الأقباط متحدون - محمد خان والبحث عن فارس
  • ١١:٤٥
  • السبت , ٢٩ يوليو ٢٠١٧
English version

محمد خان والبحث عن فارس

مقالات مختارة | بقلم : خالد منتصر

٢٢: ١٠ م +02:00 EET

السبت ٢٩ يوليو ٢٠١٧

خالد منتصر
خالد منتصر

 فى الليلة الظلماء يفتقد البدر، ومع انهيار السينما نفتقد محب السينما وبدرها الوضاء محمد خان، تمر ذكراه الأولى علينا هذا الشهر ومعها يمر شريطه السينمائى الثرى، الذى نستطيع بعد مشاهدته أن نقول وبدون تردد إن السينما المصرية قبل «خان» وجيله من أبناء الواقعية الجديدة ليست هى السينما بعده وبعدهم، كان معه عاطف الطيب وخيرى بشارة وداود عبدالسيد، ولكنه تميز عنهم بطول النفس وكم الأفلام الأكبر وبالبداية المبكرة، فقد غيّب الموت عاطف الطيب فلم يتح له صناعة هذا الكم من الأفلام وانتقل «بشارة» إلى الدراما التليفزيونية ودخل «داود» مجال الإخراج متأخراً عنهم وتباعدت السنون بين الفيلم والآخر، لذلك كانت أفلامه قليلة مقارنة بمحمد خان، استدعيت «خان» فى ذكراه من خلال قراءة كتاب هو أفضل وأعمق وأجمل ما كتب عن محمد خان، كتاب سينما محمد خان البحث عن فارس، للناقد الجميل صاحب الأسلوب القصصى البديع محمود عبدالشكور، وهو الروائى الذى ضل طريقه إلى الصحافة، كتاب أدعوكم لقراءته فى ذكرى «خان» والاستمتاع به كما استمتعت، الكتاب بقلم محب وعاشق لسينما محمد خان، اقترب منه شخصياً بعد أن استوعبه فنياً، الكتاب تحليل لمسيرته السينمائية منذ أول أفلامه التسجيلية «بطيخة» وحتى آخر أفلامه الروائية «قبل زحمة الصيف»، نستطيع تلخيص «خان» فى كلمات مختصرة بسيطة عبر عنها الكتاب، أنه الحكاء المدهش، الباحث عن الصدق فى الشارع المصرى حتى النخاع برغم أنه كان قد حصل على الجنسية قبل رحيله بسنتين فقط، كل ممثل عمل مع خان ليس هو مع الآخرين، إنه يفجر فيهم آبار نفط إبداعية لا تنضب ولم تكتشفها إلا عين محمد خان، سأقتبس من كتاب «عبدالشكور» تلك اللقطة وأترك لكم بقية اللقطات لتطلعوا عليها بأنفسكم فى هذا الكتاب الساحر، يقول محمود عبدالشكور فى كتابه: نجوم السينما المصرية الذين يعرفهم الجمهور لم يعودوا هم أنفسهم فى أفلام محمد خان، ليلى علوى ليست هى التى نعرفها من قبل فى شخصية الفلاحة غير المتعلمة، خيرية خوخة، فى فيلم «خرج ولم يعد»، وعادل إمام أصبح «فارس»، لاعب كرة الشوارع فى «الحريف» دون أن ينطلق ليقدم الشويتين بتوعه كممثل كوميدى يريد أن يضحك الجمهور، وسعاد حسنى تعيش شخصية «نوال» المقهورة فى «موعد على العشاء»، يستمر الناقد محمد عبدالشكور بعينه الذكية فى التقاط تغير الممثلين من خلال كاميرا خان، ميرفت أمين فى «زوجة رجل مهم»، ونجلاء فتحى، الملاك الجميل الأرستقراطى خادمة فى «هند وكاميليا».. إلخ، حتى الأدوار الثانوية تألق فيها أصحابها مع محمد خان من نجاح الموجى فى «الحريف»، وحتى إبراهيم قدرى فى نفس الفيلم!!، يكتب «عبدالشكور»: «لم يعد ممكناً بعد «خان» أن يصبح الاستوديو بديلاً عن الشارع، ولا الصنعة بديلة عن الصدق، اكتسب مفهوم سينما المؤلف رسوخاً كاملاً، ليس المقصود بصمة المخرج وروحه فى الكتابة فقط، ولكن أيضاً رؤيته التى تنتظم عمله وأسلوبه الذى يجعلك تميز الفيلم دون أن تعرف صاحبه»، رحم الله محمد خان عاشق الصورة ومروض الحكى، الذى علمنا أن نحب السينما ونغرم بها مثله.

نقلا عن الوطن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع