الأقباط متحدون - من أول نهارك سعيد يا حضرة.. لحد صباحو فل يا شبح!
  • ٠٤:٥٩
  • الجمعة , ٧ يوليو ٢٠١٧
English version

من أول نهارك سعيد يا حضرة.. لحد صباحو فل يا شبح!

مقالات مختارة | حنان مفيد فوزي

٤٤: ١٢ م +02:00 EET

الجمعة ٧ يوليو ٢٠١٧

حنان مفيد فوزي
حنان مفيد فوزي

شاءت أقدارى أن أستقل آلة الزمن، وأتجول حول أم الدنيا فى 100 سنة، وبالطبع غرضى الساخر يختلف عن التجربة الثرية لكاتبنا أنيس منصور حول العالم فى 200 يوم، لأن نيتى انحصرت فى الاطلاع على نوعية من المراسلات، بهدف رصد تطورنا اللاآدمى عبر التاريخ، المراسلة الأولى كانت تلغرافا بريديا من الزمن الجميل فى أوائل عشرينيات القرن الماضى، والثانية مسج ع الواتس آب، من العصر السريع، فى أواخر سبعتشرات الألفية العظمى.. فلنبدأ العبث: «نهارك سعيد يا حضرة أنور أفندى، أتعشم تكون عال العال، اشتقنالك والفكر مشغول عليك، أرجوك تصفح عن تصرفى برعونة لدواعى غضبى على أثر سفرك المفاجئ، لأنى معتاد على المودة ومقامك محفوظ فى صميم فؤادى، وقد سمعت توبيخا من الأهل والأحباب، وقررت ألبى نداء الأخوة، وأدعمك فى تقرير مصيرك، لأن قيمة المرء فى اجتهاده وبالطبع كان بودى أزورك فى بلاد بره لكنى خجلت أكون مصدر انزعاج، بينما غرضى لو تسنح ظروفك باللقا أكون ممنون لك وتشرفنا عن قريب ماذا وإلا مش هيحصل كويس!». هاهاها إنها دعابة.. بلا شك هاكون فى غاية السرور لاستعادة ذكرياتنا المدهشة وكل الأعزاء مجتمعين فى أوضة المسافرين، أما عن أحوالى أنا وحرمنا المصون التى ارتضت أن تشاركنى الكفاح، فالأشية صبحت معدن وحصلت على مَهيّة معتبرة تصل بالحوافز إلى 7 جنيه و37 قرش و12 مليم أومال، حاجة أُبهة، ورغم البشرى البديعة لنجاح صهرى فى انتخابات الدايرة إلا أنى مستاء ولا أملك سوى الوقوف دقيقة حداد على أفعال بعض المقربين من أمثال شاكر باشا وإحسان بيه، مسألة مش تمام، إذن فليكن مع إن الأمور فى المحروسة تسير على ما يرام بعدما تأسست شركة مساهمة وهى بنك مصر، مملوكة بنسبة 100% للمصريين، وتم تأسيس بنك التسليف الزراعى لدعم الفلاحين، وتقرر توزيع 5 أفدنة لكل أسرة من أصل 600 فى مشروع الإصلاح الزراعى، دون المساس بحقوق وملكية الأراضى الأخرى، ده غير المشروع القومى لإسكان الفقراء والمطاعم الخيرية المعنية بصرف وجبات مجانية لمحدودى الدخل، مصر الآن يا سيدى الفاضل لديها وزارات لرعاية شئونها ونقابات للمطالبة بالحقوق وديوان مراقبة للمحاسبات.

مصر الآن منارة للعلم، وأصبح لديها ثلاث جامعات، وهى جامعة فؤاد الأول بالقاهرة، وجامعة فاروق الأول بالإسكندرية، وجامعة إبراهيم باشا بعين شمس، وجارٍ الاتفاق على تأسيس جامعة محمد على باشا فى أسيوط بالصعيد، لقد تضاعفت ميزانية التعليم ستة أضعاف، مما أدى إلى مجانيته والقضاء على الأمية بنسبة وجيهة. تطورنا جداً، بما يسمح لنا بإنشاء مدرسة الطيران العالى بألماظة ومدرسة أركان الحرب وضباط الصف والكلية البحرية وأكاديمية البوليس، مصر الآن غنية بعدما سددت كامل ديونها، وحققت فائضا نقديا 450 مليون جنيه إسترلينى، وأصبحت أكبر غطاء نقدى فى العالم، حيث قيمة الجنيه المصرى 4 دولارات والـ4 جنيهات مصرى= أوقية دهب. مصر استردت كامل سيادتها على أراضيها وكما تعلم أنها تشمل غزة والسودان وجزءا من ليبيا، مصر الآن منتجة والعالم يستورد أجود أنواع القطن فى العالم بعدما وصلت بورصة مينا البصل المرتبة الأولى أما بورصتا القاهرة والإسكندرية فتحتلان المركز الرابع عالمياً، مصر خيرها على البلاد، بعدما أقرضت بريطانيا خلال الحرب العالمية الأولى 39 مليار دولار، كما منحت معونة مالية لكل من اليونان وإيطاليا خلال الحرب العالمية الثانية، وأرسلت 500 ألف فرنك فرنسى لإنقاذ الشعب البلجيكى من الفقر والجهل، مصر الآن أرض الفرص، بعدما صار معدل البطالة أقل من 2%، مصر حاضنة للجنسيات التى تبحث عن لقمة العيش، فالبواب سودانى والجرسون إيطالى والمصوراتى يونانى والحلاق لبنانى والحلوانى سورى والترزى أرمينى والجزار تركى، نحن أمة تخدمها الأمم، وهذا ما دفع اليابان لدراسة تجربة نهضة مصر، لذا أناجيك أن تعود إلى وطنك حيث الرخاء وجميعنا فى انتظار طلّتك البهية، خليتك بعافية.. صديقك المخلص محسن».

أما بعد، وقد انخفض الجنيه المصرى إلى نص قيمته بنسبة 58.84% وأصبح معدل البطالة 12% و30 مليون نفر تحت خط الفقر بشبرين، والصحة اتملت فيروسات من الأكل المرشوش مبيدات، والأسعار نار والمرتبات والمعاشات مرار، كما حصلنا على خروج آمن من قائمة التصنيف العالمى فى جودة التعليم، فمن الطبيعى أن تأتى مفردات واتس الزمن ده على هذا النحو من التدنى.. «صباحو فل يا شبح، بشوقك سايبك تتكرع على وضعك فى حوار مهروس فكسان مالوش تسعيرة بس جَلت منك وفرطت بزيادة، الكيف مناولة مش مقاولة ولا فاكرنى عيل عويل ومأفور كميا عند أم حمادة، مش طلبة فصلان، خليك سلكاوى ولخص عَوَّق وهات الناهية عشان نرسى ع التيتة، عايز تزيط وتغُب عليهم وتشقط المصلحة يبقى دوس وانجز لكن تِحوّر عليا قابل بأه بلوك، يعنى اضبط ياض وفكك م الاشتغالة الشمال عشان وصلنى إنك طرمختها معاهم ولما دورتها ف الجمجمة قلت غزوة وراحت لحالها بس أنا بلاغيك ف الصح وإنت هارش إنى جاحد وساعة الغلط بأطرطش عبط، أقسم بالله أعلَّم عليك فى قلب المنطقة مش كفاية إنك شاكب راكب قفش اركن على جنب وكمَّر وإبرز الأساتك وتبقى جَبَرِت، سلام دولى يابن اللعيبة».

والسؤال هنا لأساتذة علوم الاجتماع.. الأحياء منهم: هل احنا بنتاخد لقدام ولا بنجيب ورا؟!
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع