الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم..طائفة الحشاشون تحاول اغتيال صلاح الدين الأيوبي قرب حلب
  • ١٦:٥١
  • الاثنين , ٢٢ مايو ٢٠١٧
English version

فى مثل هذا اليوم..طائفة الحشاشون تحاول اغتيال صلاح الدين الأيوبي قرب حلب

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٣٩: ٠٥ م +02:00 EET

الاثنين ٢٢ مايو ٢٠١٧

 صلاح الدين الأيوبي قرب حلب
صلاح الدين الأيوبي قرب حلب

 فى مثل هذا اليوم 22مايو 1176م..

سامح جميل
استطاع حسن الصباح في عهد نظام الملك السلجوقي أن يوجه اتباعه الشديدي الولاء له لتحقيق أهداف سياسية مناهضة لخصومه وبخاصة الخلافة العباسية السنية الذي قد تحدّى شرعيتها وأهم ما استخدمه من أسلحة هو الاغتيال ، وقام اتباعه بسلسلة عمليات اغتيال كان ضحيتها الكثير من رجال الدولة العباسية وأمرائها، فعظم أمرهم، وقويت شوكتهم، وخشيهم الناس، وامتلأوا منهم رعباً وكان الحسن الصباح واتباعه من الإسماعيلية الشيعية شديد البغض لأهل السنة وتوسعت الحركة الإسماعيلية الباطنية الشيعية وامتلكوا عدة حصون هامة في بلاد الشام ....
والواضح أنهم ارتاعوا لزوال الخلافة العبيديه الفاطمية وانتصار المذهب السني في مصر علي يد القائد الفذ صلاح الدين الايوبي مبعوث الرجل العظيم نور الدين محمود ، وشعروا بالخطر يتهددهم في بلاد الشام، وبخاصة أن نور الدين محمود كان قد قيّد توسعهم من أجل ذلك أرسلت القيادة في قلعة الموت ( رشيد الدين سنان البصري ) المعروف بشيخ الجبل ليتولى إقليم النصيرية في بلاد الشام، فتوجه هذا إلى حلب متنكراً بزي الدراويش وبقي فيها عدة أشهر، ثم تنَّقل بين قلاع الحشيشية حتى استقر في مصياف ..
 
نقم الشيعة الباطنية (الحشاشون) على صلاح الدين لأنه أسقط الخلافة الفاطمية، وتقدم لبلاد الشام لتوحيده، وضَّمه إلى مصر مما يشكل تهديداً
والواقع أن ظهور صلاح الدين كمهندس للوحدة الاسلامية وحام للعقيدة السلفية وبطل الحرب المقدسة قد أدي إلي جعله في أول الأمر في موقف العدو الرئيسي للحشاشين الذين مالوا – كأمر حتمي – إلي تحسين علاقاتهم مع الزنكيين في الموصل وحلب باعتبارهم الخصوم الرئيسيين لصلاح الدين ...
وقعت أول محاولة للحشاشين لاغتيال صلاح الدين بينما كان يحاصر حلب فيقول مؤرخو صلاح الدين إن قمشطجين الذي كان يحكم المدينه نيابة عن حاكمها الرسمي وهو طفل من أسرة زنكي أرسل إلي سنان شيخ الجبل يعرض عليه مالا وأراضي مقابل اغتيال صلاح الدين فأرسل رشيد الدين سنان جماعة من أتباعه الفدائيين إلى المعسكر الأيوبي فاكتشفهم أمير يدعى خمارتكين، فقتلوه، ووصلوا إلى خيمة صلاح الدين في جوف معسكره، وحمل عليه أحدهم ليقتله، فقتل دونه، واستبسل الحشاشه الباقون في الدفاع عن أنفسهم قبل أن يُقتلوا جميعاً ...
وكانت هذه هي المحاولة الاولي لقتل صلاح الدين الايوبي من قبل هؤلاء الحشاشه ولكنها ليست المحاولة الاخيره هناك محاولة أخري أشد شراسه من سابقتها واليت سوف تغير من الحاله النفسيه لصلاح الدين في صراعه معهم
| المحاولة الثانية لقتل صلاح الدين |
 
لم يتوقف رشيد الدين سنان ( شيخ الجبل ) عن محاولات اغتيال صلاح الدين رغم فشل المحاولة الأولى، بل زاد تصميمه فأرسل جماعة من أتباعه يتنكرون في زي الجنود، فدخلوا المعسكر الأيوبي أثناء حصار قلعة عزاز، وباشروا الحرب مع جند صلاح الدين واختلطوا بهم يتحينون الفرصة لقتل صلاح الدين ....
وفيما كان الجند مشغولون بحصار القلعة، مَّر صلاح الدين بخيمة الأمير جادلي الأسدي لتشجيع الجند على مواصلة القتال، فهجم عليه أحد الإسماعيلية الحشاشه وضربه بسكينه على رأسه، إلا أن صلاح الدين كان يلبس خوذته الحديدية فوق رأسه، فعاد الرجل وضربه على خدَّه فجرحه، فأمسكه صلاح الدين بيده وحاول تعطيله وهو مستمر في هجومه وضربه إلى أن أدركه الأمير سيف الدين يازكوج وقتله، ثم هجم فدائي ثاني على صلاح الدين، فتصدى له داوود بن منكلان وقتله، ثم هجم فدائي ثالث لتنفيذ المهمة، فاعترضه الأمير علي أبو الفوارس، وطعنه ناصر الدين محمد بن شيركوه وقتله وخرج رابع من الخيمة هارباً، فطارده الجند وقتلوه كل هذه الاحداث حدثت في سرعه خارقه كالبرق وجنود صلاح الدين قد ألجمتهم المفاجأه ولكنهم وبسرعه ثابوا الي رشدهم في اللحظه الحاسمه ...
 
وقد تسبب هذا الحادث المفاجئ في اضطراب صلاح الدين حتى أنه فحص جنوده جميعاً، فمن أنكره أبعده، ومن عرفه أقّره، وحرص حرصاً شديداً واتخذ تدابير احترازية صارمة وبالطبع، فقد كان للحادث أثر في نفوس الجند، حتى أنهم توقفوا عن القتال أمام عزاز، وخاصة عندما أشيع أن صلاح الدين قد قتل فاضطر صلاح الدين، عندئذ إلى الطواف بين جنده ليشاهده الناس وقد اتخذ صلاح الدين بهد هذه الاحداث احتياطات واسعة للحفاظ على حياته، فكان ينام في برج خشبي اقيم خصيصا له ولم يكن يسمح لاحد لايعرفه شخصيا بالاقتراب منه ...!!
 
الحشاشون: طائفة إسماعيلية (عبيديه) فاطمية نزارية مشرقية، انشقت عن الفاطميين لتدعو إلى إمامة نزار بن المستنصر بالله ومن جاء مِن نسله. أسسها الحسن بن الصباح الذي اتخذ من قلعة آلموت في فارس مركزًا لنشر دعوته وترسيخ أركان دولته. وقد تميزت هذه الطائفة باحتراف القتل والاغتيال لأهداف سياسية ودينية متعصبة. وكلمة الحشاشين: Assassin دخلت بأشكال مختلفة في الاستخدام الأوروبي بمعنى القتل خلسة أو غدراً أو بمعنى القاتل المحترف المأجور.ونشأت الدعوة الإسماعيلية النزاية بصورة خاصة في المشرق الإسلامي، وكان أنصارها يعرفون كذلك بالباطنية والحشيشية أو الحشاشين، وتعود جذور الدعوة النزارية إلى سنة 478ﻫ حين توفي الخليفة الفاطمي المستنصر دون أن يبايع لابنه الأكبر نزار رغم أنه أبدى رغبته في ذلك في أواخر أيامه إلا أن الحاشية وعلى رأسها أمير الجيوش الوزير بدر الجمالي حالت دون ذلك، وقد بويع بعد وفاة المستنصر ابنه الأصغر المستعلي بالله وبذلك انشقت الدعوة الإسماعيلية إلى شقين النزارية والمستعلية ...
ولكن يجب علينا .....
 
قبل الكلام عن هذه الفرقه الاجراميه ان نعلم شيئ يسيرا عن مؤسسها ومؤسس عقلها الا وهو الحسن بن الصباح فمن هو هذا الرجل ؟
الحسن بن الصباح :
 
الحسن بن الصباح الملقب بالسيد أو شيخ الجبل هو مؤسس مايعرف بـ الدعوة الجديدة أو الطائفة الإسماعيلة النزارية المشرقية أو الباطنية أو الحشاشون ..
هذا رجل فارسي ولد في مدينة قم ( وهي مدينه في إيران الان ) وكان شيعيا اثني عشريا ويدعي البعض انه من أصل حميري قحطاني عربي ثم انتقل مع عائلته وهو طفل صغير الي مدينة الري وهي من المراكز التي كان ينتشر فيها دعاة الاسماعيلية والري بالقرب من مدينة طهران الحاليه ...وكان حاد الذكاء والفطنه تقول بعض الروايات انه كان من قرناء نظام الملك الوزير السلجوقي الشهير و الشاعر عمر الخيام وتقول بعض الروايات الاخري انه كان من تلاميذ الوزير نظام الملك ...
 
المهم يقول الحسن بن الصباح في أوراق كتبها بنفسه مثل المذكرات يتحدث فيها عن أيام الصبا يقول انه التقي في الري بأحد دعاة الاسماعيلية وأخذ يتناقش معه وكان بن الصباح يقول لهذا الداعي الاسماعيلي لا تردد علي كلماتهم ( أي كلمات وعقائد الاسماعيليه ) لانهم كفرة تخيلوا رجل يحمل العقيده الاثني عشريه يقول عن الاسماعيليه بأنهم كفرة وما يقولونه هو ضد الاسلام ولكنه في النهاية تأثر بتعاليم الداعية الاسماعيلي الملحد وأصبح إسماعيلي مخلصا حتي أقسم يمين الولاء للامام الفاطمي بالقاهرة وطبعا ما سافر في أول الامر الي القاهرة مباشرة ولكن كان هذا القسم بحضرة أحد الدعاة الباطنية في ايران ثم بعد ذلك يجب عليه ان يسافر لمقابلة العبيدي الخبيث في القاهرة ....
 
بعد ذلك ايضا التقي الحسن بن الصباح بأحد زعماء الاسماعيليه وهو عبد الملك بن عطاش وهو كبير الدعاة الاسماعيلية في ايران ثم طلب من الحسن بن الصباح منه ضرورة السفر الي القاهرة لمقابلة الخليفة العبيدي وتمكن بعد ذلك بمده من السفر الي مصر ثم بقي فيها حوالي ثلاث سنوات ما بين القاهرة والاسكندرية ...
 
ويقول برنارد لويس في كتابه ( الحشاشون فرقه ثورية في تاريخ الاسلام ) :
وهناك قصة تحاول ان تفسر رحيل حسن بن الصباح الي مصر حكاها عدد من المؤلفين الفرس وانتقلت إلي القراء الأوربيين عن طريق المقدمة التي كتبها إدوارد فيتزجرالد لترجمته لرباعيات الخيام تقول هذه القصة ....
 
إن حسن الصباح والشاعر عمر الخيام والوزير نظام الملك كانوا زملاء دراسة لاستاذ واحد , وتعاهد ثلاثتهم علي أن أي واحد منهم يحقق قبل زميله نجاحا أو ثراء في هذا العالم عليه ان يساعد الآخرين ودارت الايام وأصبح نظام الملك وزيرا للسلطان , فتقدم منه زميلاه طالبين أن يبر بما تعاهدوا عليه وعرض نظام الملك علي كل منهما ولاية أحد الأقاليم ولكنهما رفضا وإن كان رفضهما لسببين مختلفين فأما عمر الخيام فقد كره مسئوليات الإدارة وفضل الحصول علي معاش يتيح له التمتع بمباهج الفراغ , وأما حسن فقد رفض أن يقنع بمنصب إقليمي وأصر علي الحصول علي منصب كبير في البلاط وإذ تحققت رغبته لم يلبث أن اصبح مرشحا للوزارة ومنافسا خطيرا لنظام الملك نفسه ولذا فقد تآمر عليه الوزير واستطاع بخدعة أن يلحق به خزيا في عين السلطان وشعر حسن بالعار والغضب ففر الي مصر ليعد العدة للانتقام .
 
ولكن هذه القصة تثير بعض الصعوبات فالمعروف أن نظام الملك ولد عام 1020 علي أقصي تقدير وقتل عام 1092 أما تاريخ ميلاد حسن الصباح وعمر الخيام فغير معروف ولكن الاول مات في عام 1124 والثاني في عام 1123 علي أقل تقدير ومقارنة هذه التواريخ تدل علي انه من غير المحتمل أن يكون الثلاثه قد تعاصروا كطلاب علم ومعظم الدارسين المحدثين يرفضون هذه القصة المنمقه كخرافة من محض الخيال ويقدم مؤرخون آخرون تفسيرا أكثر معقوليه لرحيل حسن فيقولون إنه أزعج السلطات في الري واتهمته هذه السلطات بإيواء عملاء مصريين ( يعني يتبعون العبيدين الفاطميين الذين كانوا أعداء للسلاجقه ) وبأنه مهيج خطير وليتفادي الاعتقال هرب من المدينه بادئا سلسلة من الرحلات حملته أخيرا الي مصر . انتهي كلام برنارد لويس .
 
وإثناء تواجد الحسن بن الصباح في مصر حدث أمر محوري قلب الامر رأسا علي عقب فبعد موت المستنصر بالله الخليفه العبيدي الفاطمي !! اختلف الحسن بن الصباح مع القائد الارمني الاسماعيلي القوي الذي كانت بيده شئون الدولة العبيدية وهو الامير الافضل شاه شاه بن بدر الجمالي وذلك ان بن الصباح كان من الذين يرون ان الامامة يجب ان تنتقل بعد موت المستنصر بالله الي ابنه الاكبر ( نزار ) وكان الافضل الجمالي قد نصب الابن الاصغر احمد ولقبه ( بالمستعلي ) وهذا الامر بالنسبه لعقيده الاسماعيليه مسأله خطيرة جدا لذلك انقسم الاسماعيليه الي ( مستعليه و نزاريه ) نزاريه يرون امامة نزار و مستعلية يرون امامه المستعلي بسبب هذا الخلاف مع الافضل الجمالي سجنه ثم طرده من مصر على متن مركب للأفرنج إلى شمال أفريقيا، لكن المركب غرقت فنجى حسن فنقلوه إلى سوريا ثم تركها ورحل إلى بغداد ومنها عاد إلى أصفهان يحمل روح الانتقام وروح نشر الدعوه الجديده وهي دعوة ( الاسماعيلية النزراية ) التي سوف تتطور الي ما سوف نشاهده ... ولكنه الان يبحث عن قاعده ينشر منها سمومه الي الناس وحصن حصين يربي فيه اتباعه علي الشر المستطير الذي يكمن في اعماق عقله فبعد البحث الطويل وجد ضالته وجد قلعته المنشوده وجد قلعة ( ألموت )!!