الأقباط متحدون - الرسول والشعراء
  • ١٤:٥٧
  • الجمعة , ٢٥ اغسطس ٢٠١٧
English version

الرسول والشعراء

مقالات مختارة | خالد منتصر

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الجمعة ٢٥ اغسطس ٢٠١٧

خالد منتصر
خالد منتصر

علاقة الإسلام بالشعر علاقة ملتبسة ومتشابكة وكتب فيها الكثير، ومعظم ما كُتب تم تدوينه من وجهة نظر انتهازية للتمجيد والدفاع أو التحقير والهجوم. وأن يقرأ المسلم كتاباً يتناول هذه العلاقة بموضوعية وحيادية فهذه إضافة للمكتبة العربية، كتاب «الرسول والشعراء» تأليف الشاعر الكبير أحمد سويلم، الصادر عن دار دلتا للنشر، كتاب مهم عن تلك العلاقة مكتوب بلغة غير متقعرة، والمهم أنها بقلم شاعر مهم ورقم مؤثر ذى ثقل ووزن لا نستطيع إغفاله فى معادلة الشعر العربى، شاعر باحث عن الحقيقة وليس درويشاً يحاول أن يضع ماكياجاً على ملامح قبيحة. هو لا يتحدث عن الشعر كإعلام فى تاريخ الرسالة، ولكنه يتكلم عنه كفن، لأنه لو تكلم كإعلام فإنه سيتكلم عن خصومات سياسية وقبلية لبست ثوب الشعر، هو يتكلم عن ذائقة الرسول الشعرية ويحللها، الكتاب يؤصل من فترة الشعر الجاهلى ويمتد مستعرضاً شعراء فترة الرسالة. وبالطبع لن أستطيع فى تلك المساحة البسيطة أن أستوعب وأعرض كل الكتاب، لكنى سأستعرض الفصل الخاص بموقف الرسول من فن الشعر نفسه، الرسول هو القائل «إن من الشعر لحكمة وإن من البيان لسحراً»، ونظر إلى الشعر على أنه قيمة إنسانية فنية يمكنها أن تساعد فى إذكاء الروح وطهارة النفس وإصلاح المجتمع ونشر القيم، ولكن الرسول نفسه لم يكن شاعراً فما هو السبب؟ السبب والمبرر لنفى الشعر عن الرسول، من وجهة نظر المؤلف أحمد سويلم، أنه ليس من قبيل أن الشعر شر أو أمر غير مستحب، ولكن لأن الشعر الذى ساد وقتئذ لا يجوز أن يكون هو أسلوب الرسالة، والرسول كان قد أقام لحسان منبراً فى المسجد لينشد شعره، ويستمع لكعب بن زهير.. ويستمر المؤلف فى سرد الشواهد والدلائل.

الكتاب إضافة للمكتبة العربية فى هذا المجال الذى لم يطرقه الكثيرون، وبقلم شاعر مخلص للكتابة والبحث، وما زال هذا الموضوع بالطبع مفتوحاً للنقاش، خاصة فى تحليل بعض حوادث القتل التى حدثت لبعض الشعراء، وهذا يحتاج كتاباً آخر.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع