الأقباط متحدون - اللغة العربية ليست مقدسة وليست الأجمل أو الأعظم
  • ٠٢:٥٣
  • الثلاثاء , ٢٢ اغسطس ٢٠١٧
English version

اللغة العربية ليست مقدسة وليست الأجمل أو الأعظم

مقالات مختارة | بقلم :خالد منتصر

٣٩: ١٠ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٢ اغسطس ٢٠١٧

خالد منتصر
خالد منتصر

 لا أحد يزايد على شخصى المتواضع فى حبى للغة العربية وعشقى للشعر العربى، إلا أننى مع كل هذا العشق، ورغم كل هذا الهيام، فإن هذا لا يجعلنى أُردّد مع المردّدين أنها لغة مقدسة ولا أنها أجمل أو أعظم اللغات.. إلى آخر أفاعل التفضيل التى نُردّدها كل صباح ومساء، وهى مبالغات لا تصمد لأى مناقشة علمية ولا تخضع لأى منطق، لأنه ببساطة لا توجد هذه الأفضلية المزعومة فى مجال المقارنة بين لغات هى اختراعات بشرية لمجتمعات مختلفة، وكل لغة لها جمالها ونقاط جاذبيتها، أما الكلام بأن الله تعهّد بحفظها فهو كلام لدغدغة المشاعر واستدعاء الدينى فى مجال نقاش بشرى وإرهاب المعترض وإفزاعه بالسماء، حتى يخرس عن الجدل، الله تعهّد بحفظ الذكر، أى القرآن، بمعانيه وليس بلغته، بدليل أن فارس كانت تتحدث العربية التى انقرضت، وحلت محلها اللغة الفارسية وظل القرآن، وبعض الأقوال تقول إن الكتابة الأولى للقرآن، التى أدخلت إليها حروف منقطة فى ما بعد كانت بالسريانية الآرامية والعربية، فأين تلك القداسة المزعومة للغة العربية؟، هذا الوهم الاستعلائى الغريب الناتج من بذرة إحساس بدونية تجاه الغرب لا تجد له متنفساً إلا فى كلام من قبيل الإعجاز العلمى والإعجاز اللغوى عند العرب!!، مما يجعل رئيس جامعة الأزهر السابق فى تصريح مدهش له يقول إن جميع اللغات ستنقرض، لأنها تحمل بذرة موتها إلا اللغة العربية، وهذا ما جعل بعض الأساتذة فى إنجلترا يكتبون أبحاثهم باللغة العربية!!!، ما رأى رئيس جامعة الأزهر فى قول «اليونيسكو» أن عدة لغات ستنقرض من بينها اللغة العربية!!، ومن الذى يؤكد ويجزم بأن اللغة العربية هى لغة أهل الجنة؟!، وإذا صح ذلك فما علاقة أن تكون هى اللغة المعتمَدة فى الجنة، ورغم أننى لا أجد لهذا التخصيص المزعوم منطقاً، لكن لنقل إنه صحيح ما علاقة ذلك بحفظها وعدم انقراضها على الأرض؟!، اللغة منتج ثقافى وقوة الدولة التى تتحدث تلك اللغة تجعل الآخرين يبحثون ويهتمون بتعلمها، ونجد هذا حتى فى اللغة الصينية الصعبة على سبيل المثال، وبما أننا نحن العرب فى ذيل الأمم لا ننتج ولا نضيف شيئاً للحضارة، فما الذى سيجعل المواطن الذى يجهل لغتنا يجهد نفسه فى تعلمها، بل نحن نجد العكس، وهو أن كل أسرة تبحث عن مدرسة إنترناشيونال لتعلم أولادها اللغة الإنجليزية بطريقة جيّدة، ولا تهمهم اللغة العربية، بل تراهم متذمرين منها، وهم معذورون فى ذلك، فقد أصبحت لغة متكلسة لا تتفاعل مع التقدّم والتغيير والتطور، وهناك مشكلات جمّة فى بنيتها، على سبيل المثال هل يستطيع أحد أن يخبرنى ما المنطق فى المثنى؟!!، الذى يحمل الألف والنون مرة والياء والنون مرة!!، المنطق أن ما يزيد على واحد يصبح جمعاً ويكفى ذلك، ما الداعى إلى المثنى؟، ما العبقرية والعظمة والجمال فى صيغة المثنى ومثله جمع التكسير.. إلخ، ليس لأن اللغة العربية هى اللغة التى نقرأ بها القرآن الآن معناه أن نُضفى عليها قداسة وسرمدية خارج الزمن وفوق اللغات، وإلا فأين سنضع جمال لغة شكسبير أو رامبو أو لوركا، لدينا المتنبى وأبوالعلاء وابن الرومى نعم وأنا أحبهم، لكن لديهم بول ايلوار وإليوت ورسول حمزاتوف، كفانا وهماً واستعلاء وخداعاً للنفس.

نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع