اليوبيل الذهبي لحرب 5 يونيو 67 (3) مصر تمهد للحرب

        لا شك في أن مصر تتحمل المسئولية التامة في اندلاع الحرب ، وأنها هي التي أعطت إسرائيل الفرصة لشن حرب استباقية انتهت بصورة مأسوية لا على مصر وحسب بل على كثير من البلدان العربية ، ومازالت آثار الحرب قائمة حتى الآن ، الأمر الذي سندرسه فيما بعد.

    

    إن الرئيس جمال عبد الناصر هو المسئول الأول عن الهزيمة، وقد اعترف هو بذلك في خطاب التنحي الذي عقب كارثة الهزيمة التي دعيت النكسة. قد يقول أتباعه ومؤيدوه إنه تعرض للتضليل من المشير عامر القائد العسكري، على أن هذا عذر أقبح من ذنب ، فالرئيس عبد الناصر عسكري وزميل المشير، وكان عليه أن يتحقق من مدى استعداد الجيش المصري لخوض هذه الحرب الفاشلة التي كان العالم كله باستثناء مصر يعرف أنها ستنتهي بهزيمة مصر بصورة ساحقة.

  

      وكانت مصر قد مهدت كثيرا لاندلاع الحرب، حيث عبرت في 15 مايو 1967 قوات كبيرة كثيرة العدد إلى سيناء الأمر الذي فهمه العالم وإسرائيل على أنه تمهيد لشن حرب.

 

     وفي اليوم التالي 16 مايو ، طلب عبد الناصر من قوات الأمم المتحدة المرابضة في سيناء منذ أعقاب حرب 56 مغادرة مواقعها، الأمر الذي يعني نية الحرب، وقد استجاب لذلك  فورا يوثانت الأمين العام للأمم المتحدة لتغادر هذه القوات بعدها بيومين في 18 مايو 67 

   

     وفي يوم 22 مايو أي بعد أيام ، قامت مصر بإغلاق مضيق تيران الذي كان يطلق عليه آنذاك مضيق العقبة أمام الملاحة الإسرائيلية الأمر الذي كان يعني خنق المنفذ الجنوبي لإسرائيل، وقد اعتبرت إسرائيل سكوتها عن ذلك استهانة بها. وكانت مصر قد وافقت على السماح بمرور الملاحة الإسرائيلية في المضيق مقابل انسحابها من سيناء في حرب 56.

 

     لقد تراجعت مصر عن اتفاقات دولية عقدتها عقب حرب 56 ،هي طرد القوات الدولية من سيناء وإغلاق مضيق العقبة (تيران) ، ولم يكن العالم وإسرائيل ليسكتوا على ذلك. وما يوم 5 يونيو 1967 المأسوي إلا نتيجة طبيعية ومتوقعة لكل ذلك.