الأقباط متحدون - احترم ... مهما ...
  • ١٣:١٨
  • السبت , ٥ اغسطس ٢٠١٧
English version

"احترم ... مهما ..."

مقالات مختارة | بقلم :الانبا ارميا

١٠: ١٠ م +02:00 EET

السبت ٥ اغسطس ٢٠١٧

الانبا ارميا
الانبا ارميا

 يقولون عنها : "لا تُقاس بطول العشرة والزمن، بل بما تصنعه من أثر."، و يذكرون أن مِفتاحها الابتسامة ، وأنها ليست بالأمر السهل ، لٰكنها تحتاج إلى كثير من البساطة والصدق والمحبة والصفاء كي ما تُسعد وتَسعد بها وتكون أحد العوامل الإيجابية في حياتك: إنها "العَلاقات الإنسانية".

 
كتَب كثيرون عن العَلاقات الإنسانية في حياة الناس، حتى إن نظريات ومدارس ظهرت تستفيض في شأنها؛ ولقد اهتمت بها الدراسات والبُحوث بوجه خاص في مجال العمل من حيث تأثيرها في نجاحه وزيادة جودته مع ما يشعر به فريق العمل من توافق وتحقيق لإنجازاته. إلا أنني هنا لست بصدد تنظيم العَلاقات الإنسانية في العمل من أجل تحقيق الأهداف المرادة، لٰكنني أتحدث عن العَلاقات البسيطة اليومية التي تعبر أيام حياتنا مع الآخرين سواء في: الأسرة، أو العمل، أو الأقرباء، أو الجيران، أو أولٰئك الذين نلتقيهم كل صباح دون أن تبقى أسماؤهم في ذاكرة أيامنا. 
 
وتختلف طبيعة العَلاقات بين البشر، ولٰكنها تتفق في أمر واحد يجب أن تكونه: "إنسانيتها"، بكل ما تحمل هٰذه الكلمة من مشاعر الاحترام والود والتعامل الإنسانيّ الذي لا يَنزِع عن الإنسان كرامته، وبخاصة عندما تزداد مساحات الاختلافات بين البشر؛ فالاختلاف لا يعني فقدان الإنسان إنسانيته أو تنازله عنها بأيّ حال من الأحوال. أيضًا علينا أن نُدرِك أن عَلاقاتنا الإنسانية بالآخرين هي عَلاقات حساسة، كما أنها سريعة التأثر بجميع ما يمر بها سواء على مستوى الكلمات أو الأفعال. وتبدأ رؤية الإنسان لعَلاقاته بالآخرين من خلال حقيقة عَلاقته بنفسه: فإن كانت عَلاقته بنفسه مضطربة، فكيف تكون عَلاقاته بالآخرين مستقرة؟! لذٰلك إن كنت تعاني عَلاقات غير مستقرة بمن حولك، فابدأ أولاً بالجلوس إلى ذاتك، وفكِّر قليلاً في طبيعة نفسك، ومدى تفهمك لحياتك ولتصرفاتك، ورؤيتك لذاتك، ربما جِلستك هٰذه تصير أولى خطواتك نحو النجاح مع الآخرين. 
 
المبادئ
أهم ما يحفظ العَلاقات بين البشر هو أن تكون مرتكزة على المبادئ الإنسانية؛ ومن بعض تلك المبادئ هو أن يُدرك المرء منا أنه يعامل إنسانًا آخر يساويه في إنسانيته: له حاجات جسدية ونفسية مثله، وله مشاعر وأحاسيس يمكن أن تتأذي وتتألم وتنجرح أو أن تنسعد بالكلمات أو بأسلوب معاملته. كذٰلك هو إنسان مساوٍ لك في وجوب تقديم الاحترام له؛ فإن أحد المبادئ العظيمة الأهمية في إرساء العَلاقات السليمة بين البشر هو "الاحترام"، الذي مِن دونه تفقد أية عَلاقة بشرية وجودها الحقيقيّ. أتذكر كلمات مثلث الرحمات "البابا شنوده الثالث": "احترم رأي من تكلمه مهما كنت ضده."
 
أيضًا عليك أن تدرك أنه إنسان يحتاج إلى العناية والاهتمام والتفهم والاحتواء فكثيرًا ما يقتُل الإهمال عَلاقات ويُلقي بها في وادي النِّسيان! ... وللحديث بقية ... 
• الأُسقف العام رئيس المركز الثقافيّ القبطيّ الأُرثوذكسيّ .
نقلا عن اليوم السابع 
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع