الأقباط متحدون - #بالأمس_كافر_واليوم_نجِس.. هل من مزيد؟
  • ٠٥:٥٦
  • الاثنين , ٣١ يوليو ٢٠١٧
English version

#بالأمس_كافر_واليوم_نجِس.. هل من مزيد؟

مقالات مختارة | بقلم الفنان فيليب فكري

٤٨: ١٠ ص +02:00 EET

الاثنين ٣١ يوليو ٢٠١٧

أكشاك الفتوى
أكشاك الفتوى

  أستيقظت باكرًا على غير عادتي، شاعرًا بقلق شديد، وصداع موجع، ونجاسة في معنوياتي، أعاقتني عن استكمال يومي بشكل طبيعي.. خاصة وأنا كنت أعتقد أن معنوياتي طاهرة ونقية وفُلة، قبل أن يتفضل علينا أنا وأقراني فضيلة شيخ كُشك الفتوى التابع لمؤسسة الأزهر، ليعلن لنا بكل أريحية، أننا أنجاس معنويًا، وهي إضافة تُحسب لفضيلة شيخ الكُشك، حيث أنني كنت أعتقد إلى الأمس أنني كافر وفقط.ترددت كثيرًا في الحديث عن كُشك الفتوى بعد استنكار جموع من المصريين مسلمين ومسيحيين لهذه الظاهرة، ولكني لم أفقد اندهاشي من أداء مؤسسة الأزهر وعلى رأسها فضيلة الإمام ألذي أكن له كل الإحترام.

الأزهر يصر يومًا بعد الآخر على هدم المواطنة ألتي ينادى بها العقلاء والدستور المُهمل.. عشرات وربما مئات المواقف في عدة شهور قليلة تؤكد إصرار مشيخة الأزهر على تكفير الأقباط بشتى الطرق، سواء برسائل مباشرة من أبناء المؤسسة كـ عبدالله رشدي وغيره، وعبارات طائفية عديدة على لسان الإمام الأكبر، مرورًا بمناهج تؤجج الفتنة والكراهية ورفض الآخر، نهاية بـ "كُشك الفتوى".. لا يخفي على الإمام الأكبر ومؤسسته أنني كمواطن مصري أسهم في الصرف على هيئة مترو الأنفاق، بل على مؤسسة الأزهر بذاتها.. فكيف وسيلة مواصلات عامة من المفترض أنها لكافة المواطنون، أن تقدم فيها خدمة تستهدف فئة دون غيرها، بل وتحض على كراهيتهم ونعتهم بالنجاسة.

(إمارة المترو) كما تحولت في السنوات الأخيرة، تشهد يوميًا عمليات إحتكاك وانتهاك للأقباط بشتى الطرق وخاصة في عربة السيدات.. تأتيني على صفحتي عشرات الصور لفتيات أصبن بجروح أو خدوش أو قص شعر وغيرها من الأساليب التي تؤكد أن تلك العمليات ممنهجة، وممولة.. كان بالأولى على المؤسسة العريقة أن تواجه هؤلاء وتوجههم، بينما من الواضح أن الأزهر لا ينتبه إلى تلك القنابل الموقوتة، كما أنه لم ينتبه في السابق إلى القنابل ألتي أنفجرت في وجوهنا.. تلك الممارسات جعلت العديد من الأقباط من مرتادي مترو الأنفاق يشتموا رائحة جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي ليست ببعيدة.

يا فضيلة الإمام.. هل مازال أمامنا الكثيرمن الإهانات والرفض، حتى تقتنع بمواد المواطنة في الدستور؟.. أم ستظل تراني كافر، ونجِس، وربما في الطريق توصيفات أخرى، تستدعي عدم اعترافك بمواطنتي؟.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع