الأقباط متحدون - لست بشيخة أو قسيسة
  • ٠٢:٢٦
  • السبت , ٨ يوليو ٢٠١٧
English version

لست بشيخة أو قسيسة

مقالات مختارة | رولا خرسا

٣١: ١٠ ص +02:00 EET

السبت ٨ يوليو ٢٠١٧

رولا خرسا
رولا خرسا

لست بشيخة ولا قسيسة.. هذه مرتبة لا أدعيها. أنا مجرد واحدة من البشر الذين أتاحت لهم الظروف بعد تجارب مؤلمة كثيرة أن يتعلموا أن أفضل منجى للإنسان فى حالات الإحباط الشديد أو عندما نلمس القاع هو الله سبحانه تعالى.. كلنا فى رحلتنا الحياتية نمر بظروف شديدة تجعلنا نعيد النظر فى الكثير من الأمور، بل تجعلنا شديدى الحزن والهم ونطرح السؤال الأبدى: لماذا أنا؟ ولماذا يحدث لى هذا؟.. أحاول من خلال كتاباتى نقل بعض التجارب التى خاضتها البشرية غربها وشرقها فيما يعرف بالروحانيات- spirituality- التى من شأنها طرح منظور على القارئ يساعده على الوصول لمعرفة ذاته وهذا لا يخالف ما وجده فعلا رجال الدين أولا بما حباهم الله من علم يستطيعون به الإجابة عن الأسئلة كلها.. وضع الله سبحانه فى طريقى مجموعة من القراءات والبشر ساعدونى كثيرا فى هذا المجال..أما علاقتى بالإشارة إلى قصص دينية فلقد بدأت منذ أكثر من عشر سنوات منذ بدأت الكتابة فى «المصرى اليوم» فى محاولة لتقريب ما أكتب للقارئ بأمثلة من قصص تراثنا الإسلامى والمسيحى.. كنت حريصة فى رمضان من كل عام على كتابة قصص سيدات بيت النبوة.. وآل البيت.. بيت رسول الله، عليه أفضل الصلاة والسلام.. أصل هنا إلى النقطة التى جعلتنى أكتب هذا المقال.. وصلنى من أسرة تحرير «المصرى اليوم» أن هناك من اعترض على كتابتى فى موضوعات لها علاقة بالدِّين وبأننى أستخدم الآيات وقصص الأنبياء فى كتاباتى.. ليأتى السؤال: لماذا ظهرت الاعتراضات الآن وأنا أكتب فى هذا المجال منذ سنوات طويلة؟

مرة أخرى أشرح لمن لم يصله ما أفعله ولكل من يقرأ لى مشكورا: أنا لا أفتى ولا أحلل أو أحرم ولا أتكلم فى قضايا خلافية.. أنا أحاول أن أربط بين الأنبياء كقدوة لنا وبيننا كبشر، وأحاول أن أربط بين الروحانيات فى كيفية أننا كبشر يجب أن نقوى علاقتنا بالله.. عندما كتبت عن سيدنا إبراهيم وآية «بلى ولكن ليطمئن قلبى» ربطت الآية بأزماتنا جميعا عندما نتدبر أمور الدنيا.. عندما تحدثت عن سيدنا زكريا وحمل زوجته وهى كبيرة فى السن تحدثت عن أن الإيمان بالله يصنع المعجزات.. عندما تحدثت عن سيدنا يونس وصفت حال الإنسان الغاضب وأن وسيلة إطفاء الغضب هى الاستسلام لمشيئة الله والاستغفار.. كتبت عن اليزيديين والصابئة وأكتب للمسلمين والمسيحيين واليهود والبوذيين وغير المؤمنين أصلا.. أكتب لكل من يمر بأزمة أيا ما كان دينه أو اعتقاده.. أنا أعتبر نفسى من مدرسة جديدة على عالمنا العربى وهى ربط الحياة بالروحانيات.. من أشهر من ينتمون إليها فى الغرب واين داير، الكاتب الشهير، وأوبرا وينفرى، المذيعة الشهيرة.. ما أكتبه هو كيف أنك عندما تقترب من الله تحقق المستحيل وهى ما نترجمه بـ«أنا عند ظن عبدى بى».. الطاقة الروحانية تقول إن آمنت بشىء بشدة فلابد أن تحققه والله يقول: «ادعونى أستجب لكم».

لماذا يعترض من يعترض على ما أكتبه؟.. وأكتب لكل من يشعر بأنه تائه لأقول له: «لا تخف لست وحدك وأساعده بقصة نبى كى يقتدى به».

أشكر بشدة رئيس تحرير «المصرى اليوم» أستاذ محمد السيد صالح الرجل الخلوق على سعة صدره أمام من يهاجموننى فقط لاعتقاد خطأ أرجو أن أكون قد صححته فى مقالى هذا.. وأشكر إدارة «المصرى اليوم» برئاسة الأستاذ العزيز صلاح دياب على المساحة والحريّة التى أتمتع بها منذ أن بدأت الكتابة فى هذا المكان المحترم.. وأرجوهم أن يتركونى أستمر فى هذا الطريق.. طريق السياسة يكتب فيه العشرات وطريق المشاكل والقضايا أيضا.. اخترت طريقا مختلفا ألا وهو مساعدة الناس بإمدادهم بطاقة روحانية.. أعينونى أن أستمر به.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع