الأقباط متحدون - «داعش» وإلغاء الصلاة.. والدين حسب الطلب
  • ١١:٥٢
  • الجمعة , ١٤ يوليو ٢٠١٧
English version

«داعش» وإلغاء الصلاة.. والدين حسب الطلب

مقالات مختارة | أكرم القصاص

٠٩: ١١ ص +02:00 EET

الجمعة ١٤ يوليو ٢٠١٧

أكرم القصاص
أكرم القصاص

لا توجد دلائل على أن هذا الخبر صحيح، بل ويبدو فى جزء منه كوميديا، لكن هناك فيديوهات دعائية نشرها تنظيم داعش لا تخلو من سطحية وفكاهة، الخبر يقول عن «الهيئة الشرعية» لما تبقى من تنظيم «داعش» أصدرت أمراً لعناصرها بالتوقف عن الصلاة، احتجاجاً على عدم نصرة الله لهم فى معركة الموصل، وأن مفتى التنظيم المدعو «أبوقحاطة الزبردجانى» يرى أن دعاء الدواعش وقرابينهم من الانتحاريين لم تنفع فى جلب النصر. وهو ما يدعوهم لوقف الصلاة والصدقات.
 
الخبر يبدو مصنوعا لكن اسم أبوقحاطة لا يختلف كثيرا عن أسماء قيادات وأعضاء التنظيم ممن يمنحون كل منهم كنية من أسماء فلكلورية لا علاقة لها بالدين فى شىء.
 
«داعش» كان لهم السبق فى تحويل الأطفال إلى ذباحين وقتلة، ورأينا قياديًا داعشيًا يصطحب أطفاله ليساعدوه فى حمل الرؤوس المقطوعة، وداعشى آخر يحتفل بإرسال ابنه إلى عملية انتحارية وبعد تفخيخه، يرسله للقاء حور العين فى الجنة.
 
أما عن التعليم فقد وزع داعش مرسوما ليس فكاهيا، موقع من أبو بكر البغدادى قبل عامين أعلن فيه تغيير اسم وزارة التربية والتعليم إلى «ديوان التعليم» وقرر إلغاء تدريس التربية الفنية والموسيقية والوطنية والمناهج الفلسفية والاجتماعية والنفسية، وحذف التاريخ والجغرافيا والأدب، والعلوم. وتنظيم بهذه العقلية يبدو أقرب لممثلين فى أفلام الكفار المعروفة. وبالتالى فإن الامتناع عن الصلاة أمر وإن كان يبدو فكاهيا، فهو يتماشى مع طريقة تفكير يبدو فيها العقل مركبا فى النصف السفلى لجسم الكائن الداعشى، ويجعل هناك تبريرا وتفسيرا لكل تصرف حتى لو كان منافيا للدين والعقل والإنسانية.
 
وقد عثرت القوات فى الموصل وبعض المناطق السورية التى هرب منها دواعش «دولة الخرافة» على أوراق ووثائق وعقود، من بينها عقود بيع وشراء جوارى، وغلمان، والكثير من الأوراق والقرارات التى تكشف عن أن داعش لا علاقة لهم بالدين، ولا الشرعية والشريعة، وأنهم يوظفون الدين لتبرير جرائمهم، وصولا لأن يعفى القيادات أنفسهم مما يلزموا به الرعية، وبالتالى فإن دعوتهم لوقف الصلاة، اعتراضا على الهزيمة، حتى وإن جاءت ضمن السخرية، فهى لا تختلف كثيرا عن عقليات أعاد أصحابها الرق، وتاجروا فى النساء والأطفال.
 
واللافت للنظر أن كبار الدعاة الذين شاركوا فى تجنيد الشباب وإرسالهم للحرب فى سوريا والعراق، مثل العريفى وأمثاله، بل وبعض كبار السلفيين لدينا، كل منهم أطلق العديد من الفتاوى والأحكام، لا تختلف كثيرا عما يطبقه داعش، وأى مراجعة لقوائم المحرمات والمحللات لهؤلاء الدعاة، تكشف المصادر التى يستقى منها الدواعش أحكامهم. وتتجاوز نكتة التوقف عن الصلاة والتى قد تعنى إعلان داعش الكفر، وقد تجاوزوا الكفر إلى مجالات أخرى من الدين حسب الطلب.
نقلا عن اليوم السابع

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع