الأقباط متحدون - لأول مرة منذ نصف قرن.. أسرار هزيمة يونيو فى تسجيلات سرية بصوت عبدالناصر
  • ٠٩:٢٥
  • الأحد , ١٣ اغسطس ٢٠١٧
English version

لأول مرة منذ نصف قرن.. أسرار هزيمة يونيو فى تسجيلات سرية بصوت عبدالناصر

مقالات مختارة | بقلم :عادل حمودة

٠٠: ٠٥ م +02:00 EET

الأحد ١٣ اغسطس ٢٠١٧

عبدالناصر
عبدالناصر

 ■ قبلت إيقاف القتال بعد أن أصبح اليهود على بعد ساعتين من القاهرة


■ سقطت العريش بعشر دبابات إسرائيلية عندما تركنا الدفاع عنها للواء من الفلاحين لبسوا عساكر

■ خسرنا 700 دبابة و700 مدفع و7000 جندى فوقع الجيش كله فى ساعات

■ طلبت حضور الأسطول الروسى إلى بورسعيد وأطقم سوفيتية للدفاع الجوى وتوقيع معاهدة دفاع مشترك بين القاهرة وموسكو

■ انسحاب الفرق العسكرية الخمس من اليمن

■ تنحيت لأترك لرجال أمريكا فرصة التفاهم مع إسرائيل فطلب الروس منى الرجوع فى القرار واستجابوا لبعض مطالبنا العسكرية

■ اخترنا قيادات الجيش حسب تقارير الأمن ولم نلتفت للكفاءة

■ وثقنا فى أنفسنا إلى حد التبجح بمحاربة إسرائيل وأمريكا

■ الطيران الإسرائيلى ضرب طائراتنا ومطاراتنا بخرائط جوية أمريكية

■ الرادار الروسى اتلخبط ولم يرصد الهجوم الجوى الإسرائيلى الذى جاء من البحر

■ عبد الحكيم طلب الانسحاب فى اليوم الأول للحرب فوقع الجيش كله
 
 
فى لحظة واحدة حولت هزيمة يونيو نزار قبانى من شاعر يكتب الحب والحنين إلى شاعر يكتب بالسكين.
 
ولأن ما كان يحسه أكبر من أوراقه فإنه شعر بالخجل من أشعاره.
 
لكن الأهم أنه فى قصيدته الشهيرة «هوامش على دفتر النكسة» سبق الخبراء والزعماء فى تفسير أسباب الهزيمة:
 
إذا خسرنا الحرب لا غرابة لأننا ندخلها بكل ما يملك الشرقى من مواهب الخطابة.. بالعنتريات التى ما قتلت ذبابة.. لأننا ندخلها بمنطق الطبلة والربابة.
 
السر فى مأساتنا صراخنا أضخم من أصواتنا وسيفنا أطول من قاماتنا.
 
بالناى والمزمار لا يحدث انتصار.
 
ما دخل اليهود من حدودنا وإنما تسربوا كالنمل من عيوبنا.
 
بعد نصف قرن على الهزيمة والقصيدة وجدت من الوثائق السرية ما يؤكد أن جمال عبدالناصر شخصيا صدق بالشهادات والإحصائيات الواقعية على هذه الرؤية الشعرية.. الاستراتيجية.
 
الوثائق التى لم تنشر من قبل هى 14 محضرا سريا لمباحثات عبدالناصر مع قادة دول المواجهة فى قصر القبة خلال الفترة ما بين 10 و19 يوليو 1967 وهم هوارى بومدين «الجزائر» والملك حسين «الأردن» وعبدالرحمن عارف «العراق» ونور الدين الأتاسى «سوريا» وإسماعيل الأزهرى ومحمد أحمد محجوب «السودان».
 
لقد مر على الهزيمة 50 سنة قرأنا فيها وثائق الحرب الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية.. ولكننا لم نقرأ وثيقة واحدة عربية.
 
وكان يمكن أن يمر نصف قرن آخر من الزمان دون أن نعرف الحقيقة من القيادة المصرية فكل التحقيقات التى جرت ظلت فى طى الكتمان وكل الاعترافات التى سجلت لم يجرؤ على الاقتراب منها أحد، لولا أن حصلت على هذه الوثائق المذهلة التى نسمع فيها صوت عبدالناصر وهو يفسر ما حدث بجرأة وصراحة وشجاعة لا تتوافر إلا لزعيم فى قيمته وقامته.
 
كانت جلسة المباحثات الأولى مع الرئيس الجزائرى هوارى بومدين وخمسة من مساعديه فى حزب جبهة التحرير ورئاسة الجمهورية بجانب سفيره فى القاهرة الأخضر الإبراهيمى، بينما جلس بجانب عبدالناصر أربعة نواب للرئيس هم زكريا محيى الدين وحسين الشافعى وعلى صبرى وصدقى سليمان ووزير الخارجية محمود رياض.
 
أعاد عبدالناصر الترحيب بالوفد الجزائرى مؤكدا أن الأشقاء يظهرون فى وقت الشدائد.. ورد بومدين: إحنا من بعض ولكن اللى حصل حصل إزاى؟
 
على أن عبدالناصر لم تكن لديه إجابة حاسمة: إحنا لغاية دلوقتى ما احناش فاهمين اللى حصل حصل إزاى، «خاصة» وإحنا صارفين ألف مليون جنيه تسليحا وعندنا جميع أنواع المعدات الممكنة؟.
 
على أنه توقف عند حقيقتين أساسيتين:
 
الأولى: الثقة فى النفس أكثر من اللازم، التى وصلت إلى حد التبجح بها، ويمكن فضلنا نتكلم نتكلم لغاية ما صدقنا إن إحنا نستطيع أن نتصدى لإسرائيل والأسطول السادس «الأمريكى».
 
الثانية: إن أساس اختيار القادة فى الجيش لم يكن للكفاءة وتحت اسم الأمن وضعت قيادات فى غير محلها بل واستمرت فيه.
 
وضرب مثلا بقائد الطيران صدقى محمود: هو بالذات مكانش يقدر يدخل معركة لأنه انهار قبل كده فى حرب 56 وانهار أيام انفصال سوريا عن الوحدة مع مصر «1961» لكنه ظل فى محله 11 سنة حتى الحرب الأخيرة.
 
وأنا حذرته هو شخصيا فى المرة الأخيرة أثناء اجتماع هيئة أركان الحرب، وقلت له يوم الجمعة إن الهجوم حيحصل يوم الاثنين فطلع مظلة جوية يوم الاثنين ولكن جت الطائرات الإسرائيلية ووصلت مطاراتنا بدون ما حد يحس بيها.
 
إحنا بنحقق دلوقتى فى الكلام اللى اتقال: إن الرادارات اتلخبطت وأكيد حصل تشويش على أجهزة الرادار وحصل تشويش على أجهزة الصواريخ الروسية «سام أرض جو» فما اشتغلتش فى هذا اليوم.
 
الحقيقة خطة الدفاع كانت مظبوطة خالص وأنا شوفت نائب قائد الدفاع الجوى السوفيتى اللى جه وعمل تفتيشا على الخطة، وجالى ومعاه صدقى محمود لكن على الورق الكلام كويس جدًا ولكن اللى حصل إن الطائرات «الإسرائيلية» وصلت بدون ما يشعر بها حد وماكانش عندنا طائرة واحدة فى الجو.
 
طبعا فيه نقطة غريبة تانية إن عبدالمنعم رياض بعت من الأردن الساعة ثمانية ونصف إلا خمسة عن تحرك طائرات إسرائيلية إلى مصر ووصلت الإشارة ولكن لم يؤخذ إجراء.
 
كانت خطتنا مبنية على أساس إذا تحركت إسرائيل إحنا هانهجم، وعلى هذا الأساس كانت قواتنا الأساسية قدام «فى سيناء»، لكن لما انضرب سلاح الطيران بتاعنا وانفرد سلاح الطيران المعادى بقواتنا فى سيناء واللى ما كانتش فى مواقع دفاعية متمركزة 100% فنتج عن كده إن من أول يوم حصل لخبطة فى قواتنا.
 
والحقيقة حصل انهيار فى القيادة فى جميع أنواعها من أول دقيقة.. حصل انهيار فى القيادة الجوية.. عبدالحكيم «عامر» ما كانش موجود هنا ساعة الغارات.. طلبت القيادة الجوية علشان يطلعوا بالطائرات فقالوا لى: إن جميع مطاراتنا بتنضرب فى وقت واحد وكان باين فيه حالة هلع وذعر.
 
وحقيقة «أخرى» الروس بلغونا يوم الخميس عن «حجم» قوات اليهود فى الطيران والمدرعات ولكن قيادة الجيش لم تصدق معلومات الروس، وقعدت يوم الجمعة أناقشهم فى معلومات الروس وكنت ميالا لتصديقها.. ولكن كان رد فعل الجيش إن الروس بيهولوا علشان يخوفونا ويخلونا ما نتهورش فى العملية.
 
كانت معلومات الروس إن اليهود عندهم تسعة ألوية مدرعة وكان قادة الجيش بيقولوا عندهم خمسة بس فقلت لهم على أى أساس بتقولوا خمسة وإحنا ما عندناش إمكانية أن نجيب معلومات عن إسرائيل زى الاتحاد السوفيتى؟ فقالوا الروس حاسبين الدبابات القديمة «شيرمان» اللى أصبحت غير صالحة لكن اللى ظهر فى المعركة إن اليهود كان عندهم تركيز فى المدرعات أكثر من ثمانية «ألوية».
 
أيضا بالنسبة للطيران كان الجيش ميالا إلى أنه يقلل من قدرة العدو وقلل الشعور بالثقة فى النفس أكثر من اللازم من قوة العدو وزاد من قوتنا، وطبعا نتج عن هذا اللى حصل وظهرت قوة طيران العدو أكثر بكثير مما نتصور، بل ظهر أيضا أن طيران العدو يستطيع ضرب جميع مطاراتنا.
 
إحنا طيرانا لا يستطيع أن يضرب مطارات إسرائيل الوسطى والشمالية بيضرب بس المطارات الجنوبية ولكن الحقيقة ما كانش عندنا معلومات عن مطارات العدو الشمالية والوسطى، «وفى الوقت نفسه» كان العدو يخترق أجواءنا وبيصور وما حدش حاسس بيه، وإن سيستم «نظام» الرادار بتاعنا ما بيشتغلش كويس وما بيديش إنذارات وما بيحسش بطيارات العدو.
 
كنا بنسمع الكلام ده من الأمريكان خصوصا من الصحفيين الأمريكان اللى متصلين بأوثق المصادر فى أمريكا، وقبل العدوان بعدة أيام كان هنا رئيس تحرير نيويورك تايمز جيمس كاستر وقال: إن الطيران الإسرئيلى بييجى وعنده صور كاملة عن كل المطارات.. ولما بحثت الموضوع ده قيل لى: إنه لا يمكن للطيران الإسرائيلى أبدا أن ينفذ ولا يدخل عندنا.. وإن هذا الكلام مستحيل.
 
سبب ما حدث أن ما عندناش رادار علشان الطيران الواطى.. الرادار السوفيتى كله بيشتغل للطيران العالى، واللى حصل إن الطيارات كلها طلعت من إسرائيل وراحت البحر وجت كلها طيران واطى والحساب فى هذا أن «طائرات» المستير والميراج مقاتلات طويلة المدى وتستطيع إنها تطلع من مطارات إسرائيل كلها وتلف البحر وتيجى تضرب جميع مطاراتنا وإحنا مطاراتنا متركزة فى حتة معينة.
 
«أما طائراتنا» ميج 17 وميج 21 فهى مقاتلات قصيرة المدى لا تستطيع أن تصل إلا إلى جنوب إسرائيل لا تستطيع أن تصل إلى وسط إسرائيل أو شمالها وتكلمنا مع الروس وطلبنا منهم مقاتلات قاذفة فقالوا لنا: خدوا السوخوى أخدناها ودربنا عليها 20 طيار بس والسوخوى مداها أكثر من الميج «250 كيلومترا» لكنها لا تعطى القدرة اللى بتديها الميراج ولا المستير «450 كيلومترا».
 
ولما جه زخاروف «ماتفى زخاروف مارشال الاتحاد السوفيتى وقتها» اتكلمنا معه على أساس إن الطيارات اللى بيدوهالنا زى ما قلت محدودة «وفى الوقت نفسه» اليهود يقدروا يوصلوا القاهرة وإحنا ما نقدرش نوصل إسرائيل لازم «الروس» يدونا طيارات مقاتلة قاذفة تمكنا من الوصول إلى مدارج مطارات العدو.
 
قرأنا فى الجرائد الإنجليزية وشوفنا الصور فى «مجلة» بارى ماتش الفرنسية إن اليهود عندهم قنابل تضرب مدارج المطارات والأجزاء الأمامية من الطائرات وكان معاهم كل شىء عن مطاراتنا.
 
قطعًا الأمريكان أدوهم معلومات.. وبهذا كانت ضربة الطيران مؤثرة جدا، «فقد نتج عنها» الانهيارات التى حصلت فى القيادة، وبالتالى بدأ الجيش فى الانهيار من يوم الاثنين بالليل.. فقوات كثيرة كانت فى الجنوب على أساس إن إحنا يمكن نقوم بعمل هجومى من الجنوب لكن العدو ساب القوات اللى فى الجنوب وهاجمنا فى الشمال وده أسقط مدينة العريش يوم الاثنين بالليل.
 
كان فى العريش لواء احتياط اتجاب قبل المعركة بأربعة أيام.. جابوه من الفلاحين فى الغيطان وبالجلاليب ولبسوا عساكر وطلعوا على العريش.. ولواء الدبابات اللى كان هناك انسحب قبلها بيوم واتجه للجنوب وسقطت العريش بعشر دبابات إسرائيلية.
 
اليهود دخلوا العريش ومشيوا مفيش قوة خالص ما بين العريش والقنطرة ووصلوا إلى رمانة على بعد 24 كيلو من القناة وسمعنا الخبر فى الراديو. وسألت عندنا إيه هناك فقالوا: مالناش قوات.
 
ومن يوم الثلاثاء «6 يونيو» عبدالحكيم طلب إن إحنا ننسحب إلى غرب القناة وماكناش مضينا 24 ساعة على القتال عندنا 800 مدفع و700 دبابة كلام بهذا الشكل ولكن وقفت الدبابات لعدم وصول البنزين إليها وبدأ العساكر يسيبوها.
 
والنتيجة الجيش وقع كله فيه 700 دبابة رجع منها 150 أو 100 دبابة، والمدافع أيضا رجع برضه عدد بهذا الشكل.. ويوم الخميس كنا بدون جيش خالص.
 
وإحنا كنا بنقول: هنقاتل فى الخط التانى وحصل لخبطة برضه.. طلعت أوامر متضاربة.. فيه أمر قال: انسحبوا غرب القناة وأمر «تانى» قال: انسحبوا للخط الثانى، ففيه ناس مشيوا وانسحبوا غرب القناة وفيه ناس انسحبوا للخط الثانى، واللى انسحب لخط القناة رجعوهم تانى علشان يقفوا فى الخط الثانى، وحصل فوضى فى الانسحاب، والانسحاب هو أصعب عمليات الحرب، وكان الجيش وهو برة الحفر غنيمة طيبة جدا للطيران «الإسرائيلى».
 
يوم الخميس كان تقريبا الجيش خلص وأصبح لا مفر أمامنا من القبول بإيقاف النار يا اليهود يبقوا موجودين هنا بعد ساعتين فى القاهرة.
 
إنتم يمكن ما فهمتوش ليه إحنا قبلنا إيقاف النار.. طيب هنقاتل بإيه؟ ما هو مفيش قتال.. هانقاتل زى فيتنام إزاى؟ ما إحنا ما عندناش مقاومة شعبية وبعدين بلدنا مفتوحة.
 
ويوم الجمعة «9 يونيو» بلغونى إن اليهود عبروا القناة وبدأوا ينزلوا وكان فيه ذعر كبير جدا لكل الناس.. والواقع أن اليهود لم يعبروا القناة وإنما كانوا بيرموا مظلات فيها تموين لقواتهم الموجودة فى القنطرة ولكن وصل الانهيار إلى هذا الحد.
 
والنهارده إحنا بنعيد بناء الجيش تانى ولكن الجيش اللى بنيناه فى عشر سنين مش معقول هنبنيه فى ثلاثة أيام أو ثلاثة أشهر.. إحنا بنيناه فى عشر سنين وراح.
 
وعندنا النهارده خط دفاعى موجود غرب القناة قادر وكل يوم أحسن والاتحاد السوفيتى قالوا لنا: إنهم بيبعتوا لنا أسلحة مجانا وهيعوضونا عن كل شىء وما عملوش ده إلا بعد ما أعلنت التنحى.. قبل كده ما كانش فيه أى شىء.
 
أنا كنت كل يوم أشوف السفير الروسى، وأنا من أول يوم قلت له: ما تبعتوا لنا المائة طيارة من يوم 5 يونيو وسهل قوى تبعتوها.. بنعمل لكم مطار وتبعتوها.. إحنا عندنا طيارين.. بنقدر نعمل معركة ونصمد.. هم قالوا: إحنا بنبعت للجزائر والجزائر بتبعت لكم.
 
طبعا عملية بهذا الشكل كانت عملية صعبة ولكن بعد إعلان التنحى تانى يوم بعتوا رسالة وقالوا: إنهم هييجوا ويبعتولنا كل شىء وإنهم بيطالبوا بالعدول عن القرار «قرار التنحى».
 
الحقيقة موضوع التنحى كان مبنيا على تفكير.. كان الواحد الحقيقة شاف إن المعركة رايحة وإن إحنا لوحدنا مش ممكن نقدر نقف فى العملية.. كان الروس مش متحركين أبدا وإنتم شفتوهم فكان السبيل الوحيد إن إحنا يعنى بنحقق للأمريكان هدفهم.
 
وهم الأمريكان هدفهم الأساسى إنهم يخلصوا من النظام ويخلصوا منى، فأنا يعنى تصورت إنهم يمكن خلاصهم منى عملية أساسية، وقلت: لو إن لو زكريا جزء من النظام ولكن هم بيعتبروا زكريا راجل معتدل وبيعتبرونى أنا راجل متطرف.
 
وإنهم يعنى ممكن زكريا يتفاهم معاهم ويتفق معاهم ونجنب البلد الحقيقة ويلات الحروب لأنه كان ممكن إنهم يستمروا ويضربونا ويهدولنا البلد.. يعنى ممكن.
 
ولغاية النهارده ممكن إنهم يدخلوا لأن عندهم تفوق جوى وممكن يدخلوا يكسروا لنا المصانع والقناطر والكبارى والسكك الحديد ويضربونا جامد وإحنا النهارده عندنا إيه؟ 60 طيارة ميج 21 و100 طيارة ميج 17 ما بيعملوا حاجة برضه.
 
والميج 21 الحقيقة الميراج أحسن منها بل هم طيارينهم مدربون أحسن من طيارينا لأن الطيار بيطلع كل يوم ويتدرب ويصرفوا ذخيرة حية وإحنا ما بنعملش كده.. الحقيقة هما جادين أكثر مننا فى هذه الأمور.
 
وبعدين لما جه بدجورنى «رئيس مجلس السوفييت الأعلى» هنا قلنا للروس: العملية بهذا الشكل ما تنفعش وإنتم باعتين لنا طيارات ميج 17 قديمة.. فيه طيارات فاضل فيها 50 ساعة «طيران» وفيه طيارات فاضل فيها 100 ساعة والطيارات الميج 21 قليلة.
 
بومدين: قديمة برضه.
 
عبدالناصر: آه.. فقالوا: حنبعت لكم الميج 21.. بعتولنا.. كنا إحنا متعاقدين على 80 طيارة يجيلنا 40 بس وطراز طيارينا لسه ما يعرفوش يستعملوه.
 
وبالنسبة للوضع عموما إحنا قدامنا حل من اثنين يا نناضل يا نستسلم للأمريكان.. الحقيقة نضالنا لوحدنا عملية عسيرة جدا لأنه إذا كان الأمريكان هيساندوا إسرائيل وهيضربونا بواسطة إسرائيل يبقى الأمريكان يقدروا يخلوا الإسرائيليين ييجوا القاهرة ويحتلوا البلد كلها.. بنقول نناضل وإنتم بتقولوا قاتلوا زى ما قالوا فى الجزائر: إن عبدالناصر هيطلع على الجبهة وهيقاتل والكلام ده.
 
فين هى الجبهة اللى يطلع فيها عبدالناصر؟ ما فيش! فين هى حرب العصابات اللى عبدالناصر ممكن يحارب فيها؟ إحنا ما احناش زى الجزائر إحنا بلد عامل زى البساط خالص.. سينا ما فيهاش مياه.. يعنى حرب العصابات فى سيناء صعبة جدا لأن ما فيهاش حد.. فيها عدد من البدو.. لكن ماهياش الجزائر.
 
زكريا محيى الدين: مكشوفة.
 
عبدالناصر: فعلا مكشوفة يعنى لو هيطلع هو «العدو» بالهيلكوبتر هو استخدم الهيلكوبتر فى العمليات يقدر يعمل فينا اللى هو عاوزه.. وبعدين إذا كان بالدبابات ما قدرناش نوقف اليهود طب هطلع الناس المدنيين يوقفوهم؟ إذا كان الجيش خلص يبقى هاوقف اليهود بالمدنيين إزاى؟ عملية مستحيلة ولم يكن أمامنا من حل إلا إيقاف القتال.
 
حسين الشافعى: البلد عندنا تختلف عن الجزائر إنتم عندكم جبال وقرى.
 
عبدالناصر: إحنا عندنا وادى مسطح عامل زى الحصيرة كده زى الترابيزة ما فيش جبل يعنى تمشى مصر كلها ما تلاقى فيها جبل غير جبل المقطم اللى ما بينفع للعمليات.
 
وعلى هذا الأساس إحنا بعد زيارة بومدين لموسكو «12-13 يونيو 67» طلبنا حد يجيلنا من هناك وجالنا بدجورنى «21-24 يوينو 67» قلنا: الحل النهاردة يا نناضل يا نستسلم للامريكان.. ونضالنا لوحدنا مسألة عسيرة إذا ما كونتوش هتقفوا معانا.. فالسبيل الوحيد امامنا أن نقول للأمريكان: اتفضلوا وتعالوا نتفاهم وهتبقى مصر زى تايلاند وبهذا ينتهى الكفاح فى العالم الثالث وتبقى مصر وسوريا راحت والدور على الجزائر.. لن يتركوا الجزائر.
 
قلت لهم «الروس»: موضوع عدم الانحياز أصبح كلاما فارغا لأن النهارده إيه عدم الانحياز؟ إحنا بنقول عدم الانحياز بين الشرق والغرب ولكن الغرب واقف ضدنا وبيضربنا وبنقول: إحنا محايدين بين الشرق والغرب فكيف أكون محايد بين اللى بيضربنى وبين اللى ما بيضربنيش.. فى موضوع الحياد وعدم الانحياز إحنا مستعدين نصل إلى أى مدى حتى لو نعمل اتفاق دفاع مشترك مع الاتحاد السوفيتى.
 
وقلت لهم: إن الأسطول السوفيتى لازم ييجى عندنا هنا فى بورسعيد وعايزين تتولوا الدفاع الجوى فى مصر لأن الدفاع الجوى عندنا انتهى كلية.. عايزين دفاع جوى سوفيتى.. ييجوا ناس على الأجهزة الفنية وعلى الرادارات وعلى كل العمليات اللى بهذا الشكل وعايزين صواريخ من اللى بتضرب الطيران الواطى بأطقم سوفيتية.
 
قالوا: سياسة عدم الانحياز سياسة كويسة جدا وبالذات أخذت اسمك العالمى منها والعدول عنها فيه ضرر كبير على مصر والعالم العربى.. فقلت لهم: طيب ما هيلاسى لاسى «إمبراطور اثيوبيا» معلن سياسة عدم الانحياز ولكن الأمريكان بيساعدوه وبورقيبة والأردن نفس الوضع.
 
بلاش نقول اتفاقية دفاع مشترك لكن موضوع المساعدات اللى انتم ممكن تدوها لنا؟ قالوا: إنهم هيبحثوا هذا الموضوع ولغاية دلوقتى لم يبتوا فى شىء.
 
إحنا جالنا معلومات من 4 ايام من الروس بلغونا الآتى: قالوا لنا إن إسرائيل قررت تعبر قنال السويس وحتحتلها وتقف غربها بعشرة كيلومتر وإنهم رتبوا الخطط على هذا واتفقوا مع الأمريكان على تنفيذها وقالوا «الروس» لنا: إننا نتصرف فقلت لهم: لو كان اليهود هيعبروا القناة طيب إنتم هتعملوا ايه؟ ما هو العمل اللى إنتم بتعملوه دلوقتى؟
 
أولا: إحنا هنطلب من مجلس الأمن الانعقاد ثانيا: لازم تعملوا بيان وتقولوا فيه: إن استئناف العمليات هيكون لكم موقف واضح فيه زى ما عملتوا فى سنة 56 «بعد حرب السويس» ثالثا: لازم تبعتوا الأسطول السوفيتى إلى بورسعيد رابعا: لازم تبعتوا الدفاع الجوى اللى تكلمنا عليه خامسا: لو دخل عسكرى يهودى واحد غرب القناة لن نستطيع أن نبقى كحكومة ولن يكون أمامنا إلا حل واحد نسلم الحكومة لناس بتوع أمريكا موالين لأمريكا علشان يطلبوا من أمريكا أنها توقف اليهود ويعملوا صلح مع أمريكا.
 
والروح المعنوية طبعا فى الجيش كانت تعبانة جدا نتيجة اللى حصل وبعدين إحنا عندنا خسائر كتير يعنى عندنا قتلى حوالى 7000 غير الأسرى والمفقودين والجرحى اللى جابوهم من إسرائيل واللى جم ماشيين مات منهم حوالى 500 قتيل هنا ماتوا عندنا فى مصر.
 
لكن فيه 7000 لا أسرى ولا جرحى ودول يعتبروا قتلى فى سيناء منهم حوالى 500 طاقم دبابات انضربت واللى فيها ماتوا ودا بسبب إن الدبابات اللى جت ركبها ناس احتياط ما يعرفوش عنها حاجة.
 
هم بعتوا إمبارح «9 يوليو» إنهم حيرسلوا الاسطول إلى بورسعيد وفيه وفد طيارين من عندهم هيوصل النهارده وقلت للروس ممكن الطيارين بتوعنا يشتغلوا معاهم لأنهم كلهم بيعرفوا روسى واتعلموا عندكم.
 
الروس خايفين ياخدوا قرار فى هذا الموضوع بل بالعكس بقى هم بيطالبونا دلوقتى بالتنازلات فى الأمم المتحدة يمكن اكثر من اللى بيطالبنا بيها الأمريكان.. يعنى دين راسك «وزير خارجية أمريكا» قابل محمود فوزى «مندوب مصر» وجروميكو «وزير خارجية الاتحاد السوفيتى» قابله راسك وما ضغطش على فوزى وجروميكو ضغط جدا على فوزى والمشروع اللى متقدم إمبارح واللى هو نازل النهارده مشروع اسبانى ولكنه فى الحقيقة أمريكى.
 
محمود رياض: إذا كان يوثانت «سكرتير عام الأمم المتحدة» اللى مقدمه يبقى غالبا إنه أمريكانى.
 
عبد الناصر: هذا المشروع الإسبانى أخف بكثير من مذكرة جاتلنا من يومين من الاتحاد السوفيتى بيطالبونا فيها بأن احنا نقبل كل ما تطالب به أمريكا وإسرائيل فقلت لهم: اعملوا اللى عايزين تعملوه واحنا نعمل اللى احنا عايزين نعمله.
 
آدى وضعنا «العسكرى» وأنا شرحته وفى الوقت نفسه برضه وضعنا الاقتصادى تعبان جدا لأن احنا نخسر من القناة شهريا 9 ملايين جنيه زائد خسائر السياحة ولكننا بنحاول ندبر نفسنا.
 
عايزين ناخد فترة نقف فيها على رجلينا.. بالنسبة لسينا يقعدوا «الإسرائيليون» فيها زى ما هم عايزين يقعدوا لكن بعد ما نبنى جيشنا ونبنى نفسنا تانى نستطيع أن نحررها.
 
والحل الوحيد قدامنا أن نلح على الروس ونقبل برذالاتهم لأن الحل الآخر أن نستسلم للأمريكان ونتفاهم معاهم.
 
لكننا حتى الآن نقف وحدنا وإسرائيل بتاخد كل حاجة من أمريكا.. فى يوم واحد بتلم فى أمريكا 200 مليون دولار وبتلم فى انجلترا كذا مليون جنيه وبتلم فى فرنسا وبتلم فى بون وعندهم فلوس وبيشتروا أسلحة وكل حاجة وإحنا الروس إدونا طيارات ميج قديمة.
 
ليس أمامنا من حل إلا إننا نناضل.. يجب ألا نستسلم لأمريكا أبدًا إن شالله يحصل اللى يحصل.. نناضل ونحاول بكل الوسائل نضغط على الروس حتى يتحركوا معايا ويخرجوا من حالة الجمود اللى هم فيها وزى ما سمعت من الأخ بومدين إمبارح: إن روسيا هى اللى اتبعت سياسة عدم الانحياز بينا وبين أمريكا «ضحك».
 
بعدين دا بيجرنا للمجال العربى.. وبقول: لو نحل موضوع اليمن فى مؤتمرات القمة ولو إنى باعتبر الأمل ضعيف جدا نكون كسبنا مكسبا كبيرا جدا لسبب بسيط إن إحنا عندنا قوة كبيرة هناك لو قدرنا نعمل اتفاق على اليمن ونسحب هذه القوة بتساعدنا جدا إننا نقف على رجلينا.
 
إحنا فى سبيل كسب الوقت وإنقاذ الشرف العربى نيجى على أنفسنا ويمكن أكتر واحد هييجى على نفسه فى الناحية الشخصية أنا، لأن الشماتة فىّ لن تعادلها شماتة.. وعلى هذا الأساس ما نرفضش مؤتمر القمة ونروح ونحاول نصل إلى حد أدنى من العمل العربى الموحد.
 
محمود رياض: العمل العربى يعنى الخلافات فيه أكتر من أى حاجة تانية.
 
الكلام كله على حاجات عملية مطروحة ولكن بنجد كل واحدة فيها لا تؤدى إلى شىء بسبب إن واحد أو اثنين على الأقل بيرفضوا.. استخدام سلاح البترول مثلا بنجد من يشذ عن استخدامه وطبعا النهارده لما ييجى البعض ويطرح مقولة قيادة عربية موحدة طبعا غير عملى.
 
عبد الناصر: مين بيطرح؟
 
محمود رياض: مقولة توحيد الجيوش العربية أصبحت بعد عشر سنين كلام ماهواش عملى، فالواقع ما فيش عمل ممكن يتفق عليه له نتيجة عملية بنخرج بيها من الاجتماع لكن يفضل نقطة أساسية إن الملك حسين بيلح على اجتماع القمة وهو بيعتقد أنه يمكن يحصل على مساعدات تقدر تنقذه سواء ماليا أو سياسيا.
 
المؤتمر لا شك إنه مع إلحاح الملك حسين عملية من الصعب رفضها طالما انه بيستنجد بالرؤساء حتى يجتمع بيهم ويطلب منهم أشياء، أما موضوع الخلافات العربية فمن المشكوك فيه إنهاؤها إلا لو تبلور مثلا موضوع اليمن بالذات وفعلا أصرت بعض الدول العربية على أنها ترسل قوات مشتركة لليمن وبهذا نقدر إحنا نسحب قواتنا لمصر.
 
عبد الناصر: النهارده طلب كمال الدين حسين إنه يشوفنى وقال لى: إحنا النهارده لازم نكون واقعيين فما فيش داعى نخلى قواتنا فى اليمن ولا نتحدى «الملك» فيصل.. نسلم اليمن لفيصل ونخلى فيصل يتوسط لنا عند الأمريكان.
 
طبعا هو الكلام ساذج لأن إذا سلمت اليمن معنى هذا إن خطة أمريكا نجحت فهى تستهدف اليمن والجنوب العربى والخليج وإحنا.
 
لكن السؤال: هل أسيب اليمن علشان أدافع عن القنال؟ إحنا الحقيقة فى أشد الحاجة للقوات الموجودة هناك لأنها هى القوات الصلبة اللى باقية ولو نجيبهم نوقف اليهود غرب القنال لأن عندى 3 فرق وفرقتين بستة لواءات قوة كبيرة جدا توقفنا هنا على رجلينا ولكن هل أسيب اليمن علشان أدافع عن القنال وإلا برضه نحتفظ باليمن؟ أنا رأيى ما نسيبش اليمن أبدا ونفضل نساند حركات التحرر فى الجنوب ونمشى فى السكة اللى ماشيين فيها وإلا خدوا للنجاح منا.. إذا أخذوا نتيجة وثمرة من الثمرات يبقوا نجحوا.
 
بومدين: الملك حسين قبل 5 يونيو كان متبع خط سياسى غير اللى اتبعه بعد 5 يونيو ولكن مش عارف هو يقدر يستمر بها الشكل ويتبع نفس الخط؟
 
عبد الناصر: والله انا النهارده بعد اللى حصل من الملك حسين باديله العذر فى أى حاجة إذا راح لجونسون «الرئيس الأمريكى» والملك حسين جه ودخل معانا فى دفاع مشترك وخد الخطوة الأولى ودخل الحرب وضرب إسرائيل قبل سوريا ما تضرب إسرائيل، هذه الخطوة الحقيقة التى يجب أن أضعها فى اعتبارى ولا أنساها ونتج عن هذا إنه فقد ثلاثة أرباع مملكته والضفة الغربية.
 
«خارج المحضر: كان ليفى أشكول قد بعث برسالة إلى الملك حسين يبلغه فيها أن حكومته لن تضرب الأردن إذا لم تتورط فى الحرب التى ستشنها إسرائيل على مصر، ولكن إذا دخل الأردن الحرب فالرد عليه سيكون بشدة» .
 
عبد الناصر: قد يكون الملك حسين جه علشان يركب الموجة متصورا مثل الشعب المصرى إن إحنا حندخل تل أبيب بعد 24 ساعة والظروف خيبت حساباته كما خيبت حسابات الشعب المصرى فى العملية ولكن يعمل إيه الملك حسين بعد كده بقى؟ يحاول يروح يستجدى امريكا وأنا بعت قلت له ما يقطعش علاقته مع أمريكا وانجلترا، والحقيقة هو بالذات وضعه سيئ جدا.
 
لن يستطيع الملك حسين أن يستعيد الضفة الغربية إلا إذا وافقت أمريكا، والضفة الغربية تختلف عن سيناء اختلافا كليا لأن اليهود مهما قعدوا فى سيناء فهم قاعدين فى صحراء فيها شمس وفيران وتعابين أما الضفة الغربية فهى كلها بطول إسرائيل ومن العسير استردادها.
 
يعمل إيه الملك حسين؟ أنا بتكلم لأكون منصفا.. الحقيقة يروح لجونسون ويستجديه ولكن جونسون بيعاقبه فيروح لويلسون «هارولد ويلسون رئيس الحكومة البريطانية».
 
والحقيقة إحنا بكل الوسائل يجب أن نساعده ولو عمل حلف مع أمريكا علشان تديله الضفة الغربية باقول له: اهلا.. الملك حسين مش ثورى.. مش بومدين.. الملك حسين هو الملك حسين.. النهارده هو فى أزمة.. والشعب الفلسطينى فى أزمة.
 
هوارى بومدين: بالنسبة لنا ما جرى بعد 4 يونيو كان صدمة.. لما شعرنا إن فيه حرب بدأنا نشرح الموقف للشعب لأن مشكلة فلسطين بالنسبة للشعب الجزائرى مشكلة حساسة.. إحساس يخلق جوا مكهربا فى الأوساط الشعبية.
 
إذا الصدمة للجزائر كانت صدمة عنيفة مثلما قال الأخ الرئيس فى كلامه.. لكن إذا كانت إسرائيل البادئ بالعدوان فلابد من أن يكون رد العرب عنيفا وهو ما يجعلنا فى موقف ومركز قوة للتكلم وطرح المشكلة من جديد.. ابتداء من مركز قوة وليس من مركز ضعف.
 
الصدمة العنيفة جعلت الجزائريين فى الأوساط الشعبية يستعملون كلمات ربما شوية حارة لكن ماهوش حقد أو كره لكن هو أن الانفجار اللى خللى الناس تعيط فى الشوارع.. ما كانوا يتصورون ما وقع من معركة فى يومين وتنتهى وأن يكون بدل «اليهود» من أن ينكسروا بيحصلوا على مكاسب ضخمة، على أن موقفنا بالطبع لم يتغير.
 
أنا يوم ما سمعت إن الطيران ضرب ما سكت وطلبت من القائم بأعمال روسيا 150 طائرة أغلبها ميج 21 على حساب الجزائر ووافق وبدأوا يبعتوا الطائرات.
 
بالنسبة لزيارة موسكو هم ما كانوش ينتظرون وصولى أخذت الطائرة الصبح ورحت موسكو مشيت لبريجنيف «سكرتير الحزب الشيوعى» وحضر مسئولون آخرون ولما جم يتكلموا فى اللى حصل قلت لهم: نحن هزمنا وده نتكلم فيه فيما بعد ولكن الموضوع اللى جيت علشانه هو فيه وضع خطير للغاية.. وهو سقوط النظام التقدمى فى القاهرة.
 
قلت لهم: المعركة قائمة اليوم على ضفاف البحر المتوسط وهى تعد من أخطر المعارك فى العالم الثالث.. فى تخيلى دى معركة السوفييت الأخيرة اللى ما يقدروش يرجعوا فيها للوراء كما حدث فى كوبا والكونغو لأن المعركة فى الشرق الأوسط هى فى الأساس معركة الأمريكان قبل ما تكون معركة الإسرائيليين.
 
وطرحوا عملية الحرب والموقف فى مجلس الأمن قلت لهم: إنها ما بين الاستسلام وبين قيام حرب وخلونى أسألكم عن موقفكم بالنسبة لما يجرى اليوم فى المنطقة العربية؟
 
قالوا: إن هناك ناس متطرفين بيقولوا: إن روسيا تخلت عن العرب وهؤلاء رجعيون وعملاء ووقعت فى الجزائر مظاهرات معادية للسوفييت وتهتف بأن روسيا خانت العرب.. هادول رجعيين فى تحليلهم «السوفييت».. هؤلاء ناس ثوريين وربما متطرفين.. ولكن هناك واقعا مؤلما ومرا.. ولنفترض أن إسرائيل هى اليوم فى حالة العرب.. موقف أمريكا كان يكون إيه؟ طب مش حتسيب إسرائيل فى وضع صعب.
 
مريت على بلجراد وقابلت المارشال تيتو وهو كان يتألم للوضع وطلبت منه يضغط على أصدقائه فى موسكو ولا نترك الأمريكان ينتصرون أبدا فى المعركة.. قال: من الواجب أن السوفييت يتحركوا.. لو سقط الشرق الأوسط الاتحاد السوفيتى حيخسر أوروبا الشرقية.
 
عبد الناصر: نكمل بعد الظهر.. شكرا.
نقلا عن الفجر
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع