الأقباط متحدون - الجماعة: تكفير وتحريض
  • ٠٩:٣٣
  • السبت , ٢٩ يوليو ٢٠١٧
English version

الجماعة: تكفير وتحريض

مقالات مختارة | د. عماد جاد

١٨: ٠٨ ص +02:00 EET

السبت ٢٩ يوليو ٢٠١٧

د. عماد جاد
د. عماد جاد

بمرور الوقت تتكشف شبكة علاقات الجماعة الإرهابية وخطوط اتصالها المختلفة، فمن بين المزايا القليلة وربما هى الميزة الوحيدة لصعود الجماعة إلى السلطة فى مصر فى عام ٢٠١٢، كشف كل خلاياها النائمة فى مصر، فضح انتهازية جزء ليس بيسير من النخبة المدنية المصرية المراوغة التى بادرت بالاتصال بالجماعة وتقديم التهانى، ومنهم من كشف أنه عضو فى الجماعة منذ سنوات طويلة، وما إن هوت الجماعة عن السلطة بعد عام واحد فقط لا غير حتى بدأت تنفذ أفكارها الشاذة، التى ترى فى الوطن حفنة من التراب العفن، وتسعى بكل قوة لنشر الخراب والدمار فى البلاد، وتمارس المبدأ المكيافيللى الشهير فى عالم الحكم والسياسة وهو الغاية تبرر الوسيلة.

وظفت رموزها الدينية فى تكفير الحاكم والمجتمع فى البلاد، وأفتوا ومنهم القرضاوى بجواز القيام بالعمليات الانتحارية فى الدول العربية لخدمة الجماعة، فى وقت أفتى فيه بأن الصراع مع إسرائيل لا يمثل أولوية اليوم، بل وجه القرضاوى فتاواه الشاذة إلى الحكام العرب والمجتمعات العربية، فى نفس الوقت دشنت جماعة الإخوان عدداً من المحطات الفضائية والصحف والمواقع الإلكترونية فى قطر وتركيا، وامتلكت سلسلة من وسائل الإعلام، مستعينة فى ذلك بمدرسة الجزيرة وشركاتها المختلفة، إضافة إلى عدد من الإعلاميين المصريين الذين قبلوا لعب هذا الدور لقاء دولارات قطر والجماعة، كان البرلمانى الإسرائيلى السابق عزمى بشارة هو رأس الحربة فى تشكيل هذه المنظومة، فهذا الشخص الذى كان ينتمى إلى عرب ١٩٤٨ وتمتع بعضوية الكنيست الإسرائيلى فر هارباً من إسرائيل بعد اكتشاف أجهزة الأمن الإسرائيلية صلات بينه وبين حزب الله وجرى رصد أموال محولة له من الحزب لقاء تقديم معلومات حساسة، وبعد أن كان عزمى بشارة أحد أبرز قيادات عرب ١٩٤٨ وسبق له الترشح على منصب رئيس الوزراء، عندما اعتمد قانون الانتخاب المباشر لرئيس الوزراء هناك، بات مطارداً من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وهنا لجأ إلى قطر وقدم خدماته للأسرة الحاكمة واستخدم كل مهاراته التى اكتسبها من دراسته فى ألمانيا فى خدمة الأسرة الحاكمة، أنشأوا له مركزاً للأبحاث كان بمثابة غطاء عمل تحته عزمى بشارة من أجل استقطاب وتجنيد الكتاب والمثقفين فى خدمة الأسرة الحاكمة فى قطر.

بعد سقوط حكم المرشد والجماعة فى مصر، كان الهروب الكبير لقيادات وكوادر الجماعة، ومعهم كل من باع نفسه لقاء دولارات قطر، توزعوا ما بين قطر وتركيا وأنشأوا قنوات فضائية مثل «رابعة، مكملين، الشرق ومصر الآن» وفتحوا أبواب هذه القنوات لعدد من الشخصيات المنتمية للجماعة وتلك التى عملت لحسابات مصلحية، وتكشف متابعة هذه القنوات أنها لا تقدم إعلاماً بالمعنى المتعارف عليه، بل تقوم بمهمة التحريض على مدار الساعة على طريقة «الجزيرة مباشر»، كما أنها قنوات تقوم بالسب والقذف وتوجيه الإهانات الشخصية والتجريح الذاتى وتوجيه الشتائم البذيئة لرموز الدولة المصرية ومؤسساتها، يفتون باستحلال دماء رموز الدولة المصرية، ويدخل فى سباق السب والقذف عدد من الإعلاميين المصريين الذين لم يعرف عنهم أى صلة بالجماعة، جمع بينهم فقط الطمع فى أموال التنظيم الدولى والأسرة الحاكمة القطرية، وباتت شاشات هذه الفضائيات مرتعاً لعتاة المجرمين والقتلة، أمثال طارق الزمر وعاصم عبدالماجد، الذين يتحدثون اليوم عن الحرية والديمقراطية.

نظرة تحليلية إلى إعلام الجماعة الذى يبث اليوم من قطر وتركيا تكشف عن أنه إعلام جديد يقوم على مجموعة من المجرمين والقتلة والفارين من العدالة، كما أن اللغة المستخدمة هى لغة بذيئة، تحريضية عبارة عن سب وقذف وفتاوى إهدار دم.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع