الأقباط متحدون - اختفاء قسرى فى إيطاليا!
  • ١٦:٠٤
  • الثلاثاء , ١٥ اغسطس ٢٠١٧
English version

اختفاء قسرى فى إيطاليا!

مقالات مختارة | حمدي رزق

٠٦: ١١ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١٥ اغسطس ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

لو تحمست جماعة «قتلوه كما لو كان مصرياً» لسؤال السلطات الإيطالية عن ملابسات اختفاء المواطن المصرى عبده عبده إبراهيم عقل (الشهير بمجدى عقل)، لكان موقفا وطنيا عادلا، مصير مواطن مصرى مختفٍ قسرياً فى «ميلانو» يقينا يهم الحقوقيين المصريين فى القاهرة وخارجها.

مجرد سؤال فى بيان موجه للسلطات الإيطالية لن يكلفكم شيئا، اعتبروه مواطنا إيطاليا، اعتبروه ريجينى المصرى، ولكن الصمت على اختفاء «مجدى عقل» من قبل هذه الجماعة الزاعقة فى وجه الحكومة المصرية باتهامات الاختفاء القسرى محلياً، يثير علامات استفهام حول موقفها من جريمة قتل الباحث الإيطالى فى القاهرة.

بالقياس، وبالصمت الرهيب على مصير مجدى عقل، إذن النفرة الرهيبة لم تكن لوجه «الحقيقة من أجل ريجينى» ولكن كانت مكايدة سياسية بلغت حد اتهام الأجهزة الأمنية بالضلوع فى الجريمة قبل أن تسفر التحقيقات المصرية/ الإيطالية عن بيان الحقيقة.

المواقف الحقوقية العادلة لا تتجزأ، وإذا كان مقتل ريجينى فى القاهرة مس المشاعر الحساسة لهذه المجموعة الحقوقية، وذرفت على جثمانه الدمع الهتون، واستحلت توجيه الاتهامات الجزافية بحق الأجهزة الأمنية المصرية دون بينة أو دليل، ورسخت فى الجانب الإيطالى اتهاما مسبقا، عجبا لم نسمع صوتا صارخا فى البرية يسأل عن مصير مجدى عقل إلا صوت وزارة الخارجية التى تتابع عبر قنصليتنا فى «ميلانو» حادثة الاختفاء الغامض لمواطن مصرى.

وحتى لا نهتبل الموقف، ولا نشهل المواقف، وهذه نقرة وتلك نقرة أخرى، وجريمة مقتل ريجينى نقرة أخرى، ولكن أقله اختفاء عقل جريمة تستاهل بعض الاهتمام الحقوقى، عقل مواطن مصرى، وإذا كانت جريمة ريجينى مصيبة وحلت بالعلاقات المصرية/ الإيطالية، فعقل ليس رخيصا ومصيره يهمنا كمصريين، وكما الإيطاليين مفجوعون فى مقتل ريجينى، هناك من المصريين من هم مفجوعون فى اختفاء مجدى عقل.

للأسف هناك مجموعة عقورة مطلوقة على بلدها تستحل سمعتها خارجياً، وتتعاطى عالميا مع كل المنابر المعادية ما شأنه يكلف الدولة المصرية أثمانا باهظة باتهامات تضع الحكومة المصرية فى مواقف دولية لا تحسد عليها بتقارير حقوقية محررة بأقلام مصرية مدفوعة بثأرية سياسية.

هؤلاء لا يهمهم مجدى عقل أو أى عقل مصرى، يهمهم ريجينى ليس لأنهم حقوقيون حقانيون ويتحرون العدل، أو مفجوعون فى مصير ريجينى، ولكن ثأرا من الحكومة المصرية، لو كان هؤلاء، كما يظن بهم، حقوقيين مؤتمنين على حياة البشر، وكما يتحدثون عن الاختفاء القسرى الكاذب فى القاهرة، كانوا أصدروا بيانا يطالب بالكشف عن مصير مجدى عقل المختفى قسريا فى ميلانو.

عقل ليس باحثا تحيط مهمته الشكوك، لكنه مواطن مصرى يجرى على لقمة عيشه، حضر إلى إيطاليا عام 1992، وظل يعمل بشركة Carparelli للشحن والتفريغ منذ عام 1994 حتى تاريخ اختفائه يوم الثلاثاء الأول من أغسطس 2017.

اختفاء ريجينى حرك ضمائر هذه المجموعة الحساسة، وتظاهروا قبالة السفارة الإيطالية بالقاهرة ورفعوا لافتات تتهم الأجهزة الأمنية، وصكوا عبارة «قتلوه كما لو كان مصريا» وهرعوا إلى أم خالد سعيد لتسجل كلمات تعزية لأم ريجينى، طيب وأم مجدى أليس لها من الحب المجانى نصيب، يا ليت أم خالد سعيد تسجل لأم ريجينى تطالبها بالسعى لكشف مصير ابننا مجدى عقل!.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع