الأقباط متحدون - التغيير الألاهى فى حياة القديسين ... بطرس وبولس
  • ١٨:١٦
  • الاثنين , ١٠ يوليو ٢٠١٧
English version

التغيير الألاهى فى حياة القديسين ... بطرس وبولس

د. مجدي شحاته

مساحة رأي

٤٣: ١٠ ص +02:00 EET

الاثنين ١٠ يوليو ٢٠١٧

بطرس وبولس
بطرس وبولس

 بقلم : د. مجدى شحاته
ترك شاول أورشاليم راكضا بجواده مقتربا من دمشق ، بعد الانتهاء من رجم اسطفانوس حيث كان مكلفا بحرسة ثياب الراجمين ، حاملا رسائل منرئيس الكهنة الى اليهود المتوطنين فى دمشق للقبض على المسيحيين وتسليمهم . لم يكن يعلم أن هناك من يركض وراءه . وأذ بنور باهر من السماء يسطع أكثر من ضوء الشمس ، وسمع صوتا يناديه بأسمه ( شاول ) مرتين حتى لا يحدث لبث . فسقط على الارض من فوق جواده ، وقال فى دهشة : " من أنت يا سيد ؟ " وجاءه الرد " أنا يسوع الذى أنت تضطهده .. " وسأله شاول مرتعدا متحيرا : " يارب ماذا تريد أن أفعل ؟ " فقال له الرب : " قم وأدخل المدينة ،فيقال لك ، ماذا ينبغى أن تفعل .." أفاق شاول من الصدمة ، ويا لها من صدمة مباركة !!التى أحدثت التغيير الهائل فى حياته ، ليتحول ألد أعداء المسيحية ومضطهدها  ، الى أعظم خدامها الابرار .

أدرك بولس أن آلام ألمؤمنين حينما كانوا يئنون من ثقل التعذيب ، قد سرت فى جسد المسيح وهو فى السماء ، فارتاع بولس وأحس وكأنه كان يعذب المسيح ،وأدرك أن أحباء المسيح على الارض هم حقيقة من لحمه وعظامه . تجديد حياة بولس الرسول كانت نقطة فاصلة فى تاريخ الكنيسة الرسولية ، ومنها الى نقطة تحول فى تاريخ الانسانية كلها .لقد احتاجت الامبراطورية الرومانية سبعة قرون كى تبنى مجدها العتيد ، وبولس الرسول جعلها تنحنى عند أقدام المسيح فى بضعة سنوات قليلة !! انها معجزة النعمة الألاهية القادرة على تغيير كثيرون من مضطهدى المسيحية الى خدام على مر العصور ، حيث يتبعهم المسيح أينما ذهبوا ليتمجد أسمه معهم  كما تمجد مع شاول. 

  وماذا عن شخص سمعان ... وشخص بطرس ؟ الاول أكتشفه يسوع ...والثانى صنعه يسوع . كانت عناصر كل شخص موجودة ، لكنها مفككة فى سمعان مثل حبات الرمل ، التى تم دمجها وضغطها فى دائرة النعمة لتصبح صخرة قوية صلبة فى بطرس. " وعلى هذه الصخرة أبنى كنيستى " وكما يتحول الفحم الاسود ( ذرات من الكربون ) الهش والسهل التفكك ، الى قطعة من الماس الغالى الثمن وأقوى المواد صلابة وتماسك ،  (مع أنه نفس ذرات الكربون الموجوده فى الفحم ) وذلكبفعل الحرارة والضغط الشديدين .نعم فى دائرة النعمة ، حول الرب يسوع سمعان الشخصية الهشة الى بطرس الشخصية القوية الحديدية الفولازية من خلال وضع ثقة الكاملة فيه .القديس بطرس المحب الغيور  الذى أحب دوما أن يكون محاكيا للرب يسوع ، فطلب من سيده أن يمشى على سطح المياه مثله ، وهو الذى كان معه حينما أقام يسوع ابنة يايروس من الموت وقال لها " طبيثا قومى " .. وتمر السنين ،

ويتكرر المشهد فى يافا حينما أقام بطرس فتاة من الموت وقال لها نفس العبارة " يا طبيثا قومى " مع فارق وحيد أنه جثا على ركبتيه . نعم كانت محاكاة بطرس لسيده عظيمة .. ولكن عندما حكم عليه بالصلب لم يقلد سيده وطلب من صالبيه أن يجعلوا قدميه الى أعلى ورأسه الى أسفل لأنه وان كان يشرفه أن يصلب مثل يسوع ، لكنه يرى نفسه أقل وأصغر من أن يحاكى سيده فى صلبه  وعندما القى يسوع سؤاله العجيب الخالد " من يقول الناس أنى أنا ؟ " توقف التلاميذ أمام أعمق تأمل يمكن أن يواجهوه فى حياتهم ، وجاءت اجابة بطرس العظيمة المثيرة للعجب .. والتى أعترف خلالها بلاهوت المسيح حيث أرتقى فوق العقل البشرى ولمع أمام عينيه الاعلان الالآهى معلنا " أنت هو المسيح ابن الله الحى !! " ...نعم  ... انها الاجابة الشافية التى قامت عليها المسيحية كلها .

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد