بقلم – د. جون مجدي
حينما قررت فيبونا ألا تنتحر في اللحظة الأخيرة:
-- فتاة في العشرينيات مثلنا , تحلم كمثل أى فتاة أن تنجح و ترتبط و تتزوج
و لكن في طرفة عين اكتشفت أن كل أحلامها سراب
--اكتشفت فيبونا أن حبيبها التي أحبته أكثر من نفسها لا يحبها إنما يتسلي بها
و تركها كالدمية حينما أحس بالملل
كانت تترجاه ألا يتركها و تذللت أمامه و لكنه بدم بارد قتل مشاعرها و رحل
--و عندما عادت لعملها اكتشفت أن أعز صديقتها استغلت ضعفها و غيابها الفترة الماضية
و تقربت من المدير و أظهرت بأنها الأكثر جدارة بمنصب فيبونا
فتم فصل فيبونا من عملها و صارت الضربة ضربتين موجعتين حتى الأعماق
--مر شهر علي هذا الحال و هى في إكتئاب و حزن
لم يكن معها مال و لم تجد أحد لتلجأ له
حتى أن صاحب الغرفة التي تسكن بها أعطها مهلة 3 أيام لتسدد الإيجار
و لم يكن لها مالاً لتسدد
--كلمت أحد أقاربها لتستلف منها المال , فرفض و طلب منها ألا تحدثه ثانية
لم يكن لها أحد حتي تلجأ له
فصارت تصرخ بجنون و تكسر كل شئ و تجرح نفسها بالزجاج المكسور
--ثم جلست و هى تنظر إلي السماء في عتاب مرير مع الله
قالت فيبونا إلى الله : أنا أكرهك من أعماقي
لماذا خلقتني و أنت تعلم أنني سوف أعاني كل تلك المعاناة؟!
أحقاً أنت مستمتع بهذا الأن !
لم يعد ليَّ أحد ألجأ إليه , أين أنت ؟! و لماذا لا تتدخل ؟!
لماذا أنت صامت هكذا
تكلم !! أفعل أى شئ لأجلي !!
حسناً , إذا لم تفعل أى شيئاً لأجلي , فأنا أمهلك اليوم حتي الساعة 11 مساءاً
و بعدها سوف انتحر!
-- انتظرت فيبونا و الوقت يمر مثل البرق
حتى أصبحت الساعة 11 مساءاً بالتمام ,, و لم يحدث شيئاً
كانت فيبونا تنتظر حدوث معجزة ,, و لم تحدث المعجزة
فأمسكت قطعة زجاج كبيرة و قررت أن تقطع شرايينها
و تنهي حياتها البائسة إلى الأبد
--و لكن قبل أن تنتحر فيبونا , سألت نفسها سؤال:
(( هل هناك أمر واحد فقط يستحق ألا انتحر من أجله )) ؟!
و سريعاً : مر أمامها شريط ما سوف يحدث بعد أن تنتحر
رأت حبيبها مع فتاة أخرى فرحان لا يبالي بأى شئ لا يشعر بالذنب و كأن شئ لم يكن
رأت صديقتها متزوجة من مديرها و يقضون شهر العسل في باريس
رأت قريبها لم يكلف نفسه حتى أن يحضر جنازتها لأن ذلك سوف يكلفه يوم غياب من العمل و تذكرة سفر
رأت الحياة تستمر بكل بساطة و كأنها لم تكن موجودة أصلاً
و بعد كل تلك الرؤي
سمعت صوت هادئ في أعماقها : أنا أحبكي , سوف أتألم كثيراً
--و كانت تلك هى المعجزة الحقيقية التي تنتظرها فيبونا
فيبونا في الحقيقة كانت لا تنتظر حب من أحد أو شفقة من أحد أو تدخل من أحد
هى كانت تنتظر أمر أخر تماماً
كانت تنتظر أن تتصالح مع نفسها و تحب نفسها من جديد
كانت تنتظر أن يحيا الجزء الذي مات فيها بسبب خذلان الحياة
و كان هذا الجزء ميتاً و فجأة حدثت المعجزة فعاش
و أخبرها ألا تنتحر
فقررت فيبونا في اللحظة الأخيرة ألا تنتحر و رمت قطعة الزجاج
-- قامت فيبونا و غسلت وجهها و مسحت دموعها و تزينت و ابتسمت ابتسامة من قلبها كانت قد فقدتها من زمن طويل
و اختارت افضل فستان عندها و رغم أن الجو كان ممطراً بشدة , أخذت بالطو و نزلت
و سارت تحت المطر تبتسم و تدمع دموع فرح
و حين وضعت يدها في جيبها حدثت معجزة أخري
أنها اكتشفت أنها نست 82 دولار في جيبها منذ فترة
فأرتعش جسمها كلها و صارت ترقص تحت المطر و تصرخ فرحةً
--دفعت فيبونا إيجار شهر لغرفتها
و بدأت منذ صباح اليوم الثاني ترسل سيرتها الذاتية (سي.في) لعدد كبير من الشركات
و لم يأتيها رد لمد أسبوع
و في اليوم الثامن , وصلها بريد إلكتروني من شركة عالمية أنه تم قبولها
و سوف يتم توفير لها سكن قريب و مرتب جيد
-- في ظرف عامين نجحت فيبونا نجاح مبهر في عملها
و قامت بتأسيس شركة خاصة بأسمها
و عندما دعوها في مرة لتتحدث عن قصة نجاحها
لم تحكي أى شئ عن النجاح ,, إنما حكت قصة الفشل و الألم و السقوط التي مرت بها
قالت فيبونا (( لولا التجربة القاسية التي مررت بها , ما كنت الفتاة القوية الناجحة التي تقف أمامكم اليوم . إني أشكر كل يوم تلك التجربة من أعماقي ))
-- اليوم تزوجت فيبونا من رجل حقيقي أحبها و أحبته حباً حقيقي
و أنجبت طفلين ( كيفين و فاليرينا )
فيبونا الأن من أنجح النساء في العالم
قصتها تهز وجدان الكثيرين , كثيرين يرسلون يخبرونها أنهم بالفعل كانوا مقبلين علي الانتحار
لكنهم تراجعوا عندما سمعوا قصتها
فيبونا صارت معجزة أمل لكثيرين و كثيرات
و لكنها ما كانت لتكون كذلك من دون أن تعبر في فرن الألام و تخرج منه بطلة منتصرة قائمةً
لذلك إن كنت اليوم أنت أيضاً تعبر في فرن الألام و ترى الحياة ظلام حالك و نهايتها أفضل
لا تيأس
ثابر حتي تعبر من فرن الألام و لسوف تقوم بعدها بطلاً جباراً قائماً منتصراً
و سوف تصير حياتك معجزة أمل لكل البشر
#لا_تيأس_أبداً

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد