الأقباط متحدون - ربيع قطر.. نهاية «الأيديولوجيا الحَمَديّة»!
  • ٠٢:٠٣
  • السبت , ٨ يوليو ٢٠١٧
English version

ربيع قطر.. نهاية «الأيديولوجيا الحَمَديّة»!

مقالات مختارة | بقلم : أحمد المسلمانى

٥١: ١٠ م +02:00 EET

السبت ٨ يوليو ٢٠١٧

أحمد المسلمانى
أحمد المسلمانى

 (1)

 
يتمنّى أكثر من مليار ونصف المليار مسلم حول العالم سقوط التجربة القطرية المتطرفة.. وعودة قطر إلى محيطها.. وإلى أمّتها.
 
ليس ربيع قطر هو سقوط نظام الشيخ حمد أو تغيير سلطة الشيخ تميم.. بل هو -بالأساس- سقوط الفكر الذى تأسّستْ عليه «الأيديولوجيا الحَمَديّة».. إحدى أسوأ الأيديولوجيات العربية فى القرون الأخيرة.
 
(2)
 
لا أحد يحقِد على قطر.. ولا أحد يحنِق على ثراء إمارة الغاز التى حباها الله بثراءٍ كبيرٍ.. ولقد كانت قطر قبل الشيخ حمد دولةً غنيةً.. وكانت محبوبةً وجاذِبةً لملايين الزوار العرب.. كما كانت مسارحها ومنتدياتها ومجلاتها الثقافية مكاناً مفضلاً لكبار المثقفين العرب.. فلاسفةً وشعراء.. مفكرين وأدباء.
 
كانت العائلات المصرية تنظر إلى قطر باستمرار باعتبارها تلك الدولة الصغيرة الجميلة.. التى يتسم أهلها بالتواضع والرقى ومكارم الأخلاق.
 
لا يزال الشعب القطرى الشقيق هو ذلك الشعب الرائع.. ولا تزال سمات القطريين كما كانت.. انتماءً واحتراماً.. مودةً وأخلاقاً. لم يتغيّر الشعب.. ولكنّ السلطة هى التى تغيّرت.. لم تتغير مبادئ القطريين ولكن مبادئ النظام هى التى تغيّرت.
 
إن «قطر قبل الشيخ حمد» ليست «قطر بعد الشيخ حمد».. سيرى البعض فى «قطر حمد».. ارتفاع المبنى وتطوّر المكان.. وتوسّع الدور.. وهى رؤية صحيحة فى العديد من جوانبها.. لكن التطور فى «المبنى» لم يقابله التطور فى «المعنى».. وارتفاع «المكان» لم يستتبِعهُ ارتفاع «المكانة».. وتوسُّع الدور.. كان صادماً للأمّة.. عبئاً على الدين وعبئاً على الدنيا.
 
ليس فى «الأيديولوجيا الحَمَديّة» ما يستدعى التقدير.. ذلك أنها خليط فوضوى من الادعاء والكراهية.. والحقد الحضارى.
 
إنَّ «الحقد الحضارى» هو التعبير الأنسب فى وصف مكونات هذه الأيديولوجيا البغيضة.. إنه الحقد على أية دولة.. أكبر أو أقوى أو أعرق أو أجمل.. إنَّهُ الحقد على الدول التى تمتلك المساحة أو السكان.. أو التى باتتْ تنافس حضارة الحداثة وما بعد الحداثة.
 
كان بإمكان قطر أن تكون سويسرا العالم الإسلامى.. المكان الأكثر جاذبية لكل الأمة من جاكرتا إلى داكار.. كان يمكن أن تكون رمز المال والثراء.. رمز الجمال الحضارى والرقىّ الإنسانى.. البلد الأغنى الذى يملك أن يكون عاصمة القوة الناعمة فى محيطها وما بعد محيطها.
 
جاءت «الأيديولوجيا الحَمَديّة».. لتطيح بأيديولوجيا التسامح وصورة الرخاء.. ومركز الجاذبية لمليار مسلم.. لتنشأ أيديولوجيا التطرف.. والاستكبار.. وتمويل كل ما هو خطأ وخطر.. بدلاً من أن تكون قطر مركزاً للأفكار الحضارية والقيم الحديثة.. والأصيلة فى آن. أصبحت «قطر الحمديّة» وكيلاً للغرب.. وعميلاً للاستعمار الجديد.. تقدم خطاباً زاعقاً حول الاستقلال والحرية والكرامة.. من استديوهات تعمل من القاعدة الأمريكية.. وتحتمى بالقيادة المركزية!
 
(3)
 
لا أحد يريد لقطر أن تسقط كدولة.. ولا أن تُهان كشعب.. ولو أن أحداً فكّر فى إهانة الشعب القطرى.. لانتفضنا جميعاً: كلنا قطر. لكن الذى يريده «الحضاريون» العرب والمسلمون.. هو عودة قطر إلى قطر.. وعودتها إلى أمّتها.. أن تُنهى قطر الحقبة الحمديّة الكارثية.. التى تمددت خلالها أنهار من الدماء.. وأنهار من الفقر.. وأنهار من اليأس.. أن تنهى قطر بنفسها الحقبة اللاحضارية واللا إنسانية من الأيديولوجيا القطرية.. وأن تبدأ عصراً جديداً من السلام فى الإسلام.. من السلام فى الخليج، ومن السلام حتى المحيط.
 
لقد مضت «الأيديولوجيا الحَمَديّة» فى دعم الثورة المضادة فى ديار المسلمين.. ولقد حان الوقت لأن تعود قطر من الموقع الخطأ.. أن تقف فى الجانب الصحيح من التاريخ.. وهنا الربيع الحقيقى.. ليس فقط ربيع السياسة.. بل ربيع الحضارة.
 
حفظ الله الجيش.. حفظ الله مصر.
نقلا عن الوطن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع