الأقباط متحدون - يا شيخ الكشك.. اخلع ما ترتديه فهو نجس
  • ١٠:٤٠
  • الجمعة , ٤ اغسطس ٢٠١٧
English version

يا شيخ الكشك.. اخلع ما ترتديه فهو نجس

مقالات مختارة | عادل نعمان

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الجمعة ٤ اغسطس ٢٠١٧

عادل نعمان
عادل نعمان

فيما قالوه لنا: هاتوا برهانكم على كرهنا وازدرائنا لأديان الله، أو التمييز بيننا وبين غيرنا، أو دعوتنا إلى كره الآخر، أو إكراه الناس على كرههم، دلونا على هذا الأرعن الأهوج الذى يدعو إلى احتقارهم وإهانتهم إن كنتم تعلمون؟ حاضر وجاهزين، هذه بضاعتكم طازة وطازجة ما زالت ساخنة بنار الفرن. هذا برهاننا أمام أعينكم، وهذا دليلنا من عندياتكم، وهؤلاء مشايخكم الذين تربوا على كره وتكفير الغير، وتحقيره وإهانته وتصغيره والتقليل من شأنه، يعلنونها واضحة صريحة جلية فى كشك الفتوى الذى أنشئ لمحاربة التطرف، وتعريف المسلمين بدينهم الوسطى السمح الداعى للمحبة والمسالمة، ها هو يحرض على الكراهية، ويؤيد ويدعم التمييز، ويعلن أحد مشايخه أن «المسيحى نجس نجاسة معنوية». هذه الرائحة تفضح ما عندكم، وهذا الطهى مما تأكلون، وهذا الرداء مما تلبسون، وهذا العلم مما تعلمونه ومما تؤمنون به. وكان الأولى والأجدى قبل أن تخرجوا على الناس، تفرشون بضاعتكم وتبيعون وتربحون، أن تفرزوا الفاسد والساقط والآسن منها، وقبل أن تنشروا هذا الغسيل على الناس، وجب عليكم أن تجففوه وتنشفوه داخل مدارسكم ومعاهدكم قبل الخروج به كاشفاً ومفضوحاً ومكشوفاً ومبلولاً.

هذا ما قلناه كثيراً، الإرهاب والتكفير والازدراء والتحقير عندنا، وداخل مدارسنا وبيوتنا وشوارعنا ومرافقنا ومصالحنا وأعمالنا إن كنتم لا تعلمون. إياكم أن تدافعوا عن أنفسكم، وعما ارتكبه أسلافكم فى حق هذا الشعب المسالم البسيط، الذى عاش قروناً مع كل أديان الله فى خير ومحبة وسلام، حتى جئتموه أول مرة، فتحول حاله إلى الفقر والجوع والمرض والجهل والكره والغل والغباء والحقد على غيره وعلى نفسه. كم كان رقيقاً مهذباً، محباً للناس وللخير، مفتوناً بكل صور الجمال والشياكة والأناقة، مولعاً بسماع الموسيقى والغناء والطرب، مغرماً بالقراءة والكتابة، عاشقاً لذاته ولغيره، متسامحاً ودوداً يملأ قلبه بالحب لكل خلق الله، لا يحتقر أحداً، ولا يزدرى ديناً، ويترك أرض الله للناس ودين الله لله، حتى تبدّل حاله من الحسن إلى السوء ومن الجمال إلى القبح، ومن الحب والمودة إلى الكره والغل، فبئس ما صنعتم به، وبئس ما تدعونه إليه.

يا شيخ الكشك، اخلع نعليك وجلبابك وقفطانك وعمامتك وعباءتك وساعتك ونظارتك وتليفونك المحمول، ولا تركب سيارة أو طائرة أو قطاراً أوباخرة، ولا تشاهد التلفاز أو السينما أو تستمع للمذياع، ولا تأكل ولا تشرب مما يصنعون ويزرعون، ولا تكتب بأقلامهم على أوراقهم، ولا تصلى على سجادة صلاة نسجتها أنوالهم، ولا تسبّح بمسبحة مما صنعته أيديهم، وأغلق عن المساجد والبيوت أجهزة الصوت وأجهزة التكييف، ولا تبحث عن علاج أو دواء لكل الأمراض من الزكام حتى السرطان، ولا تسأل عن حبة فياجرا تسترك فى أيامك الخوالى، ولا تشتر عطوراً لنفسك أو امرأتك أو فرشاة أو معجون أسنان، ولا تبحث عن منحة أو هجرة أو علاج فى بلاد الأنجاس، ولا تسأل عن واسطة عند الدكتور مجدى يعقوب لإجراء عملية قلب مفتوح لطفل من أقربائك يعيد له ولأسرته الحياة والأمل، فكل هذه الأمور نجس فلا تقربها بعد يومك هذا، وتجول فى الشوارع عريان جائعاً مريضاً، أطهر لك ولأمثالك. هؤلاء الأنجاس يا شيخ، يقف إخوانك من المسلمين على أبواب سفاراتهم، يبيتون على الأرصفة طمعاً فى السفر إلى بلاد النجاسة هروباً من بلاد المسلمين الأطهار، حتى يصيبوا منها عدلاً فقدوه فى بلاد الطهارة، ورحمة ضاعت من الطاهرين، ولقمة عيش سرقوها منهم ملوكهم وخلفاؤهم ومشايخهم وأطهارهم. هذه قطرة من البحر العامر الذى يواجهه إخوان لنا فى الوطن سبقونا إليه، وهذه ثقافة تشكلت عبر مئات السنين لا تتغير ولا تتبدل ولا تتطور وفقاً لوسائل العصر. ومعذور الشيخ، فهو أسير تفسيرات سلفه للنصوص، وقد قلنا: «أوّلوا النص» كما طالب المعتدلون والمعتزلة من قبل، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) وهذا سنده. هؤلاء مشايخ قد تربوا على طاولة بن تيمية وابن عثيمين وأحمد بن حنبل وغيرهم كثير. (خذ هذا)، هذا شيخهم ابن عثيمين يرى حلاً لنجاستهم «ألا تبدأ المصافحة لغير المسلم حتى يمد غير المسلم يده، فإذا مدها صافحه المسلم، وإذا كان غير المسلم يؤدى عملاً خدمياً كتقديم الطعام أو الشراب، فعليه أن يضع هذا على الطاولة ويمضى ولا يسلمها له يداً بيد، كالمرأة اليهودية فترة الحيض حتى مع زوجها وأهلها وأولادها، فهى نجسة فى أيامها هذه!!». وأسأل شيخكم: وما رأيك يا ابن عثيميين فيما إذا كان الأكل والشراب قد زرعه وحصده وعبأه وعصره وطهاه نجس منهم، هل نأكله أم نصوم عن الأكل والشراب ونموت أطهاراً؟ ولما سئل نفسه عن حسن التعامل مع غير المسلم أجاب: «لا شك أن المسلم يجب عليه أن يبغض أعداء الله ويتبرأ منهم، لأن هذه هى طريقة الرسل وأتباعهم». قولوا له: من قال إن هؤلاء أعداء الله؟ وهذا أحمد بن حنبل له رأى آخر يبعد به النجاسة عنه، ويأمر المسلم بها «إذا رأيت نصرانياً أغمض عينى كراهة أن أرى بعينى عدو الله». قولوا له: ستظل عيونكم مغلقة طوال النهار، فإذا كنت متزوجاً منهم فبالليل أيضاً، هذا هو العمى بعينه، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور. لنا الله نحن وأنجاس العالم.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع